ندوة الوحدة الشعبية تؤكد: “مشروع تفتيت المنطقة العربية قادم بقوة”
ما لم يواجه بمشروع نهضوي عربي بديل
ندوة الوحدة الشعبية تؤكد: “مشروع تفتيت المنطقة العربية قادم بقوة”
أكد المتحدثون في ندوة “التطورات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على المنطقة العربي” أن مشروع تفتيت المنطقة العربية قادم بقوة، وأن هذا المشروع الأمريكي لا يمكن مجابهته إلا من خلال مشروع نهضوي عربي بديل قادر على التصدي لكافة المخططات المرسومة للأمة العربية.
الندوة التي عقدتها دائرة الإعلام في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني مساء أمس الأحد وتحدث فيها كل من الأستاذ قاسم عز الدين الباحث والخبير اللبناني في الشؤون الإقليمية والدولية، والدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية، وأدارها الدكتور موسى العزب عضو اللجنة المركزية لحزبالوحدة الشعبية، شهدت حضوراً لقيادات حزبية ونقابية وفعاليات وطنية وشبابية امتلأت بهم خيمة الكرامة في مقر حزب الوحدة الشعبية.
وأكد الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية في مداخلته، على أن الإدارة الامريكية الجديدة حددت اهتماماتها في منطقتنا بنقطتين رئيسيتين: محاربة الارهاب، وتقليم أظافر إيران. وعملت على ترجمة هذا الهدف انطلاقاً من شعار أمريكا أولاً، بما يعني أن على دول الخليج العربي أن تدفع المال مقابل الدفاع عنها، ومن هنا تأتي زيارة ترامب للسعودية وعقد الصفقات بمئات الميلرات من الدولارات. حيث تسعى الولايات المتحدة لتشكيل حلف لمواجهة إيران والإرهاب بحيث يشكل مدخلاً للتعامل العربي-“الإسرائيلي”. أما ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، فهو ليس إلا محاولة أو سعي أمريكي لإعطاء شرعية لوجودهم في سوريا والتمهيد لضرب حزب الله لاحقاً.
عز الدين: النيوليبرالية تهدف للقضاء على الدولة في كافة أرجاء العالم
فيما لفت الأستاذ قاسم عز الدين الخبير اللبناني الإقليمي والدولي إلى أن ما يجب الوقوف أمامه ليس ما يخطط له الأمريكان، فهذا وضع طبيعي بالنسبة لعدو ودولة إمبريالية، ولكن الأهم هو غياب أي دور لنا كعرب في تخطيط مقابل يواجه هذه المخططات والمؤامرات علينا كأمة عربية.
وأشار عز الدين إلى أن مستقبل سورية هو مماثل لما حدث ويحدث في العراق من تفتيت وتمزيق، في حال لم يتم إسناد المقاومة ودعمها والعمل على تقديم تخطيط قادر على مواجهة هذه المؤامرات.
ونوه إلى أن ما حدث في بداية ما يسمى بـ”الربيع العربي” هو ثورات عربية حقيقية، ولكن الغرب استطاع التحرك لاحتوائها وتجييرها لمصلحته، فيما لم تستطع القوى التقدمية والقومية فعل ذلك، بل تحول خطايها إلى شتم هذه الثورات.
واعتبر الأستاذ قاسم عز الدين في مداخلته أن المنطقة العربية تعرضت إلى ضربات قاسية، كان أهمها وعد بلفور المشؤوم الذي كان بداية لتحولات لإعادة رسم المنطقة العربية كاملة، وهزيمة حزيران التي تعتبر الضربة القاسمة الأكبر للمنطقة العربية، حيث بدأ انهيار الأمة بعد الهزيمة بشكل متسارع.
هزيمة الـ67 وفق عز الدين كانت هزيمة لمشروع إعادة إحياء دولة حقيقية بعيداً عن التقسيمات التي قام الاستعمار بفرضها، وهي محاولة –إلى حد ما- لإعادة إحياء مشروع محمد علي باشا الذي قوبل مشروعه باستهداف مباشر من كافة القوى الاستعمارية آنذاك.
وأكد عز الدين على أن الانهيار الذي يحدث في المنطقة حالياً هو ليس انهيار شعوب، وإنما انهيار للدولة بصيغتها التي وضعها الاستعمار نفسه، علماً بأن هذا الانهيار الذي يحدث حالياً للدول العربية، تعاني منه كافة دول العالم ومنها الدول الأوروبية، والمشهد الفرنسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة خير دليل على ذلك.
مضيفاً أن هدف الإمبريالية والنيوليبرالية هو القضاء على الدولة، في مقابل السوق. فالدولة تخلق رجال دولة، فيما السوق يخلق رجال سوق، وهذا بالضبط ما تهدف له النيوليبرالية: ضرب مفهوم الدولة في مقابل تعزيز مفهوم السوق وتحويل البشر إلى مجرد سلعة، حالها حال الثقافة .. الخ.
