مقالات

‏هل‬ روسيا الرأسمالية كأمريكا أو بريطانيا؟؟؟

راودني هذا السؤال كثيراً وأنا أقرأ سيل التعليقات وإشاعات والتلفيقات على الدور الروسي بسوريا.


بداية علينا الإقرار بأن روسيا اﻻتحادية ليست اﻻتحاد السوفييتي، هذا من حيث واقع الحال، فتلك كانت دولة اشتراكية وهذه دولة رأسمالية، ولكن ما يجمع بينهما هو أنهما ليستا دوﻻً استعمارية ولم تمارسا سياسة الهيمنة على الشعوب، ولم يسبق لهما خوض أي حرب خارج حدودهما أغراض توسعية أو اقتصادية.

كما أن الدولتين تعترفان بالدولة الصهيونية على أرض فلسطين، وﻻ تطالبان بالقضاء عليها، بل تحثان الأطراف المختلفة على التفاوض وحل “الخلاف” بينهم سلمياً، وتدعوان للاعتراف بحق الدولة الصهيونية بالعيش والبقاء بالرغم من كل ما يمكن سوقه من أدلة على كيفية نشأة هذه “الدولة” .

روسيا هي وريث اﻻتحاد السوفييتي الفعلي أكثر من أي من الجمهوريات التي كانت تنضوي تحت رايته، تلك كانت تقود أحد قطبي العالم.. المعسكر الشرقي بدوله اﻻشتراكية وجزءاً كبيراً من دول عدم اﻻنحياز المعادية للاستعمار والتبعية.. والثانية، وبعد أن استعادت توازنها السياسي واﻻقتصادي والعسكري كدولة حديثة أخذت باﻻقتصاد الحر الرأسمالي طريقاً للبناء وإدارة الدولة ولكن بنفس قومي مستقل يطمح لكسر هيمنة القطب الأمريكي الأوحد على العالم بعد انهيار اﻻتحاد السوفييتي .

وتحت هذا اﻻعتبار وما سبق، تريد الدولة الروسية أيضاً استعادة جزء من الفضاء السياسي للمعسكر الشرقي القديم الذي كانت سوريا جزءاً منه سعياً منها للحفاظ على وجودها بالمنطقة والمياه الدافئة وتعزيزاً لإمكانية إعادة المجتمع الدولي إلى القطبية المتعددة، فكانت سوريا هي الأرض الملائمة لخوض هذه المعركة، ولو بالعودة لسياسة الحرب الباردة أو بتسخينها قليلاً.. والدور الأمريكي فيما يجري بسوريا شكّل استفزازاً لروسيا وطموحاتها ودورها في الإقليم، فكانت الخطوة التصعيدية الأخيرة التي أعادت لما يجري جزءاً من التوازن المفقود والذي يمكن لنا توظيفه واﻻستفادة منه في لجم العدوانية الأمريكية والتمدد الكبير للإرهاب العابر للحدود وحروب الطوائف والتقسيم الدائرة هنا وهناك بالإقليم.. وهذا ما بات واضحاً من خلال حركة التراجع السياسي الممارس حالياً من قبل الحلف المعادي لسوريا دون أن نغفل عن موجات اﻻستعراض والتضليل الإعلامي الممارسة هنا وهناك للتغطية على هذا التراجع..

لنراقب القادم بعيون مفتوحة!!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى