في ذكرى تأسيس “الوحدة الشعبية”، المشاركون يحذرون من خطورة التصعيد الحكومي تجاه المواطنين
أكد المتحدثون في المهرجان الذي أقامه حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني بمناسبة الذكرى الـ27 لتأسيسه، على ضرورة تشكيل أوسع تحالف شعبي-وطني لمواجهة السياسات الاقتصادية الحكومية والتصدي لها.
ولفت المتحدثون إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الأردن، ناتجة عن سياسات الحكومات المتعاقبة بالانصياع لإملاءات صندوق النقد الدولي ومأسسة الفساد على كافة ا لأصعدة.
ونوه المتحدثون إلى خطورة التطبيع مع العدو الصهيوني والذي بدأت بعض الأنظمة العربية بالتسويق له، محذرين مما يسمى صفقة القرن التي اعتبروها صفقة تصفية القضية الفلسطينية ومطالبين بأوسع تحرك فلسطيني وعربي لمواجهتها والتصدي لها.
وأقيم المهرجان في الساحة الخارجية لحزب الوحدة الشعبية وسط حضور جماهيري كبير، وشخصيات نقابية ونيابية وحزبية ومؤسسات مجتمع مدني. وتحدث في المهرجان الذي قام بعرافته الرفيق وسام الخطيب، كل من الرفيق الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية، والرفيق نضال مضية نائب أمين عام الحزب الشيوعي الأردني، والأستاذة تهاني الشخشير الرئيسة السابقة لاتحاد المرأة الأردنية، والنائب السابق وعضو المنتدى الناصري الأستاذ صلاح الزعبي، ورئيس جمعية مدققي الحسابات الأردنية الأسبق الأستاذ محمد البشير.
كما شدد المتحدثون في كلماتهم على الدور البارز الذي يقوم به حزب الوحدة الشعبية على الصعيد الوطني، ووقوفهم إلى جانبه في الهجمة التي تعرض لها وحملة التحريض ضده مؤخراً، مؤكدين على أن هذه الهجمة تستهدف دور الحزب ومواقففه المبدئية إضافة إلى أنها استهداف للعمل الحزبي بشكل عام.
ذياب: القوىة الوطنية أمام تحدٍ حقيقي فيما يتعلق بالموازنة
الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، أكد في كلمته أنه وعلى الرغم من الصورة الإيجابية التي جسدها الحزب إلا أننا لم ننجح حتى الآن من الانتقال من حزب معارض خارج السلطة التشريعية إلى حزب داخل المؤسسة وبقدر ما يرتبط هذا الموضوع بالحزب نفسه، فإننا نعتقد أن منظومة القوانين والبيئة المحيطة بالأحزاب تشكل كابحاً موضوعياً لمواجهة تلك التحديات.
وعلى الصعيد الوطني، لفت ذياب إلى أننا نواجه هذا العام تحدي حقيقي جراء موازنة (2018) وما سيترتب عليها من خطوات ستقود إلى سلسلة من الضرائب، رفع الدعم عن رغيف الخبز، إلغاء الإعفاء لضريبة المبيعات على العديد من السلع، رفع أسعار الكهرباء ورفع المحروقات بما يعنى في المحصلة ارتفاعاً شاملاً في الأسعار، وفي ظل ثبات في الأجور يعني المزيد من الحرمان، الفقر، يعني المزيد من الاحتقان المجتمعي، يعني ارتفاع في مستوى الجريمة ارتفاع في معدل الطلاق، باختصار خللاً واضحاً في الأمن الاجتماعي. وهي مسألة يبدو لي أن الحكومة لا تدركها وأن ما يهمها ويعنيها هو فقط تلبية شروط صندوق النقد. وهي على كل حال سياسة اثبتت عقمها وعدم صوابيتها منذ أن سار الأردن على نهجها منذ تسعينيات القرن الماضي، لم تقدنا تلك السياسة إلا إلى المزيد من الأزمات بحيث باتت الأزمة هي العنوان الأبرز في الأردن.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد ذياب على وجود تحديات كثيرة ومخاطر كبيرة تواجه أمتنا العربية والقضية الفلسطينية، أبرز هذه التحديات هي الانقسامات والحروب التي تعيشها شعوبنا العربية، والمحاور التي تتشكل على أساس العداء (العدو وهمي) والدخول في تحالف جديد مع “اسرائيل” على اساس العداء المشترك لايران (تحويل التناقض الاساس لصالح التناقض الثانوي).
