ذياب: إضراب وتضحيات الأسرى يقابلها صمت رسمي عربي وتضامن شعبي خجول
أكد الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أن الإضراب الذي بدأته الحركة الأسيرة في السابع عشر من نيسان، كان بمثابة دق على الجدران لشد الانتباه للواقع الذي تعيشه الحركة الأسيرة من تعسف وظلم الاحتلال والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها. وهو كذلك تنبيه لما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر التصفية في هذه الفترة الزمنية الحاسمة.
ولفت ذياب إلى أنه في الوقت الذي يدخل الإضراب يومه الرابع والعشرين بإصرار وثبات من الأسرى فإننا نسجل أن هناك صمتاً رسمياً عربياً أقرب ما يكون إلى صمت أهل القبور، وأن حالة التضامن الشعبي أقرب ما يمكن وصفها بأنه تتضامن خجول.
جاء ذلك في الندوة التي عقدها حزب الوحدة الشعبية في ضمن فعاليات اليوم العاشر من خيمة الكرامة والحرية، التي يقيمها ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الساحة الخارجية لحزب الوحدة الشعبية، تحت عنوان “سبل استنهاض الحالة الشعبية دعماً للأسرى”، وأدارها الرفيق خليل عليان عضو المكتب السياسي للحزب.
وأردف ذياب في كلمته أن هذا التراجع في دور الحركة الشعبية لم يصل إلى هذه الصورة بشكل مفاجئ، بل نتيجة سياسات وتراكمات ابتدأت مع لحظة قيام الكيان الصهيوني بحيث توافق الجهد الغربي الاستعماري مع الكيان الصهيوني بدفع الجماهير العربية لحرفها عن عدوها الحقيقي وافتعال خصومات لها مع هذه الجهة أو تلك وفتحت هذه القوى المعادية معركة مفتوحة مع كل صوت عربي أراد الحفاظ على هوية الأمة ونهضتها والتصدي للمشروع الصهيوني.
لذلك –وفق الدكتور ذياب-فقد تم استهداف جمال عبالناصر لأنهم وجدوا فيه وفي مشروعه ما يمكن أن يشكل نقطة ارتكاز للجماهير العربية للنجاح في تحقيق أهدافها.
وأكد أمين عام حزب الوحدة الشعبية أن القوى المعادية نجحت في حرف الحراك الشعبي العربي واختطافه وتحويله إلى أداة لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، بحيث بات واضحاً أن المتضرر بشكل رئيسي هي الهوية العربية والقضية الفلسطينية. وإلا كيف نفسر هذه الاندفاعة القوية للتطبيع مع العدو الصهيوني وهذه اللقاءات الخليجية – “الإسرائيلية” سواء كان ذلك عبر المؤتمرات أو الزيارات أو المحطات التلفزيونية، وهناك معلومات تقول أن ما يقارب ربع مليون زاروا الكيان الصهيوني. والهدف من كل ذلك هو خلق التكيف لدى الإنسان العربي لقبول الكيان الصهيوني والتنازل عن الهوية العربية باعتبارها الهوية التي تحتوي كل الهويات وهي الوحيدة التي تشكل سداً أمام الهويات المذهبية والطائفية.
واعتبر الدكتور ذياب أن قدرتنا على النجاح ومواجهة هذا المخطط تتمثل بالأساس بالإمساك مجدداً بمركزية الصراع مع العدو الصهيوني وعدم السماح لكل الأصوات المشبوهة التي تحاول خلق أعداء وهميين على حساب العدو الصهيوني العدو الحقيقي.
وختم أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب كلمته بالتأكيد على أن مواجهة الحملات الإعلامية التي تحاول التسويق للتطبيع مهمة وواجب مقدس على كل الأصوات الوطنية لمواجهة هذا الإعلام المشبوه. إنها مرحلة خطيرة تتطلب تكاتف كل الجهود حتى ندافع عن حقنا وحريتنا.
كما تحدث في الندوة الدكتور رياض النوايسة مقرر اللجنة الوطنية الأردنية لمئوية وعد بلفور، الذي أكد على ضرورة تكاتف كافة الجهود الوطنية لدعم الأسرى المضربين عن الطعام في مواجهة آلة الحرب الصهيوني.
كما اتهم النوايسة الأنظمة العرببية بالتواطىء والتخاذل في قضية الأسرى معتبراً صمتها عن القضية مقصوداً ويعطي الضوء الأخضر للعدو الصهيوني للمزيد من القمع والإجراءات الفاشية تجاه الأسرى.
وتخلل الندوة اتصالاً هاتفياً مع الرفيقة عبلة سعدات زوجة الأسير القائد أحمد سعدات. واختتمت الفعالية بحفل فني وطني تحييه فرقة (المركزية للأغنية الوطنية الملتزمة).
على صعيد متصل، تستمر فعاليات الخيمة لليوم الحادي عشر على التوالي، بفعالية من تنظيم حزب الحركة القومية، عبر أمسية بعنوان “تجربة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني”، تتضمن الآتي:
– كلمة للرفيق نشأت أحمد الأمين العام لحزب الحركة القومية
– مداخلات من الأسرى المحررين نزار التميمي ومحمد حمدان القاق وميسر عطياني
– فقرة شعرية للشاعر نائل سلامة.
ويقدم الفعالية الرفيق ضيف الله الفراج عضو المكتب السياسي لحزب الحركة القومية.
هذا ويستمر الرفاق والأصدقاء في إضرابهم التتابعي عن الطعام في مقر الخيمة، حيث أعلن الرفيق الأسير المحرر محفوظ جابر “أبو نضال” عن إضرابه عن الطعام هو وعائلته، فيما يستمر الرفيق كامل الكيلاني عضو اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية في إضرابه التضامني عن الطعام والمستمر منذ 11 يوماً.