أخبار محلية

في مهرجان حاشد في مجمع النقابات، الوحدة الشعبية يضيء شمعته الخامسة والعشرين

  • د. سعيد ذياب:إن العمل الحزبي يواجه نوعاً آخر من التحديات؛ تحدي سياسة التهميش الرسمي وبكل السبل والوسائل القانونية وغير القانونية. ونواجه تحدياً آخر، تحدي ثقافة سياسية فرضتها مرحلة العولمة، ثقافة عمادها النفعية الذاتية البحتة
  • ليلى خالد: إنّ أي قيادة وأي سلطة لا تعتمد على شعبها ولا يكون تحرير الأرض وعودة اللاجئين ضمن رؤيتها إنما هي قيادة لا تستحق أن تقود شعبا يقدّم الشهداء والأسرى“.
  • فرج طميزي: نحن أمام تحالف طبقي يطبق بسياساته على كل المحاور السياسية مما ولد حالة صراع مباشر بين قطبين قطب برجوازي بيروقراطي طفيلي، وقطب يمثل الفئات الكادحة
  • د. موفق محادين: ما نحن فيه ينطبق عليه قول غرامشي:” قديمٌ يحتضر وجديد لم يولد بعد” وما بينهما في الوضع العربي الراهن أحجارٌ على رقعة الشطرنج ومهرجون يحتفلون بقطع الرؤوس.

بدعوة من حزب الوحدة الشعبية احتشدت في قاعة الرشيد بمجمع النقابات المهنية يوم أمس نخبة من الفعاليات الحزبية والوطنية والثقافية وذلك في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الحزب.
بدأ المهرجان، بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الأمة العربية، بعرض فيلم قصير من إعداد دائرة الإعلام في الحزب؛ يستعرض هيئات وإنجازات ومسيرة الحزب.
وفي كلمة فلسطين حيّت الرفيقة ليلى خالد الحزب باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتحية الثوار القابضين على جمر المبادئ والثوابت حيث قالت” نحتفل اليوم من أجل أردن وطني ديمقراطي ومن أجل حرية فلسطين وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نحيّي حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في ذكرى تأسيسه الخامس والعشرين من أجل مزيداً من الإنجازات للحزب“.
وأكّدت الرفيقة ليلى خالد بأننا نحتفي اليوم وسط انتفاضة ثالثة تهز أركان العدو بجيشه وقطعان مستوطنيه الذين أذاقوا شعبنا المرارة تلو المرارة، وأضافت “هذه الانتفاضة انطلقت من حيث لم يتوقع العدو من عاصمتنا: القدس، حيث جاءت رداً على نهج المفاوضات ورداً على الانقسام المدمّر الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية مازالت عاجزة ومقصّرة من الوصول إلى مستوى هذه الانتفاضة لا وبل تعلن العودة لطاولة المفاوضات“.

وفي نهاية كلمتها قالت خالد في المهرجان الذي قدّمه الرفيقان محمود مخلوف ونيفين الشيخ :”إنّ أي قيادة وأي سلطة لا تعتمد على شعبها ولا يكون تحرير الأرض وعودة اللاجئين ضمن رؤيتها إنما هي قيادة لا تستحق أن تقود شعبا يقدّم الشهداء والأسرى“.

وألقى الرفيق فرج طميزي أمين عام الحزب الشيوعي الأردني كلمة جاء فيها: ” نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على كل وطني شريف، بذكرى تأسيس حزب وطني فاعل ونشط ويمتلك الإرادة الوطنية والمبادرة الشجاعة في البلاد مما جعل حزب الوحدة الشعبية بجدارة في مقدمة النسيج الوطني الأردني“.

وأكّد طميزي بأننا جميعاً أمام تحالف طبقي يطبق بسياساته على كل المحاور السياسية مما ولد حالة صراع مباشر بين قطبين قطب برجوازي بيروقراطي طفيلي، وقطب يمثل الفئات الكادحة ونتاج هذا الصراع يأتي بسياسات قمع الحريات ومنع الفعاليات الوطنية واعتقال الصحفيين، واقتصادياً بالارتهان لصندوق النقد الدولي ورفع الأسعار ومزيداً من التضييق على الشعب“.

وقال أمين عام الحزب الشيوعي الأردني: “إن بلادنا ليست بمعزل عما يدور في المنطقة، بل هي في قلب الحدث فهذه الهجمة الإرهابية التي تعيشها سوريا والعراق تفرض علينا وضع خطة وطنية شاملة بعيداً عن الانخراط في تحالفات إقليمية ودولية تهدف إلى النيل من قوى المقاومة والممانعة. وأضاف طميزي :”على كافة الأحزاب والقوى القومية واليسارية في جبهة وطنية عريضة أن ترسم معالم الطريق والعمل من أجل إحداث تغيير وطني لإخراج البلاد من حالة التبيعة السياسية والاقتصادية وصولاً إلى أردن وطني ديمقراطي وتجسد التلاحم الوطني والنضالي للقضية الفلسطينية وصولاً لتحرير الأرض والإنسان“.