والمسألة الأخرى الموجة الجديدة من التطبيع والتي تمثلت باللقاءات والزيارات والمصافحات بين دول الخليج والكيان الصهيوني لم تقف الأمور عند هذه الحدود بل امتدت لينبري عدد من الكتاب ليس لتشريع العلاقات مع الكيان الصهيوني بل تجاوز الجانب الاخلاقي للتطاول على الشعب الفلسطيني ونضالاته وتضحياته.
وحذر الدكتور ذياب مما يجري الحديث عنه حول (صفقة القرن) لتسوية القضية الفلسطينية. معتبراً أنها ليست إلا الاسم الشرعي لتصفية قضية الشعب الفلسطيني لصالح المشروع الصهيوني، أن ما يتردد عن توطين اللاجئين وبناء المستوطنات وتدويل القدس في مضمونها ليس إلا تقويضاً واقعياً للكينونة الفلسطينية.
مضية: من أجل تفعيل أطر التنسيق الحزبي والوطني
الرفيق نضال مضية نائب أمين عام الحزب الشيوعي الأردني أكد في كلمته على المكانة اللائقة التي يتمتع بها حزب الوحدة الشعبية على الخارطة الحزبية التقدمية الأردنية، هذه المكانة التي تكرست بفضل البرنامج التقدمي والديمقراطي الذي يلتزم به الحزب، وبالمواقف السديدة التي يتخذها، وبالنشاط العملي الذي يمارسه، والتي تشكل في مجموعها استجابة لمتطلبات النضال من أجل إنجاز مهام الثورة الوطنية والديمقراطية ببعديها التحرر الوطني والاجتماعي والتغيير الديمقراطي.
ولفت مضية إلى أن الأحزاب والقوى اليسارية والقومية التي تشخص بشكل دقيق الواقع المأزوم السائد في بلادنا، وتتلمس بصورة صائبة سبل وآليات معافاته ومعالجة الاختلالات الواضحة والفاضحة التي يعاني منها هذا الواقع، ربما باتت مطالبة أكثر من أي وقت مضى لدراسة واقع أطر التنسيق القائمة بما يجعل هذه الاحزاب والقوى تتفوق على ذاتها، وتعاظم من نقاط قوتها ومن قدراتها على معالجة ما يعتري عملها المشترك من نواقص وسلبيات وثغرات تحد من امكانيات الوفاء بمتطلبات مواجهة ومجابهة ناهيك عن إسقاط النهج الاقتصادي والسياسي الذي يتمسك به التحالف الطبقي الحاكم، والذي أوصل البلاد وأهلها الى مستويات غير مسبوقة من الفقر والبطالة والعجز عن مجاراة الارتفاعات المتلاحقة في أسعار السلع والخدمات، ومن ضمنها أسعار السلع الارتكازية وسلع الاستهلاك الشعبي الواسع بما فيها الخبز.
البشير: إلغاء “وادي عربة” والانحياز لخيار المقاومة
وألقى رئيس جمعية مدققي الحسابات الأردنية الأسبق الأستاذ محمد البشير، كلمة شكر فيها الحزب على الدور الذي يقوم به على الصعيد الوطني. كما تطرق إلى محاولات التطبيع التي يتم الترويج له وتشجيعه من قبل الحكومة الأردنية.
