#أنقذوا-إسراء- جعابيص / حنان كامل الشيخ
للأسف الشديد أن كثيرا ممن سيقرأون الاسم المذكور أعلاه، لن يتعرفوا على صاحبته؛ الأسيرة الفلسطينية التي اتهمت بمحاولة قتل شرطي يعمل لدى الكيان الصهيوني، بعد أن انفجرت عرضيا سيارتها بفعل اسطوانة غاز كانت في صندوق السيارة.
الحادث الذي حوكمت بسببه إسراء الأم ذات الاثنين والثلاثين عاما، تسبب أيضا بإصابتها بحروق التهمت خمسين بالمائة من جسدها، وشوه وجهها بشكل شبه كامل بالإضافة إلى تعرضها إلى فقدان أصابع يديها وإصابات أخرى جدا حساسة وخطيرة.
وربما لولا الإضاءة التي سلطت على الفتاة الفلسطينية البطلة عهد التميمي ووالدتها وابنة عمها، لما تعرفنا على ابنة “جبل المكبر” السيدة الجميلة وأم معتصم، وعلى قصص الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الأليمة الممتلئة بالغضب والظلم.
وللعلم فإن الأحد عشر عاما في السجن ستقضيها إسراء في غياهب سجون الاحتلال، ليست القضية الرئيسية في حكايتها الحزينة، على الرغم مما رافق المحاكمة من إدعاءات كاذبة وأحكام ضالة.
فالسيدة الشابة لا تتمتع بأدنى مقومات الحياة والحقوق الإنسانية البسيطة. يكفيها أن مؤسسات دولية معنية بحقوق الإنسان لم تتمكن من انتزاع حقها الطبيعي في العلاج، بعد أن تدهورت ولا تزال صحتها بسبب التصاق أذنيها وإبطيها بفعل الحروق غير المعالجة. يكفي على ما أعتقد الإتيان على ذكر رفض إدارة السجون طلبها بتغيير مقاس بذلتها بأخرى أكبر، لتقلل ما أمكن من حالات التصاق جلدها بالقماش القاسي!
تتقاطع قصص الأسيرات الفلسطينيات مع قصة اسراء في تفاصيلها المؤلمة الموجعة ليس أقلها حرمانهن من زيارة أبنائهن وأقربائهن، في عقاب لا إنساني موغل في الظلم يتوجه رأسا لتحطيم نفسياتهن ومشاعرهن. لكن وكما صرخت شقيقة إسراء في تظاهرة سابقة، بأن الإعلام وللأسف الشديد لم يولِ قضيتهن أهمية تذكر، لولا الفزعات قصيرة الأمد المتعلقة مباشرة بحكايات معينة دون غيرها، فقد خاطبت كاميرات الإعلام وبنبرة لائمة “إنتو شو عملتوا لإسراء”. وهنا فاللوم لا يلقى على أسرة عهد مثلا ولا على وسائل الإعلام التقليدية والحديثة التي تتبعت قضيتها عن كثب، لأنه وكما يبدو أن الصبية تحت دائرة الضوء ورغما عنها كما صرحت، منذ أن كانت طفلة صغيرة متمردة ومقاومة.
ومع أن قضية عهد بدأت تبهت في دوائر الاهتمام والمتابعة، لكن ذلك لا ينفي الغياب شبه التام لإفراد مساحات زمنية ومكانية لائقة بموضوع لا يقل أهمية عن مفاصل القضية الفلسطينية الأساسية الأخرى.
وبالرجوع لقضية إسراء جعابيص، فإن السيدة الأسيرة بحاجة فورا لحملات مساندة حقوقية وإنسانية وسياسية، تطالب بحقها الطبيعي في إجراء ثماني عمليات جراحية عاجلة، لوجهها وأذنيها وعينها وإبطيها ويديها. كما من حقها مشاهدة ولدها الوحيد الذي أبلغ في زيارته قبل عدة أسابيع أنها ستكون الأخيرة بدون إبداء أسباب تذكر. إضافة إلى مطالبات عاجلة لتوفير “بيئة أسر” أقل وحشية مما تعيش فيه مع زميلاتها اللواتي يتابعن بما يتوفر لديهن من أدوات فقيرة، احتياجاتها الإنسانية البسيطة، كقص شعرها عن وجهها حتى لا يلتصق به ودهن مرهم الحروق، الدواء الوحيد المسموح لها بالإضافة إلى مسكن الألم، على أجزاء جسدها المهترئ المتعب.
حملة #أنقذوا-إسراء هي أقل واجب يستدعيه الحس الإنساني الآن، على الأقل لإيفاء الأسيرة أصغر حق لها عندنا؛ أننا نشعر معها!