وقال الدكتور موفق محادين في كلمة الفعاليات الوطنية بعد تحيته لكافة الشهداء والأسرى: “إذ نحتفي بذكرى تأسيس هذا الحزب الاشتراكي الشجاع وجذوره الضاربة، فإننا نحتفي بمدرسة رائدة بالعمل اليساري الراديكالي والعزة القومية، ووسط صراع وطني مع الاحتلال الصهيوني وصراع طبقي في الأردن، أقول بوسع حزب خرج من مدرسة الحكيم جورج حبش، أن يكون بحجم هذا التحدي“.
وأضاف محادين أن ما نحن فيه ينطبق عليه قول غرامشي:” قديمٌ يحتضر وجديد لم يولد بعد” وما بينهما في الوضع العربي الراهن أحجارٌ على رقعة الشطرنج ومهرجون يحتفلون بقطع الرؤوس وعقل مستقيل وطائفيون وموتورون وأضيف ما زلنا منفيون في بلادنا.

وفي نهاية كلمته قال محادين:”إن طريق التحرير موجود وفي أدبيات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:لا صوت يعلو فوق صوت البنادق“.

وقال أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب في كلمة الحزب:”أيها الحضور الكريم إنّنا من نَفَسِكم ومن حضوركم ومشاركتكم، نستمدُّ قوتنا وعزيمتنا على التمسك بأهدافنا”.

وأضاف: نحيي الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حزبنا بانطلاقة جديدة أعلنا فيها طي صفحة والبدء بصفحة جديدة، صفحة جسّد فيها الرفاق، الصلابة والثبات في الدفاع عن حق الناس في الحرية وتأمين لقمة العيش، فيها تحملنا مع رفاقنا في الحركة الوطنية الأردنية ظروف الاعتقال والمطاردة والحرمان من العمل والسفر، لكننا صمدنا ولم ننهزم.

وبهذه الروح الوثّابة لرفاقنا دخلنا المرحلة الجديدة، مرحلة الانفراج الديمقراطي، مرحلة من المواجهة بين برنامجنا وبرنامج الحكم، برنامج يعي أهمية الربط بين النضال من أجل بناء أردن وطني ديمقراطي، والنضال لتحرير فلسطين، فهذا الربط عدا عن أنه انعكاس للواقع الديمغرافي، فإن هذا الترابط بين الشعارين من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية، وإفشال المخططات المعادية والمعطّلة لأهداف الحركة الشعبية الأردنية.

وأضاف: “ندخل المرحلةً وبرغم الانفراج الديمقراطي،فإن العمل الحزبي يواجه نوعاً آخر من التحديات؛ تحدي سياسة التهميش الرسمي وبكل السبل والوسائل القانونية وغير القانونية. ونواجه تحدياً آخر، تحدي ثقافة سياسية فرضتها مرحلة العولمة، ثقافة عمادها النفعية الذاتية البحتة ما يعني ذلك دفع الإنسان إلى البحث عن حلول فردية بعيداً عن الإطار الحزبي الشامل الذي تتجلّى فيه الأفكار الحزبية وصولاً إلى خيار إنساني يحترم الكرامة الإنسانية.

ونواجه تحدي التنازل عن ما اكتسبناه من خلال نضالنا من قيم الإيثار والدفاع عن المصلحة العامة، والصدق، لصالح ثقافة ليبرالية فاسدة، لا همّ لها إلا مصلحة الفرد والنأي بالنفس عن مصلحة الجماعة. هذا التحدي أدى مع مرحلة العولمة إلى هجرة العديد من الأعضاء الحزبيين بعيداً عن الأحزاب وبالأخص منها الأحزاب الأيديولوجية.

وإنما نواجه هذه التحديات، بوعي الرفاق وتعاونهم من أجل تقديم النموذج المميز،نموذج يفرض أن يكونوا في الصف المتقدم المدافع عن مصالح الجماهير وقضاياها.

وعبر هذه المسيرة، اجتهدنا في الوصول إلى أوسع نطاق ممكن، فكان لنا في الحملات الوطنية إطاراً ناجحاً في الدفاع عن حقوق الجماهير (حملة الخبز والديمقراطية)، و(حملة ذبحتونا) للدفاع عن حقوق الطلبة. والمساهمة مع نشطاء عماليين لبلورة النقابات العمالية المستقلة للتصدي للسياسات الحكومية العاملة على الهيمنة على الاتحاد العام لعمال الأردن، والتأكيد على الحق الديمقراطي بالتعددية النقابية.