في المقابل يضيف عز الدين أن هنالك دائماً مقاومات لهذه المشاريع، وهذا ما شهدناه على مدى التاريخ. والمنطقة العربية تشهد صعدواً للمقاومة ونهجها، استطاع إيقاف التمادي الإسرائيلي التي كانت تسرح وتمرح في المنطقة كيفما تشاء. كما أن الأمريكان لم يعودوا قادرين على اجتياح الدول العربية عسكرياً كما فعلت في العراق سابقاً. فهي تستخدم الآن وكلاء لها.
وطالب الباحث والخبير في الشؤون الإقليمية والدولية في ختام كلمته بالعمل والسعي الحقيقي لأن تلتقي القوى والحركات الشعبية في الدول العربية، وتبدأ بتشكيل تجمع حقيقي وبمشروع عربي إقليمي يحتوي إيران وتركيا إضافة إلى التواصل مع العرب في الدول الأوروبية والقوى التقدمية في أوروبا. معتبراً أن هذه الخطوة في حال تم تحقيقها يمكن البناء عليها والتصدي لمخططات النيوليبرالية والغرب بمخططات مقابلة تهدف للارتقاء بمصلحة الوطن.
ذياب: كل ما يحدث يشكل خدمة للكيان الصهيوني وبوابة للتطبيع معه
الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية أكد في كلمته على أنه من الصعب الحديث عن واقع المنطقة بمعزل عن الإمساك بالمحددات التي حكمت السياسة الامريكية للمنطقة وبشكل أكثر تحديداً منذ بدايات القرن الحالي.
ويشكل شعار “الشرق الأوسط الكبير أو الجديد –وفق ذياب- الذي طرحه بوش ووزيرة خارجيته لاحقاً الناظم للسياسة الامريكية، وهو ماكان بشر به شمعون بيريس في تسعينات القرن الماضي بعد توقيع أوسلو ووادي عربة ولكن ما يميز مشروع بيريس أنه ارتكز على أساس ادخال “اسرائيل” ضمن ذلك والتركيز على التعاون الاقتصادي ولاحظنا المؤتمرات الاقتصادية التي عقدت في عمان، الدار البيضاء، القاهرة.
ونوه الدكتور ذياب إلى أن ما يطرح مؤخراً وبشكل أكثر وضوحاً تقسيم الدول وإعادة تركيبها على أساس فيدرالي وتشكيل محور لمحاربة الارهاب.
وأشار إلى أنه لفهم واقعنا علينا الانطلاق من المقولة التالية: “هناك علاقة جدلية بين التحرر العربي والتخلص من التبعية من ناحية، والتحرير الاقتصادي السياسي، الاجتماعي من ناحية أخرى”.
أي أن أي إنجاز ضد الاستعمار الاستيطاني في فلسطين أو أي احتلال آخر أو ضد التبعية
سيقود إلى تعزيز التحرر من الاستبداد، التخلف بكل اشكاله، والنجاح في مواجهة التخلف، الاستبداد سيقود إلى التصادم مع الاستعمار.
ويضيف الدكتور ذياب أن الدولة القطرية لم تنجح في اقامة أي نوع من الوحدة أو التعاون المتجانس، ولم تنجح في بناء دولة على أساس المواطنة. كما أصبحت كل دولة “قُطرية” تسعى للتقرب من الكيان الصهيوني باعتباره المفتاح للوصول إلى القلب الامريكي. معتبراً أن هذه الخصائص يمكن أن تفسر الهشاشة لتلك الدول وقابليتها للتفتت، على أسس مذهبية طائفية.
وحدد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب السمات العامة التي تعيشها المنطقة، من حيث اتساع دائرة الصراعات العربية، وبمشاركة إقليمية، دولية، دون إغفال أن المفتاح الرئيس لهذه الصراعات هو (القضية الفلسطينية)، وتنامي الصراعات الدولية على منطقتنا. إضافة إلى صعود قوى دولية كروسيا والصين، وتراجع قوى أخرى ولكنها لم تصل حتى هذه اللحظة إلى حالة الانكسار.
وحذر ذياب من أن جامعة الدول العربية تحولت إلى أداة لتبرير التدخل الأجنبي، والتشريع لضرب المقاومة من خلال توصيف المقاومة بالإرهاب، وهذه مسألة خطيرة في دور ومكانة الجامعة، لافتاً إلى أن الموقف العربي الرسمي من المقاومة اتسم بتحميلها مسؤولية العدوان على لبنان عام (2006)، والتخلي التدريجي عنها، وصولاً إلى الاعتقاد بعدم جدواها، والمطالبة باعتماد المفاوضات سبيلاً لا بديل عنه
وخلص ذياب في ختام كلمته إلى أن كل ما حدث ويحدث يؤكد أن ما تحقق على الأرض خدمة صافية للكيان الصهيوني، وإلا كيف يفسر هذا التسارع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. معتبراُ أننا نعيش مرحلة سقوط النظام الرسمي العربي، الأمر الذي يجعل من شعار التغيير ضرورة وطنية وقومية.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.1721212674560827.1073741975.837903202891783&type=3