الدكتور سعيد ذياب: العمل الحزبي يواجه تحديات تتمثل بسياسة التهميش الرسمي بكل الوسائل القانونية وغير القانونية
كلمة الدكتور سعيد ذياب في مهرجان الذكرى الــ 25 لانطلاقة الحزب، تالياً نصها:
أيها الحضور الكريم إنّنا من نَفَسِكم ومن حضوركم ومشاركتكم، نستمدُّ قوتنا وعزيمتنا على التمسك بأهدافنا.
نحيي الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حزبنا بانطلاقة جديدة أعلنا فيها طي صفحة والبدء بصفحة جديدة، صفحة جسّد فيها الرفاق، الصلابة والثبات في الدفاع عن حق الناس في الحرية وتأمين لقمة العيش، فيها تحملنا مع رفاقنا في الحركة الوطنية الأردنية ظروف الاعتقال والمطاردة والحرمان من العمل والسفر، لكننا صمدنا ولم ننهزم.
وبهذه الروح الوثّابة لرفاقنا دخلنا المرحلة الجديدة، مرحلة الانفراج الديمقراطي، مرحلة من المواجهة بين برنامجنا وبرنامج الحكم، برنامج يعي أهمية الربط بين النضال من أجل بناء أردن وطني ديمقراطي، والنضال لتحرير فلسطين، فهذا الربط عدا عن أنه انعكاس للواقع الديمغرافي، فإن هذا الترابط بين الشعارين من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية، وإفشال المخططات المعادية والمعطّلة لأهداف الحركة الشعبية الأردنية.
ندخل المرحلةً وبرغم الانفراج الديمقراطي، فإن العمل الحزبي يواجه نوعاً آخر من التحديات؛ تحدي سياسة التهميش الرسمي وبكل السبل والوسائل القانونية وغير القانونية. ونواجه تحدياً آخر، تحدي ثقافة سياسية فرضتها مرحلة العولمة، ثقافة عمادها النفعية الذاتية البحتة ما يعني ذلك دفع الإنسان إلى البحث عن حلول فردية بعيداً عن الإطار الحزبي الشامل الذي تتجلّى فيه الأفكار الحزبية وصولاً إلى خيار إنساني يحترم الكرامة الإنسانية.
ونواجه تحدي التنازل عن ما اكتسبناه من خلال نضالنا من قيم الإيثار والدفاع عن المصلحة العامة، والصدق، لصالح ثقافة ليبرالية فاسدة، لا همّ لها إلا مصلحة الفرد والنأي بالنفس عن مصلحة الجماعة. هذا التحدي أدى مع مرحلة العولمة إلى هجرة العديد من الأعضاء الحزبيين بعيداً عن الأحزاب وبالأخص منها الأحزاب الأيديولوجية.
وإنما نواجه هذه التحديات، بوعي الرفاق وتعاونهم من أجل تقديم النموذج المميز، نموذج يفرض أن يكونوا في الصف المتقدم المدافع عن مصالح الجماهير وقضاياها.
وعبر هذه المسيرة، اجتهدنا في الوصول إلى أوسع نطاق ممكن، فكان لنا في الحملات الوطنية إطاراً ناجحاً في الدفاع عن حقوق الجماهير (حملة الخبز والديمقراطية)، و(حملة ذبحتونا) للدفاع عن حقوق الطلبة. والمساهمة مع نشطاء عماليين لبلورة النقابات العمالية المستقلة للتصدي للسياسات الحكومية العاملة على الهيمنة على الاتحاد العام لعمال الأردن، والتأكيد على الحق الديمقراطي بالتعددية النقابية.
وفي سياق السعي لإنجاز الإصلاح السياسي، سعينا مع رفاقنا في أحزاب الائتلاف القومي واليساري من أجل إصلاحات دستورية وقانونية، حيث شاركنا وبفعالية وسط الحركة الشعبية المطالبة بالإصلاح، والتصدي لسياسات صندوق النقد الدولي التي لم تنتج إلا الفقر والبطالة وتوسيع دائرة الفساد وتعميق التبعية.