وفي سياق السعي لإنجاز الإصلاح السياسي، سعينا مع رفاقنا في أحزاب الائتلاف القومي واليساري من أجل إصلاحات دستورية وقانونية، حيث شاركنا وبفعالية وسط الحركة الشعبية المطالبة بالإصلاح، والتصدي لسياسات صندوق النقد الدولي التي لم تنتج إلا الفقر والبطالة وتوسيع دائرة الفساد وتعميق التبعية.

وأضاف د. ذياب، أنه ومن موقعنا في الحركة الوطنية الأردنية وكجزء من حركة التحرر العربية، فإننا نواجه تحديات حقيقية وجدية،فالمرحلة تتسم بالدقة والخطورة، حيث يتكثف الصراع الآن بين القوى الظلامية مدعومة من الأنظمة الرجعية والمعسكر الإمبريالي من جهة، وبين القوى القومية واليسارية والقوى المناهضة للمشروع الصهيوني من جهة أخرى. فما يجري في هذه اللحظة سيحدد مستقبل المنطقة، الأمر الذي يفرض علينا وعلى كل القوى الحريصة على التحرر والتقدم، التصدي لهذه الهجمة التي بدأت ملامحها منذ الإعلان عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، “لأن ما يجري هو استهداف لسوريا ودورها في عملية الصراع ضد المشروع الصهيوني، واستهداف للهوية العربية وقطع الطريق على كل محاولات النهوض العربي. واستهداف لكل صوت شريف ونظيف وكان آخرها استهداف قناتي الميادين والمنار، فعلينا أن لا ننخدع للأصوات التي تسعى لتمزيق دولنا وجيوشنا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان”، فهاتان القناتان ليستا مجرد شاشات، بل هي صوت ومنبر للمقاومة ومواجهة المخططات الأمريكية.

وشدد ذياب على أن دورنا ومسؤوليتنا بالتصدي لقوى الشد العكسي، تتطلب أيضاًالارتقاء بالجاهزية الكفاحية للأحزاب للدفاع عن مصالح الناس وتطوير أطر التعاون المشترك“.

وأكّد الدكتور سعيد ذياب على أن ذكرى انتفاضة الحجارة حاضرة في العقل والوجدان، انتفاضة الحجارة ملهمة انتفاضة السكين، حيث أدرك الشباب الفلسطيني الآن بأن الاحتلال لن يرحل إلا بالدم والنضال، وأضاف: “علينا أن ندرك أنه حتى هذه اللحظة لم تنخرط كافة الفصائل في الانتفاضة، ولم تتشكل بعد أطرها التنظيمية والسياسية التي توفر لها عناصر الاستمرار، حيث أن لهذه اللحظة لم نقلع بعد عن أوسلو ونهجها، ولا يزال الانقسام الفلسطيني يفعل فعله ويحد من تنامي الانتفاضة وتأثيرها.

ويضيف ذياب، إننا بحاجة للإجابة عن كل التساؤلات للولوج لمرحلة جديدة عنوانها الانتفاضة الفلسطينية الشاملة نحو التحرير.

وفي نهاية كلمته، وجّه ذياب باسم حزب الوحدة الشعبية تحية الإكبار والاعتزاز للشهداء وللأسرى وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والرفيقة خالدة جرار وكافة الأسرى في سجون الاحتلال ولكل المناضلين من أجل حرية الأمة ورفعتها.

وقدّم الشاعر صلاح أبو لاوي فقرة شعرية وقرأ مجموعة من قصائده مثل: أسرى، زيت وزعتر، وقصيدة يدور الكلام تعالى، حيث قال من قصيدته زيت وزعتر:

تعودتُ

منذ رمتني المصائدُ عن شرفة القمح ِ

خارج قلبيَ

أنْ أستعينَ بهِ

وأقاومَ بالحبِّ هذا الشَرَكْ

وأنْكلَّ شوق ٍ

أطيلَ الوقوف على حارساتِ فلسطينَ غرب (الكَرَكْ(

فأجْمَعُ ما يتيسّرُ من زعترٍ جبليٍّ

وعينايَ تجمعُ ما ظلَّ في أفْقها

أو هَلَكْ

وقد قام الرفيق د. سعيد ذياب بتكريم الرفاق القدامى في حزب الوحدة الشعبية وهم: الرفيق عزمي الخواجا، الرفيق عبدالعزيز خضر، الرفيق أحمد مراغة، الرفيق إبراهيم العبسي، الرفيق عصام حدادين.
وفي ختام المهرجان، صدحت فرقة بلدنا بباقة من الأغاني الوطنية الملتزمة، ومن الأغاني التي قدمها خليل ومعه عوده:” يطلع النهار، يا راية شعبي المرفوعة، اتلوّى يا شعر الحية، دولا دولا“.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى