ذياب: في مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، جيل الشباب الفلسطيني أدرك واقعه فتمرّد عليه..
بدعوة من هيئة المكاتب الهندسية في نقابة المهندسين الأردنيين، أقيم يوم أمس مهرجان جماهيري بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتحدث في المهرجان كل من رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، والسيد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمهندس رائق كامل رئيس هيئة المكاتب الهندسية، والأمين العام لاتحاد المعلمين العرب هشام المكحل، ورئيس الملتقى الأردني الفلسطيني فواز الفايز، ورئيس بلدية الكرك الكبرى محمد المعايطة،والدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
وتالياً نص الكلمة التي ألقاها الأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب:
أيها الحضور الكريم..
التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني، يحمل طابع المفارقة، في 29/11/1947 أقدمت الأمم المتحدة على اتخاذ قرار يحمل رقم (181) يقضي بتقسيم فلسطين وإنشاء دولة لليهود وأخرى للعرب.
لقد نجحت الولايات المتحدة التي تتبجح في العالم بأنها راعية حقوق الإنسان والنزاهة والشفافية، نجحت بتمرير القرار بالرشوة والضغوط السياسية والاقتصادية.
قرار أعطت الأمم المتحدة لنفسها الحق الذي لا تملكه بتقسيم الأوطان.
إلا أن المسألة لم تقف عند حدود التقسيم، بل أنها حتى الآن عاجزة عن إعطاء الشعب الفلسطيني ما أقرته (حقه في الدولة).
وفي سياق التعويض عن الظلم الذي ألحقته بالشعب الفلسطيني، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 قراراً باعتبار هذا اليوم يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لأن القضية لم تحل، والشعب الفلسطيني لم يحصل على حقوقه بعد.
أيها الأخوة..
نحن لسنا متضامنين، بل نؤكد على أننا شركاء في المواجهة مع العدو الصهيوني. إن من لا يرى نفسه شريكاً في المواجهة، فهو إما جاهلاً أو متآمراً على الحق العربي، أو متخلياً عن مسؤولياته.
جاهلاً لا يعي الدور والوظيفة لهذا الكيان لأن من وظيفة هذا الكيان هو إبقاء شعوب المنطقة مفككة وجاهلة، وأن يعمل على محاربة أي توجه توحيدي بينها.
بمعنى أن أي توجه للنهوض العربي من قبل أي قوة سياسية عربية، ستجد نفسها وجهاً لوجه مع هذا الكيان، الأمر الذي يفرض على حركة التحرر العربي أن تعيد القضية إلى عمقها، وإلى ترابطها لأن العدو واحد.
أيها الأخوة..
آن الأوان أن نعيد الاتجاه إلى وجهته الصحيحة، بعد أن نجحت القوى المعادية بحرف الاتجاه نحو أبعاد طائفية ومذهبية، بما يؤدي بنا إلى الاستنزاف والاستسلام أمام مشيئة العدو.
أيها الحضور الكريم:
يصادف إحياء هذا اليوم دخول الانتفاضة الفلسطينية شهرها الثالث بعزيمة لا تلين، من خلال جيل جديد من الشباب والشابات الذي شبّ عن الطوق، وتجاوز ثقافة الخنوع والاستسلام.
جيل جديد لم يعد قادراً على الصمت والبقاء بين مطرقة الاحتلال وسندان السلطة.
جيل جديد تلمّس بوعيه الثوري من أن استمرار التفاوض العقيم، لن يقود إلى تحرير الوطن، بل إلى المزيد من ابتلاعه بالاستيطان والتهويد.
جيل أدرك أن استمرار الانقسام، لن يقود إلا إلى تبديد طاقات الشعب الفلسطيني وإرهاقه في صراعات فئوية.
جيل جديد أسس لمرحلة جديدة تجاوزت المرحلة السابقة بثقافتها وأسلوبها وأدواتها.
جيل أدرك واقعه فتمرّد عليه..
جيل أدرك أن ربيع الشعب الفلسطيني تأخر، ولكنه جاء ليكسر الجمود، ورتابة الحال، ويواجه المحتل، ويواجه كذلك التناقضات الفلسطينية التي سيجرفها في مجرى النضال.
ربيع يتصدى لممارسات الاحتلال، ويثبت للحالمين أن هذا العدو الاستيطاني لا يمكن أن يجنح للسلم مهما قُدّم له من تنازل، لأن فلسفته تقوم على إلغاء الآخر، إما جسدياً، أو تطويعه معنوياً.
أيها الأخوات.. أيها الأخوة:
لقد نجحت الانتفاضة في إعادة القضية الفلسطينية إلى الصدارة بعد أن حاول الجميع وضعها جانباً، نجحت هديل بمقصّها، وأحمد المناصرة بحجره، من أن يقولوا للجميع (كفى) كفى تلاعباً في قضيتنا.
هذا الدم واضح لونه بما فيه الكفاية ليسكت كل الأصوات اللاهثة وراء السراب.
أيها الحضور الكريم..
كيف ندعم الانتفاضة: إننا نعتقد أن الاستمرار في مقاطعة البضائع الإسرائيلية من أهم الوسائل لدعم الانتفاضة، دون أن نهمل أن واجبنا تشكيل لجنة شعبية لدعم الانتفاضة تأخذ على عاتقها توفير كل عناصر إنجاح واستمرارية الانتفاضة الشعبية من خلال توفير كل السبل لمعالجة الجرحى وتعويض كل الذين من تهدمت بيوتهم من قبل العدو، وتوفير كل الدعم المادي لهذه الانتفاضة. وفي المقدمة منها، تشكيل قيادة وطنية موحدة لقيادتها.
ومن موقعنا كشركاء في الحركة الوطنية الفلسطينية، فإننا نعتقد بضرورة إعادة النظر بكل النهج السياسي الذي حكم مسيرة الشعب الفلسطيني، والسعي لتجاوز أوسلو ونهج التفاوض الذي استمر ربع قرن من الزمن، نعتقد بأنها كافية لندرك عبثية المفاوضات.
والدعوة إلى مجلس وطني فلسطيني توحيدي يؤسس لوحدة وطنية صلبة.
لن يرحمنا التاريخ إن قصّرنا في أداء واجبنا تجاه الانتفاضة الفلسطينية.
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني نترحم على أرواح الشهداء.. أبو عمار باعث الهوية الفلسطينية، غسان كنفاني ومحمود درويش رواد ثقافة المقاومة.. جورج حبش حكيم الثورة وضميرها.. أبو علي مصطفى فارس الشهداء.. أحمد ياسين شيخ الشهداء، وعمر قاسم، والقافلة تسير..
المجد للشهداء.. التحية للأسرى.. تحية الإكبار لأمهات الشهداء