أخبار محلية

ليلى خالد: الانتفاضة هي فعل تغيير الواقع وتغيير ميزان القوى على طريق إحراز النصر

كلمة الرفيقة ليلى خالد في مهرجان الــ (25) لتأسيس حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، تالياً نصها:

باسم فلسطين…

باسم الأرض… باسم الشهداء والأسرى…

باسم الشعب المنتفض في وجه الاحتلال الفاشي العنصري…

باسم نسائنا وأطفالنا وشاباتنا وشبابنا…

يلقنون العدو درس الحرية والكرامة والإنسانية باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأمينها العام القائد أحمد سعدات من معتقله، وباسم م.س واللجنة المركزية وكوادر وأعضاء الجبهة.

أتوجه إليكم بتحية الصمود، والانتفاضة والعودة.

أتوجه لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني في ذكرى تأسيسه بتحية الثوار القابضين على جمر المبادئ والثوابت.

باسمكم جميعاً نوجه تحية الإكبار والإجلال لشعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، في الجليل والنقب والمثلث، وفي الشتات، هذا الشعب الموحد أبداً في المواجهة مع العدو الصهيوني.

كما أوجه التحية لجماهير أمتنا العربية المجيدة ولشعوب العالم في مواجهة الامبريالية والصهاينة والفاشيين والتكفيرين الظلاميين.

الحضور الكريم…

ونحن نحتفل اليوم مع رفيقاتنا ورفاقنا بذكرى تأسيس حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، وبما أسهم به من إنجازات مع كل القوى الوطنية والديمقراطية من أجل أردن ديمقراطي، ومن أجل فلسطين حرة عربية، فإنني وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أشد على أيدي الرفاق والرفيقات من أجل مزيد من الإنجازات على الطريق الذي رسمه الحزب.

وتأتي المناسبة مترافقة مع مناسبة عزيزة في الحادي عشر من كانون الأول ، حيث انطلق اليسار الفلسطيني منذ (48) عاماً معبراً عنه بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كضرورة تاريخية للحركة الوطنية الفلسطينية.

وخلال هذه المسيرة الطويلة قدمت الجبهة آلاف الشهداء، والحكيم المؤسس الدكتور جورج حبش،

الشهيد الكبير أبو علي مصطفى.

الشهيد أبو عاهد اليماني .

الشهيد جيفارا غزة.

الشهيد حمدي مطر.

الشهيد صابر محي الدين.

والشهيدات:

شادية أبو غزالة.

مها نصار.

تغريد البطمة.

والقائمة تطول مع كل شهداء الثورة الفلسطينية.

وكما الشهداء، فإن الأسرى قد افنوا زهرة شبابهم في سجون المحتل الصهيوني صامدين صمود شجر الزيتون.

فها هو الأمين العام للجبهة الرفيق القائد أحمد سعدات ما زال في معتقله حتى الآن مع أكثر من سبعة آلاف أسير وأسيرة.

وها هي الرفيقة خالدة جرار ما زالت في نفس هذه السجون والتي حكمت في الأمس بــــ (15) شهراً، دون اثبات لأي تهمة تستحق الإعتقال، كما كل أسرانا البواسل الذين يواجهون الجلاد الصهيوني العنصري في أقبية التحقيق وزنازين العزل وصمود أسطوري لا مثيل له.

أيها الأحبة،

نحتفي اليوم في زمن إنتفاضة مجيدة أخرى تهز أركان العدو بجيشه وحكومته العنصرية الفاشية وقطعان مستوطنين.

في الوقت الذي قالت قيادات العدو أن الجبهة الفلسطينية هادئة ولا تشكل خطراً على كيانهم.

وكما فاجئت الإنتفاضة الأولى العدو والصديق على حدٍ سواء، فإن هذه الإنتفاضة قد جاءت رداً على السياسية الارهابية المتوحشة من قبل العدو خاصة وأن قطعان المستوطنين المنفليتين من عقالهم قد أذاقوا شعبنا المرارة تلو المرارة من حرق للاطفال الرضع، وحرق الفتى أبو خضير. فكان الرد من عاصمتنا القدس، حيث لم يتوقع العدو هذا الرد، وانتقل لهيب هذه الإنتفاضة إلى كل الأرض الفلسطينية في الجليل، النقب، المثلث / في حيفا وعكا والناصرة وأم الفحم وسخنين، كما في الخليل وغزة وقلقيلة وجنين.

وتوحد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وعادت مظاهرات التضامن العالمي تشهدها مدن أوروبا وأمريكا، وبعض من عواصم العرب المنشغلين بحروبهم وأزماتهم.