أيها الحضور الكريم:
إننا نعتقد أنه ومن موقعنا في الحركة الوطنية الأردنية وكجزء من حركة التحرر العربية، فإننا نواجه تحديات حقيقية وجدية، فالمرحلة تتسم بالدقة والخطورة، حيث يتكثف الصراع الآن بين القوى الظلامية مدعومة من الأنظمة الرجعية والمعسكر الإمبريالي من جهة، وبين القوى القومية واليسارية والقوى المناهضة للمشروع الصهيوني من جهة أخرى. فما يجري في هذه اللحظة سيحدد مستقبل المنطقة، الأمر الذي يفرض علينا وعلى كل القوى الحريصة على التحرر والتقدم، التصدي لهذه الهجمة التي بدأت ملامحها منذ الإعلان عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، “لأن ما يجري هو استهداف لسوريا ودورها في عملية الصراع ضد المشروع الصهيوني، واستهداف للهوية العربية وقطع الطريق على كل محاولات النهوض العربي. واستهداف لكل صوت شريف ونظيف وكان آخرها استهداف قناتي الميادين والمنار، فعلينا أن لا ننخدع للأصوات التي تسعى لتمزيق دولنا وجيوشنا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان”، فهاتان القناتان ليستا مجرد شاشات، بل هي صوت ومنبر للمقاومة ومواجهة المخططات الأمريكية.
إن واجبنا في هذه المرحلة يقتضي التشديد على دورنا ومسؤوليتنا بالتصدي لقوى الشد العكسي التي تعرقل عملية الإصلاح حفاظاً على مكاسبها ووجودها.
وهذا يتطلب بصراحة واضحة الارتقاء بالجاهزية الكفاحية للأحزاب للدفاع عن مصالح الناس وتطوير أطر التعاون المشتركبما يمكننا من تحقيق تلك الأهداف.
إن النهج الاقتصادي الذي تسير عليه الحكومة والذي بدأ في عهد حكومة فايز الطراونة لم يؤد إلا إلى مزيد من الخلل في وحدة النسيج الاجتماعي، ومزيد من الفرز الطبقي المجتمعي من فئة صغيرة تتحكم في ثروات البلاد وغالبية ساحقة تعاني ما تعاني من بطالة وفقر، نهج أوصلنا إلى مديونية متنامية وغير مسبوقة، الأمر الذي يفرض على الأحزاب التوقف جدياً وبمسؤولية عالية لرؤية اقتصادية جديدة تضع حداً لهذا التدهور.
أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق:
فلسطين وذكرى انتفاضتها الأولى
فلسطين وذكرى انتفاضة الجبهة الشعبية
حاضرة في العقل والوجدان، انتفاضة الحجارة ملهمة انتفاضة السكين، يقف الشعب الفلسطيني بإباء وصبر وتحدٍ واستعداد عال للتضحية لوضع حد للاحتلال.
انتفاضة أدرك فيها الشباب الفلسطيني أن الاحتلال لن يرحل يوماً من خاطره، بل بنضال الشعوب ودماء أبنائها.
ولكن علينا أن ندرك أنه حتى هذه اللحظة لم تنخرط كافة الفصائل في الانتفاضة، ولم تتشكل بعد أطرها التنظيمية والسياسية التي توفر لها عناصر الاستمرار، حيث أن لهذه اللحظة لم نقلع بعد عن أوسلو ونهجها، ولا يزال الانقسام الفلسطيني يفعل فعله ويحد من تنامي الانتفاضة وتأثيرها.
أعتقد أننا بحاجة للإجابة عن كل التساؤلات للولوج لمرحلة جديدة عنوانها الوحدة الوطنية والانتفاضة الفلسطينية الشاملة نحو التحرير.
أيها الحضور الكريم:
بهذه المناسبة فإننا نحيي الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الــ 48 لانطلاقة الجبهة، وباسم حزب الوحدة الشعبية نوجه تحية الإكبار والاعتزاز للشهداء جورج حبش، أبو علي، غسان كنفاني، جيفارا غزة، أبو أمل، صابر محي الدين، شادية أبو غزاله، شربل الخيطان، عبدالرزاق سعيد، حمدي مطر، مروان مطر.
ونوجه التحية للأسرى الصامدين في الأسر وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والرفيقة خالدة جرار وكافة الأسرى في سجون الاحتلال ولكل المناضلين من أجل حرية الأمة ورفعتها.
التحية للشعب الأردني
التحية للشعب الفلسطيني
تحية الإكبار والفخار والمجد للشهداء