أخبار محلية

11 سنة ذبحتونا ..

في مثل هذا اليوم من عام 2007، انطلقت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة – ذبحتونا ، حملة كانت تهدف لوقف قرار رفع الرسوم الجامعية الذي كانت وزارة التعليم العالي حينها قد بدأت بإجراءات تطبيقه ..
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها رفع الرسوم للتنافس، ففيث عامي 2000 و 2001، تم رفع الرسوم الجامعية بنسبة 100%، دون أي ضجيج أو معارضة تذكر، فظنت الحكومة أن قرارها لن يجد أية صعوبات أو معيقات لتمريره.
حملة #ذبحتونا اسستطاعت حينها بتحويل قضية رفع الرسوم إلى قضية رأي عام بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فلم يبقى صحفي أو إعلامي أو برنامج إذاعي أو فضائية محلية أو عربقية، إلا وتحدثت عن الحملة وعن قرار رفع الرسوم. كما تم حينها جمع تواقيع أكثر من ثلثي النواب إضافة إلى الأحزاب والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، ما أدى إلى تراجع الحكومة عن قرارها والإبقاء على رسوم التنافس كما هي.
حققت الحملة الهدف الرئيسي لانطلاقتها، إلا أن النجاح الذي حققته والالتفاف الطلابي حولها، أدى إلى أن تتوسع في القضايا التي تتبناها وتحملها، وأن تكون فعلياً “حملة للدفاع عن حقوق الطلبة”.
أتذكر مئات القضايا التي تابعتها الحملة، وأتذكر ملفات كبيرة حملناها .. امتحان الشامل .. الدبلوم .. التجسير .. الحريات الطلابية .. العنف الجامعي .. انتخابات اتحادات الطلبة .. أنظمة التأديب .. مخرجات التعليم العالي وجودته .. رسوم الموازي .. رسوم الجامعات الخاصة .. القبول الموحد .. رسوم التنافس .. رسوم المدارس الخاصة .. التوجيهي .. تعديل المناهج المدرسية .. وغيرها من القضايا والملفات الهامة التي كانت لحملة ذبحتونا بصمتها الواضحة وتأثيرها المباشر عليها.
ولا يمكن أن أنسى محطات نضالية خاضتها الحملة بكل جرأة وقوة وتصدت بها لسياسات الجامعات والكليات، وكان أبرزها وقف رفع رسوم التنافس في الجامعات الرسمية .. حملة جامعات مش شركات لوقف قرار رفع رسوم الموازي والماجستير في الجامعة الأردنية … ملف الكلية العربية الذي خضنا به نضالاً حقيقياً وأسقطنا قرار جامعة البلقاء التطبيقية حينها .. إسقاط قرارات فصل العشرات من الطلبة على خلفية الحريات الطلابية ..
كما كان للتقارير والدراسات النوعية التي تقدمها الحملة أثرها وتأثيرها على صانع القرار، كونها تتسم بالموضوعية ووضوح الأرقام والحقائق وطرح المقترحات والبدائل ..
11 سنة .. لم يكن أحد ليتخيل أن حملة غير ممولة أو مدعومة من جهات أجنبية أن تصمد وتستم، بل وتقدم كل هذاه الإنجازات والعمل الدؤوب والمتواصل، ولكنها إرادة طلبة وشباب هذا الوطن التي دائماً ما تتفوق على نفسها ودائماً ما تثبت أنها الأكثر عطاءً وتضحية.
شكراً للجميع بلا استثناء .. 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى