في مهرجان إحياءً لذكرى انتفاضة الحجارة في الزرقاء ذياب يشدد على أهمية الربط بين النضال الفلسطيني ضد الصهيونية ونضال الجماهير العربية ضد الأنظمة المتحالفة مع الإمبريالية
نظمت اللجنة الشعبية لدعم المقاومة الفلسطينية في مدينة الزرقاء مهرجاناً جماهيرياً إحياءً لذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) مساء يوم الاثنين 14/12/2015 في مجمع النقابات المهنية في الزرقاء، بمشاركة وحضور القوى السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية والفعاليات الشبابية والنسائية، وقدم الرفيق الدكتور سعيد ذياب الأمين العام للحزب كلمة في المهرجان، وكلمة فلسطين قدمها الأخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ،وكلمة باسم اللجنة الشعبية لدعم المقاومة قدمها عضو اللجنة الاستاذ حسن سعيد، وكلمة مندوب رئيس بلدية الزرقاء الذي تعذر عليه الحضور بسبب حالة وفاة قدمها المهندس عادل سمارة، وكلمة نادي العودة/ الزرقاء قدمها رئيس النادي المهندس محمد المجدلاوي، وقدمت فرقة الفتيان لنادي العودة وصلة فنية وطنية.
وتالياً كلمة الدكتور سعيد ذياب في المهرجان:
نحيي الذكرى الثامنة والعشرين لانتفاضة الحجارة، تلك الانتفاضة التي جاءت بعد سلسلة من الضربات التي وجهت للمقاومة وبعد سياسة التهميش، والضغوطات عليها لفرض خيارات سياسية لا تنسجم والمشروع الوطني.
جاءت بمثابة الرد على كل ذلك وليثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب حي قادر على مواجهة الجبروت الإسرائيلي.
جاءت تلك الانتفاضة على أيدي جماهير الأرض المحتلة ليلعبوا الدور الرئيس في عملية المواجهة مع العدو بعد أن كان فلسطينيو الشتات الوقود الأساسي للثورة.
جاءت في لحظة زمنية ظن البعض أنها الفرصة الملائمة للإجهاز على الحقوق الفلسطينية، لكن الشعب الفلسطيني أبدع بابتكار هذا الشكل النضالي وأبدعت الانتفاضة في خلق المؤسسات لضمان استمراريتها، فظهرت اللجان الشعبية الموقعية والقيادة الوطنية الموحدة.
وتجلت قيم التضامن ووحدة الشعب بأبهى صورها في مواجهة الممارسات الهمجية الإسرائيلية، ولعل أهم ما ميزها هو الطبقة العاملة ودورها المحوري سواء في المواجهات في الشوارع ومن خلال الإضراب والامتناع عن العمل داخل الكيان الصهيوني.
من يُمن الطالع أن نحيي الذكرى الثامنة والعشرين لانتفاضة الحجارة ونحن نعيش في معمعان انتفاضة القدس، وهذا ليس غريباً، فالتاريخ الفلسطيني وعلى امتداد قرن كامل كان مسلسلاً من الانتفاضات والهبات والثورات.
انتفاضة القدس والتي دخلت شهرها الثالث، نجحت في وضع القضية الفلسطينية في صدارة الساحة الإعلامية، وراحت وسائل الإعلام تتناقل صورة الشاب الفلسطيني الذي يقف بتحدٍ وشجاعة أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية بعد أن حاولت تلك الوسائل تصويره كمفاوض يلهث وراء الإسرائيلي.
هذه الانتفاضة بقدر ما عكست الصورة البطولية للشباب الفلسطيني، فهي عكست صور التمرد على الواقع، واقع الاحتلال بكل صوره وتفاصيله.
صورة شباب أبصروا عبثية، بل عقم التفاوض مع العدو الصهيوني، مفاوضات لم تؤد إلا إلى ضرب لمكونات المشروع الوطني، وتحويل السلطة من خطوة على طريق الدولة، إلى سلطة لحماية الاحتلال.
أهم ما في المسألة أنها أثارت الشكوك حول ما حاولت السلطة والأنظمة العربية الترويج له باعتبار السلام خياراً إستراتيجياً.
هذه الانتفاضة أعادت الأمور إلى السؤال الأساس، هل هناك حل وسط للقضية الفلسطينية؟
إن تجربة النهج السياسي الذي انطلق منذ عام 1974، والذي ارتكز على خيار الدولتين لشعبين، تكشف بالكامل استحالة الوصول إلى هذا الخيار، بسبب الطبيعة (العنصرية والاستعمارية) للكيان الصهيوني، هذه الطبيعة لا تقبل مثل هذه الحلول.
وثانياً هذا الحل يتناقض مع الدور والوظيفة لهذا الكيان كأداة لمنع التقدم وإدامة التخلف والانقسام العربي.
هذه الانتفاضة دفعت الجميع لقراءة تجربة المقاومة خلال العقود الماضية، من أن الاعتماد على الأنظمة العربية والاعتماد على العمل النخبوي لن يقود إلى التحرير، وأكدت أن الاعتماد على النضال الجماهيري وبكافة أشكاله هو السبيل للتحرير، وأكدت كذلك على أهمية الربط الوثيق بين النضال الفلسطيني ضد الصهيونية مع نضال الجماهير العربية ضد الأنظمة المتحالفة مع القوى الإمبريالية.
لقد دللت الانتفاضات الثلاث على قدرتها على تثوير الجماهير العربية من خلال حركات التضامن الجماهيرية، الأمر الذي يدعونا للتحذير من المحاولات للالتفاف على انتفاضة القدس حتى لا تحدث مفاعليها فلسطينياً وعربياً.
هذا يتطلب منا التعامل معها بعيداً عن الطابع الاستخدامي لتحسين شروط التفاوض، بل علينا السعي لتوفير كل عناصر الدعم والإسناد وفي المقدمة منها مراجعة التجربة السابقة، وتجاوز أوسلو، وإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية.
إن واجبنا أن نعيد للصراع مع الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية عمقها العربي، وهذا يتطلب بناء حركة مناهضة للإمبريالية وتطوير النضال الطبقي والربط مع النضال الوطني الفلسطيني، فهذا وحده يقود إلى التحرير.
التحية للأسرى
المجد كل المجد للشهداء…