الأونروا تخصم راتب شهر من بعض موظفيها على خلفية الفيسبوك
تعاملت وكالة الغوث الدولية على مدار أكثر من ستين عاما على أنها راعية لحقوق الانسان والحامي القانوني والشرعي للاجئين الفلسطينين، وبالتالي كان من الطبيعي أن يحمل الموظف في مؤسساتها أفكاره ومعتقداته وهمومه الوطنية.
وأن يعبر عنها في داخل مؤسسات وكالة الغوث دون المساس به أو بوظيفته أو حرمانه من هذا الحق القانوني على أساس أنه لاجئ وابن قضية قامت على أساسها وكالة الغوث الدولية.
وقد تعرضت وكالة الغوث منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى إلى ضغوطات دولية من الدول المانحة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والعدو الصهيوني بالحرمان من المنح المالية، في حال بقاء مؤسسات الوكالة وفي مقدمتها المدارس منبعاً للافكار القومية والوطنية وأن العدو الصهيوني يجب أن يزول وأن فلسطين عربية من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الشريف.
لذلك بدأت إدارة وكالة الغوث وبشكل منظم منذ تلك الفترة بالعمل على إبعاد موظفيها عن أية أفكار ومعتقدات وطنية من خلال الادعاء بتطبيق “مبدأ الحيادية” في العمل ولكن بشكل خفي من خلال عمل ورشات عمل ودورات تدريبية أو مشاريع على الانترنت يشارك فيها الموظفون دون الانتباه إلى ما هو مخفي بين الأسطر .
وفي الأشهر الاخيرة كشرت إدارة الوكالة عن أنيابها من خلال فرض وبشكل فظ على الموظفين ضرورة تطبيق الحيادية في كافة مؤسساتها وبشكل لا هوادة فيه من خلال الابتعاد عن طرح كل ما يمس الجانب الوطني والتوجهات السياسية داخل مؤسساتها او خارجها وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي وأن من يخالف هذا القرار سيضع نفسه أمام المساءلة القانونية والتي قد تصل الى فصله من وظيفته وحرمانه من ادخاراته المالية.
وفعلا قامت الوكالة خلال الايام القلية الماضية بمساءلة عدد كبير من موظيفها وخاصة في الاردن والضفة الغربية وغزة حول منشورات لهم على مواقع التواصل الالكتروني وتم التحقيق معهم من خلال الدائرة القانونية للوكالة وكانت المفاجأة باتخاذ الدائرة القانونية عقوبات بحق اكثر من خمس وثلاثون موظف تتمثل بخصم جزء من رواتبهم ( البعض خمسة عشر يوما والبعض الآخر شهر ) وتوجيه لفت النظر والإنذارات ايضا .
وبالتالي السؤال المطروح الان
هل اصبحت وكالة الغوث هي اليد الضاربة باسم الولايات المتحده والعدو الصهيوني لاي توجهات لموظفيها تحمل همومهم الوطنية وتمسكهم بحقهم في الحرية وحق العودة وتقرير المصير؟
وما دور المؤتمر العام للعاملين في قطاعات وكالة الغوث الدولية في المناطق الخمسة؟
هذه تساءلات ستجيبكم عليها الايام القادمة