هذه الإنتفاضة جاءت رداً على نهج المفاوضات وعلى الاتفاقات الموقعة مع هذا العدو الذي فاق النازية في وحشيته ضد شعبنا.

هذه الإنتفاضة جاءت رداً على الإنقسام المدمر الذي تعيشه الساحة الفلسطينية.

هذه الإنتفاضة التي حار بأمرها مجرمو الحرب الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو وحكومته الفاشية العنصرية الذين قال عنها موشي يعالون وزير الحرب أنها لو كانت في (1948) لما قامت (دولة اسرائيل). وبالرغم من التشديد غير المسبوق بإستعمال القوة ضد الشباب المنتفض، فإن خسائر العدد تزداد يوماً بعد يوم، على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها أبطال الإنتفاضة إستشهادهم أو إعتقالهم.

الأهم أن الإنتفاضة قد عطلت التراسانة العسكرية الإسرائيلية، في مواجهة الحجر والسكين. ومن أسف نقول أن القيادة الفلسطينية ما زالت عاجزة ومقصرة عن الوصول إلى مستوى هذه الإنتفاضة فحين قول أنها لا تريد التصعيد، ولا تريد تحويلها إلى إنتفاضة شعبية عارمة، مروراً إلى الإعلان عن استعدادها للعودة لطاولة المفاوضات، والإحجام عن العمل لإنهاء الإنقسام وبناء وحدة وطنية للكل الفلسطيني لتعزيز وتوسيع هذه الانتفاضة، فإنها ما زالت تنتظر من الراعي الأمريكي أن ينقذ الوضع وأهمه بأن لديه الحل السحري كما كانت وما زالت.

ونذكر بأن الرئيس أوباما في خطابه في الأمم المتحدة لم يأتِ على ذكر فلسطين بكلمة واحدة لكنه أجبر على أرسال وزير خارجيته مرتين للمنطقة في محاولة يائسة للإلتفاف على هذه الإنتفاضة وحتوائها.

ورأينا وسمعنا وقرأنا عن الحل الذي قدمه من أجل منع تقسيم المسجد الأقصى، حل الكاميرات.

أليس هذا استخفافاً بشعبنا، وتأييداً كاملاً للكيان الصهيوني بسياساته المجرمة.

 فأي وهم تنتظره القيادة الفلسطينية.

من هذا المنبر أقول أي قيادة وأي سلطة لا تعتمد ولا تؤمن بقدرة شعبها على إنجاز تحرير الأرض وعودة اللاجئين وإجبار العدو على التسليم بحقوق شعبها عبر الإقلاع عن أوهام التفاوض، وإنهاء الإنقسام، إنما هي قيادة إلى لا تستحق أن تقود شعباً مكافحاً يقدم الشهداء والأسرى من أجل حريته وسيادته على أرضه. 

أن شعباً خاض معارك الشرف والكرامة كشعب الفلسطيني لم يكن هدفه إنشاء سلطتين تحت الإحتلال، وكل سلطة منهما في رام الله وغزة لا تزال تتمسك بتلك السلطتين ولا تبدي أي إرادة سياسية وطنية لمصلحة الشعب.

فإنهما تتحملان معاً مسؤولية إستمرار الإنقسام على الرغم من الإتفاقات الموقعة في القاهرة.

وشعبنا المنتفض اليوم إنما وجه رسالة لهذه القيادات برفض سياستهما، والتمسك بالسلطة على حساب دماء الشهداء وعذابات الأسرى دون الذهاب إلى فضائيات وتصريحات بل كانت التصريحات بالدم والحجر والسكين.

فالإنتفاضة هي فعل تغيير الواقع وتغيير ميزان القوى على طريق إحراز النصر.

ومن لا يستجيب لهذه الرسالة عليه أن يرحل ويترك لهذا الشعب تقرير مصيره.

إن الجماهير العربية التي تؤمن بدورها وبقدرتها على إسناد هذه الإنتفاضة بكل الوسائل مدعوة اليوم بالرغم من العجز العربي الرسمي أن  تلعب الدور المأمول منها.

فالبوصلة التي لا تؤشر إلى فلسطين إنما تقع في خانة الاستسلام وهذا ليس من صفات أمتنا العربية المجيدة.

فالواجب يحتم علينا جميعاً أن نكون على مستوى التحدي فإما أن كون أو لا نكون وشعبنا ختار أن نكون.

عاشت الانتفاضة…

عاشت فلسطين حرة عربية…

المجد للشهداء… والحرية للأسرى….

معاً نصنع فجراً مشرقاً بأمتنا العربية…  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى