أخبار محلية

التنسيق الأردني الروسي عسكرياً.. نصف استدارة بانتظار معركة الجنوب

لم يخرج إعلان وزيري خارجية الأردن ناصر جودة ونظيره الروسي سيرجي لافروف عن البدء بتنسيق عسكري بين البلدين فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب و”الشأن السوري”، لم يخرج هذا الإعلان عن سياق الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة بشكل عام والتموضع الأردني الجديد فيما يتعلق بالأحداث السورية.

فالأردن لم يظهر اسمه في بيان الدول السبع التي أدانت “التدخل” الروسي في سورية –أصدرت كل من فرنسا والمانيا وقطر والسعودية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بياناً أدانوا فيه التدخل الروسي في سورية-، كما أن الأردن الرسمي ممثلاً برأس هرم السلطة –الملك عبدالله الثاني- لم يقطع حبل التواصل ما بينه وبين روسيا بوتين.

الدكتور سعيد ذياب، أمين عام حزب الوحدة الشعبية رأى أن الأردن معني بدرجة كبيرة في المبادرة الروسية في سورية وخاصة في الشق العسكري منها والمتمثل بضرب مواقع الإرهاب، وبالتالي التعامل مع التداعيات لتلك الضربات على حدود المملكة الشمالية، وضمان استقرار الأوضاع في جنوب سورية.

وأكد ذياب في تصريحه لنداء الوطن أن هذه الخطوة الإيجابية تأتي في الاتجاه الصحيح، وفي سياق التجاوب الأردني مع المبادرة الروسية بشقيّها العسكري والسياسي.

أما فيما يتعلق بالشق السياسي، فيرى ذياب أن التجاوب مع المبادرة على المستوى السياسي المتمثل بحل سياسي للأزمة في سورية، هذا الحل يحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامة مؤسساتها، وتمكين الشعب السوري من تحديد خيارته.

وعبر الدكتور سعيد ذياب عن اعتقاده بأن هذه الخطوة الأردنية لم  تتم بمعزل عن تنسيق الأردن مع شركائه في التحالف الدولي.

وختم ذياب حديثه بالتأكيد على أنه مطلوب من الأردن تطوير التنسيق مع روسيا ومع الدولة السورية، خدمةً للمصلحة الوطنية الأردنية، والمصلحة القومية المتمثلة بحماية ودعم استقرار الدولة السورية.

أما العميد المتقاعد علي الحباشنه رئيس اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، فأشار إلى أن الملك ومنذ عودته من روسيا أصبح مقتنعاً تماماً بأن الإرهاب سيمتد للأردن قريباً. فالعمليات التي يقوم بها الطيران الروسي أو السوري في المنطقة الشمالية والشرقية لتطهير المنطقة من الإرهابيين، ستصل قريباً إلى المنطقة الجنوبية خصوصاً مع وجود تقدم على حدود القنيطرة والروس حذروا إسرائيل بعدم تقديم دعم ناري للإرهابيين.

واستكمالاً لهذه الخطة لا بد للجيش السوري أن يحرر منطقة درعا من العصابات الإرهابية.

إذن هؤلاء الإرهابين إذا حصلت عمليات روسية سورية مشتركة سيكونون أمام أحد خيارين:

1_ أن الإرهابيين إذا تم الضغط عليهم قد يدخلوا الحدود الأردنية، فمنذ أن انكسروا وفشلوا في معركة عاصفة الجنوب بدأ الإرهابيون بالدخول مع عائلاتهم إلى الأردن تحت مسمى لاجئين.

والعمليات السورية الروسية قريباً ستدخل منطقة درعا.

2_ وإما أن يقاتلوا ولن يستطعيوا ذلك وممكن فتح جبهات والتعدي على الجيش الأردني أو عمل قضية بين الجيشين الأردني والسوري.

ولذلك –يرى الحباشنة- أنه يجب على الحكومة الأردنية أن تبادر بما لا يدع مجالاً للشك ولا التأويل بالاتصال  المباشر مع الدولة السورية وأن يكون هناك تنسيق سياسي عسكري أمني يبدأ من اللحظة، لأن دخول الإرهابيين سيشكل معضلة كبيرة للأردن.. إذن التنسيق يجب البدء فيه الآن قبل بدء معركة درعا.

وختم العميد الحباشنة حديثه بالتأكيد على أن رسائل رئيس الأركان مستشار الملك إلى وزير الدفاع السوري ورئيس الأركان السوري وتهنئته لهما بعيد الأضحى والتمني للجيش السوري كل التقدم والازدهار والعزة والكرامة.. هذه الكلمات لها معناها ومؤشراتها الواضحة فيما يتعلق بالرؤية الأردنية لتسارع الأحداث في سورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى