كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي فرج الطميزي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الــــ (25) لانطلاقة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني
الرفيق الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية…
الرفاق اعضاء الحزب…
الرفيقات والرفاق، الحضور الكريم…
اسمحوا لي بداية أن أنقل لكم تحيات رفاقي في الحزب الشيوعي الأردني، وتنمياتهم لحزبكم بالنجاح والتوفيق وتحقيق أهدافه الوطنية.
نحتفل اليوم بذكرة عزيزة على قلب كل وطني شريف، ذكرى انطلاقة حزب وطني التصق اسمه بنضالات شعبنا الأردني، وسطر صفحات نضالية يعتز بها.
إنها الذكرى الـــــ 25 لانطلاقة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
لقد كان حزب الوحدة وما زال عنصراً فاعلاً وقوة نشطة، يمتلك الإرادة الوطنية والمبادرة الشجاعة في كافة الفعاليات الوطنية في البلاد مما جعله بجدارة مكوناً أساسياً في نسيج الحركة الوطنية الأردنية.
لقد ناضل حزب الوحدة الشعبية بصدق وثبات من أجل أردن وطني ديمقراطي، ودافع ببسالة عن مصالح الجماهير حقها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومن أجل انهاء سياسة التبعية الاقتصادية.
لقد التزم حزب الوحدة الشعبية بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال من أجل الحقوق الوطنية الفلسطينية في العودة وتقرير المصير وقيام دولته الوطنية على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وبكل إدراك عميق وفهم إستراتيجي ربط حزب الوحدة بين المهمتين النضاليتين للشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني انطلاقاً من قناعته الراسخة بأن أردناً وطنياً ديمقراطياً هو خير سند وداعم لنضالات الشعب الفلسطيني الشقيق.
أيها الحضور الكريم:
إننا جميعاً أمام تحالف طبقي يطبق بسياساته على كل محاور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما ولد حالة صراع دائم بين قطبين، قطب قابض على السلطة والثروة والقرار السياسي يمثل شرائح البرجوازية والبيروقراطية والفئات الطفيلية، وقطب يمثل الطبقات الشعبية والفئات الكادحة.
لقد نجم عن سياسة هذا التحالف معاناة مستمرة للجماهير الشعبية، نتاج تلك الأزمة العميقة والمركبة سياسياً واقتصادياً عبرت عن نفسها بالعداء المستمر لتطلعات الجماهير، فانتهجت سياسة كبت الحريات والتضييق على الأحزاب، وملاحقة الصحفيين ومنع النشاطات الشعبية السلمية، مقروناً بإقراره العديد من القوانين المعيقة للحياة السياسية مما أدى إلى تراجع كل مجالات الإصلاح السياسي.
وعلى الصعيد الاقتصادي استمر هذا التحالف في سياسة الارتهان في أحضان المؤسسات المالية الدولية، والسير بخطى وصفاتها النقدية التي أوصلت اقتصاد البلاد إلى حالة مأزومة بفعل المديونية الخارجية والعجز في الموازنات.
ولقد عملت الحكومات المتتابعة وعلى الأخص الحالية على فرض العديد من الضرائب والقوانين الاقتصادية التي طالت جيوب الفقراء فقط.
حكومة لا تجد حلاً في معالجة أزمتها الاقتصادية إلاّ جيوب المواطنين الخاوية، وما القرارات الأخيرة للحكومة في رفع اسعار الغاز، ورفع رسوم ترخيص المركبات إلاّ مؤشراً على استمرار نهج التغول الحكومي.
أيها الحضور الكريم:
إن بلادنا ليست بمعزل عما يجري في المنطقة بل أنها في قلب الحدث، وخاصة تلك الهجمة الظلامية التكفيرية الارهابية التي تستهدف المنطقة بكاملها، ليس سوريا فحسب بل العراق واليمن وليبيا.
ولقد جاء القرار الروسي بالإنخراط مباشرة ضد الحرب العدوانية على سوريا، ليؤكد أن سياسة القطب الواحد قد انتهت، وما عاد للولايات المتحدة وحلفائها التحكم بمصائر الدول وشعوبها.
إن هذه الهجمة تتطلب منا في الأردن خطة وطنية شاملة لمواجهة هذه الهمجية بعيداً عن الإنخراط في تحالفات إقليمية ودولية تدعى محاربة الإرهاب ولكنها في الحقيقة تدعمه وتغذية من أجل تحقيق أهدافهم العدوانية والنيل من دول وقوى المقاومة والممانعة الرافضة لنهج التبعية والاستسلام، وما جرى بالأمس من اعتداء أمريكي على الجيش العربي السوري يؤكد النوايا العدوانية لتحالف الشر.
إننا أمام واقع يتطلب تضافر كافة القوى والجهود لمواجهة سياسات التحالف الإمبريالي _ الصهيوني مما يفرض علينا وضع خطة وطنية شاملة.
وبهذه المناسبة الوطنية ومن هذا المنبر، نطلق صرخة وطنية مسؤولة تنشد ضرورة إنخراط كافة الأحزاب والقوى الوطنية القومية واليسارية والشخصيات والمؤسسات الوطنية في جبهة وطنية عريضة ترسم معالم الطريق للنضال معاً من أجل مصالح جماهير شعبنا.
جبهة تأخذ على عاتقها ضرورة العمل من أجل إحداث تغيير ديمقراطي يخلص البلاد من حالة التبعية السياسية والاقتصادية وصولاً إلى أردن وطني ديمقراطي.
جبهة وطنية تكبح جماح سياسات الإقصاء والتفرد والتلاعب بمصير شعبنا الأردني الذي يستحق منا كل التضحية.
جبهة وطنية تجسد الدعم الكفاحي للشعب العربي الفلسطيني حتى ينال حقه في العودة وتقرير المصير وقيام دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق…
يا رفاق حزب الوحدة الشعبية يا من تتسلحون بنظرية ثورية سطر أحرفها وعمدها بتضحياته الرفيق المناضل الراحل د. جورج حبش.
يا من حملتم برنامجاً وطنياً من أجل أردن وطني ديمقراطي، وبرنامجاً نضالياَ لمكونات النضال الوطني الفلسطيني من أجل توجيه كل البنادق إلى صدور العدو الصهيوني، فقدم روحه ودماءه الزكية الطاهرة من أجله الرفيق الراحل أبو علي مصطفى.
يا من ترفعونه عالياً راية التصدي والتحدي أمام جبروت الغزاة الصهاينة، فتعجز زنازينه وأقبيته عن كسر إرادة صمودكم، انها إرادة التحدي لمئات الأسرى في المقدمة منهم الأسير المناضل أحمد سعدات.
يا رفاق حزب الوحدة الشعبية:
تكتنزون كل هذا العطاء والتضحية والوفاء، فلكم منا في عيدكم تحية الاكبار والتقدير.
ومعاً من أجل وطن حر وشعب سعيد.