★( ضجة مفتعلة / بلبلة !!!!! )★
صرف انظار الرأي العام الأردني عن القرارات الحكومية الاقتصادية غير الشعبية يبدو انه الهدف الاستراتيجي من الضجة المفتعلة حول مهرجان تأبين الشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و ما احدثه هذا الامر من بلبلة لدى شرائح معينة من المجتمع المحلي .
الاحتفال السنوي بذكرى اغتيال هذا المناضل العربي الفلسطيني ليس الاول من نوعه الذي يقيمه حزب الوحدة الشعبية الجناح السياسي الاردني للجبهة الشعبية فقد درجت العادة على احياء هذه المناسبة في مثل هذا التوقيت من كل عام بشكل روتيني دون ان يثير ذلك لغطا واسع النطاق كما هو عليه في هذه المرة ، مما يدفعنا الى التساؤل عن الدوافع الحقيقية المحركة لتلك الجهات الراغبة في تحويل دفة حديث الشارع نحو قضية لا ينبغي لها ان تكون محل جدال بين أوساط ابناء شعبنا العربي الحر الابي طالما ان هذا الرجل قضى نحسبه شهيدا كما نحسبه غيلة و غدرا على يد اعدائنا الصهاينة الاوغاد فوق ثرى فلسطين الطهور قضيتنا القومية المركزية الاولى في ٢٧ آب / أغسطس من العام ٢٠٠١ ميلادي .
صانعو القرار السياسي الاردني إن جاز التعبير من شتى المنابت و الاصول و الذين يمثلون بالمقام الاول مصالح فئة طبقية محدودة في مجتمع تعاني غالبيته العظمى و الساحقة من اوضاع معيشية صعبة معنيون بتفتيت جبهة المعارضين لقرارتهم المتعلقة برفع اسعار المحروقات بما لا يتناسب مع اسعار النفط في الاسواق العالمية و استحداث ضريبة جديدة على ذوي الدخول الشهرية التي تزيد عن ٥٠٠ دينار أردني .
المصالح المادية المشتركة هي القاسم الذي يجمع اقطاب حكومة الاستغلال المرتمية في احضان صندوق النقد الدولي منذ عقود خلت و هي مستعدة في سبيل تمرير نهجها هذا لاثارة جميع انواع الانقسامات بين صفوف معارضيها عبر النبش في صفحات الماضي التي تمس بالوحدة الوطنية على اسس اقليمية و هنا تكمن الكارثة التي يجب ان يحذر العقلاء منها .
إن حقيقة المصالح الطبقية للزمرة البرجوازية المهمينة على مقاليد الامور في البلاد لا يجب لها ان تغيب عن اذهان ابناء شعبنا بعامته و نخبه المثقفة لحظة واحدة ، و هو الامر المطلوب توعية الناس له لكي لا يقعوا ضحية فتنة لا يستفيد منها الا الصهاينة و اذنابهم ، و قد يكون من المفيد في هذا السياق ان يركز القائمون على هذا المهرجان على جانب انساني في غاية الاهمية في شخصية أبو علي مصطفى الا و هو المناضل الاممي الفلاح الكادح البسيط المنحاز للفقراء المسحوقين و الطلبة و العمال المهمشين الى جانب كلماته الرنانة التي اطلقها لدى عودته إلى ارض فلسطين في اواخر العام ١٩٩٩ حينما قال : – ” عدنا لنقاوم و على الثوابت لا نساوم ” ، و اخيرا و ليس آخرا ليس بوسعنا ان نقول سوى المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار و الخزي و العار لاعدائنا الاشرار ، عاشت فلسطين حرة عربية من نهرها الى بحرها و عاش الاردن عربيا حرا ابيا .