مقالات

الضّفدع

من معي؟ .. من ضدّي؟
هذا جوابه إن سمع أحداً ينقده..
الشعور بالاستهداف هو أول رد فعل لمن تضخّمت ذاته حيث يرى مَن حوله دونه، وإشعارك بأنّه “ضحية” هي حيلته المتجددة لاخفاء عدم اكتماله الذاتي، وهلامية وعيه.
تماماً كما تتخيّل .. ضفدعٌ ساذجٌ حزين!
يمارس الضّفدع حيلة دفاعية ذاتية: يملأ نفسه بالهواء كي يبدو ضخماً أمام من يعتقد بأنه يشكّل خطراً عليه، فلا الضفدع ينجو، ولا من أمامه آبهٌ بما يفعل.
وتنسحب هذه الحيلة القديمة للضفدع -والتي ما زال يستخدمها- على مستوى غير قليل من “النخبة المثقّفة”. ومن يعمل في الهم العام -وأخصّ السياسي والثقافي- يعرف بأنّ السّاحة مليئة بالضّفادع.
إنّ المثقف الضفدع يعتقد بامتلاكه كل المعرفة؛ فيبتعد عن النّاس و”ضجيجهم” وينعزل في مستنقع أخضر يعيش فيه وحده أو مع ضفادع تشبهه، مما يمنعه من اكتساب معرفة جديدة تطوّر أدواته في التفاعل والمشاركة في المجتمع.
إنّ القائد الضفدع الذي تضخّمت ذاته بفعل هلامية وعيه وتأليهه من المحيطين به، يبني بالضرورة ضفادع لا قادة، ويقرر ردة فعل لا فعل.
حين تملأ فراغاً بسبب رفض الطبيعة المتكرر للفراغ، لا تُحدِث ضجّة كي تنجو بالفقاعة التي تحوي ذاتكَ لوقت أطول، فسيأتي الحقيقيّ يوماً وفي لحظة لم تكن ترغبها ولم تحدّد وقتها، يملأ فراغكَ وفراغه بـ “شكّة دبّوس”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى