دون ضغينة ، نقول للدولة الإسبانية ” وداعاً ” !؟
هذا ما صرح به بعيد إعلان نتائج الإنتخابات المحلية, زعيم الحزب اليساري المناهض للإمبريالية, وقد حصلت قائمة حزبه على 10 مقاعد في برلمان كتالونيا, بينما هتف رئيس تحالف “معاً من أجل النعم” لقد إنتصرنا, وقد حصلت قائمته على 62 مقعداً !؟
قبل عام, علّقت المحكمة الدستورية الإسبانية الاستفتاء على إستقلال الإقليم بعد سماعها لتنسيبات من الحكومة, ورغم ذلك فقد أجرى المواطنون الكاتالان إستفتاءاً ذاتياً شارك فيه حوالي 37% من مجموع الناخبين, طالب 81% منهم بالإستقلال, ولكن الحكومة الإسبانية سارعت بإلغاء النتائج !؟
الإنتخابات الحالية جاءت بمثابة إستبيان شعبي بالإستقلال وأفرزت الكتلة السياسية القادرة على فرضه رغم تشكيك الحكومة المركزية .
يوم الإنتخابات, هبّت الرأسمالية الأوروبية والإمبريالية الأمريكية لنجدة الحكومة اليمينية في مدريد, واستعملت سياسة العصى والجزرة في محاولة للتأثير على اتجاهات الرأي وصناديق الإقتراع, الرئيس السابق ساركوزي حضر بنفسه من باريس ليكون إلى جانب رئيس الحكومة اليمني ماريو راخويا, وممثلي رأس المال الإسباني, دون تحقيق فائدة تذكر !؟
كاتالونيا تخطو أولى خطوات الإستقلال عن ” التاج الإسباني “, وهي تطرح شعارات الكرامة والعدالة والسيادة والإزدهار, سكان الإقليم يشعرون بالغبن من سياسات الحكومة اليمينية المركزية, فالإقليم يدعم الإقتصاد الإسباني بأعلى نسبة وطنية ممكنة, بينما تعيش إسبانيا في أسوء أوضاع إقتصادية, تشهد برشلونة, ثاني أكبر مدينة إسبانية, نمواً إقتصادياً هاماً, بينما تتخبط إسبانيا بأزمة مالية وإقتصادية وإجتماعية عميقة, وفساد مالي وسياسي فاضح ضالع به أيضاً, رئيس الحكومة نفسه .
حيث بلغت نسبة البطالة 25%, وتساوي ضعف نسبتها في أوروبا, ولا توجد في الأفق من علاجات سوى زيادة الضرائب, والمعونات الأوروبية !؟
بالنسبة للإستقلاليين, ما حققوه يعتبر خطوة في بداية الطريق, ولكن مسيرة الإستقلال ستكون طويلة وصعبة ومليئة بالمعيقات, فبين الإستقلاليين أنفسهم هناك فوارق في الرؤية والنهج والبرنامج, والكولنيالية الأوروبية ستعمل مجتمعة لإعاقة هذه الخيارات, فهم يدركون هشاشة النسيج الوحدوي لمجتمعاتهم, وهناك في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا من يراقب التجربة الكتالانية, والديمقراطية المزعومة عندهم تفتقد بالأساس إلى العدالة الإجتماعية وتسامح التعبير الثقافي.