ولفت البشير إلى أن ما تشهده العلاقات بين الحكومة الاردنية والكيان الصهيوني من توتر تجعلنا نقول لنظامنا وحكومتنا, أن هذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة, وأن الانحياز إلى حلف المقاومة هو الأصح, وأن المراهنة على الغرب وحلفائه الرئيسين فيه خسارة لكم ولنا, وأن إسقاط معاهدة الذل مدخلاً صحيحاً لتغيير النهج السياسي الذي اتبع خلال العقود السابقة من عمر الأردن وأن اتباع سياسة إصلاحية حقيقية عنوانها رفع اليد الأمنية عن الأحزاب وإجراء انتخابات حرة نزيهة وتشكيل حكومات برلمانية وإجراء إصلاحات في السياسات المالية والنقدية والاقتصادية تستهدف مصالح الغالبية العظمى من أبناء شعبنا فيه مواجهة للمؤامرات التي تحاك ضد الأردن وشعبه ونظام حكمه.
الشخشير: عقبات تشريعية تحرم المرأة من حقوقها
وفي كلمتها التي ألقتها في المهرجان، شددت الأستاذة تهاني الشخشير الرئيسة السابقة لاتحاد المرأة الأردنية على الدور الذي قام ويقوم به الحزب إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني من أجل إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، والدفاع عن حقوقها في المساواة والعمل والسفر. ومن أجل تعليم مجاني بجودة عالية يقوم على العلم والفهم وتكافؤ في الفرص، ولتوفير برامج صحية تضمن العلاج والطبابة للجميع دون تمايز، مشيرة إلى الدور الهام الذي يقوم به الحزب للدفاع عن حقنا في الخبز والديمقراطية والعدالة والمساواة. ومن أجل أردن وطني ديمقراطي، وتحريرفلسطين.
وتطرقت الأستاذة الشخشير إلى ما تعانيه المرأة الأردنية على صعيد التشريعات والممارسات. حيث لفتت إلى أنه لايزال هناك العديد من أشكال التمييز ضد المرأة، والعديد من العقبات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لم يتم الوقوف أمامها جدياً لمواجهة القضايا التي تعاني منها النساء: مثل العنف الأسري الموجه نحو المرأة والطفل، وعدم استصدار قوانين لحماية المرأة من كافة الاشكال التمييزية في القوانين والتشريعات غير العادلة والتي تحتاج لتعديل وتطوير بما يحفظ للمرأة حقها وكرامتها ودورها ومكانتها في المجتمع.
الزعبي: ضعف الرقابة البرلمانية وأدوات المحاسبة وتفشي ظاهرة الفساد
النائب السابق وعضو المنتدى الناصري الأستاذ صلاح الزعبي أكد في كلمته على أن تأسيس حزب الوحدة الشعبية أحدث نقلة نوعية في تاريخ الحركة الوطنية الأردنية وأعطاها زخماً جماهيرياً وبعداً قومياً كرّس المفاهيم الوطنية ورسخ الثقافة القومية المقاومة. وأشار الزعبي إلى أن الحزب لامس هموم وآمال وآلام الشعب الأردني، وعاش معهم لحظة بلحظة، وتحدى الصعاب وكل أشكال التآمر على وطننا وأمتنا العربية.
وفي الشأن المحلي، أشار النائب السابق الزعبي إلى أن ما يتعرض له الشعب الأردني من سياسة تجويع وتجهيل في التعليم وزيادة المديونية وانتشار الجريمة واتساع رقعة الفقر والبطالة والتلاعب بإرادة الشعب الأردني، وزيادة الضرائب المتلاحقة والارتفاع الجنوني بالأسعار وتآكل الرواتب والدخول، ومصادرة القرار السياسي وضعف الرقابة البرلمانية وأدوات المحاسبة وتفشي ظاهرة الفساد بين مؤسسات الدولة وتآكل قواعد الحكم وسياسة الجباية وسد عجز الموازنات من جيوب المواطنين، وصراع مراكز القوى بالدولة الأردنية.
وشدد الزعبي على أن كل ما سبق يستوجب تكاتف كل القوى التقدمية والقومية من أجل تشكيل حكومة إنقاذ وطني تأخذ على عاتقها مهام النهوضبالحالة الشعبية الأردنية والنهوض بالاقتصاد الوطني، وتعزيز قواعد الإنتاج واستخراج المصادر الطبيعية وترسيخ القطاع العام لاستمرارية الدولة.
https://www.facebook.com/pg/wihda.party.jordan/photos/?tab=album&album_id=1954474974567928