فشل ناتنياهو والأزمة السياسية في الكيان الصهيوني…محمد محفوظ جابر
قال ناتنياهو – في الكيان الصهيوني الذي يدعي انه “واحة الديمقراطية”- : “في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً في اليوم الأخير، حمل الوزيران لابيد وليفني بشدة على الحكومة برئاستي. لن أتحمل بعد الآن معارضة داخل الحكومة، ولن أتحمل وزراء يهاجمون من داخل الحكومة سياسة الحكومة ورئيسها، إنه انقلاب”، ودعى إلى “حل الكنيست بأسرع وقت ممكن للذهاب للشعب والحصول منه على تفويض واضح للقيادة”.
ان إقدامه بصورة ديكتاتورية على إقالة وزير المال يائير لابيد زعيم حزب «يوجد مستقبل»، ووزيرة العدل تسيبي ليفني زعيمة حزب «الحركة»، أدى إلى استقالة جميع وزراء الحزبين من التشكيلة الحكومية مما ادى الى انهيار الحكومة.
إن انهيار حكومة ناتنياهو الائتلافية بعد عشرين شهراً من عمرها يؤكد أن هذا الائتلاف الذي بناه ناتنياهو كان هشاً رغم التركيبة الايديولوجية اليمينية التي اعتمد عليها ورغم المصالح الطبقية المشتركة لهذه الأحزاب.
ليس الفشل الاداري وحده هو السبب في انهيار حكومة ناتنياهو بل هناك أيضاً أزمة سياسية خانقة يعيشها الكيان الصهيوني منذ عشر سنوات أدت إلى خوض خمس انتخابات برلمانية ولم تكمل أي حكومة صهيونية مدتها بل كانت انتخابات مبكرة مما يدل على عدم الاستقرار السياسي وحتى الحزبي أيضاً .
إن محاولة الخروج من الأزمة بانتخابات جديدة لن يكون حلاً نهائياً فالكيان الصهيوني :
ـ أولاً يعيش في حالة عزلة دولية تمثلت بما يلي :
1ـ ازدياد المقاطعة الدولية للكيان في المجالات العلمية والاقتصادية .
2ـ التوجه الدولي للاعتراف بدولة فلسطين .
ـ ثانياً انقسام الأحزاب المشكلة لائتلاف حكومة ناتنياهو حول مسألة يهودية الدولة وهي المشروع الذي أصر عليه ناتنياهو رغم كل الخلافات معه حول هذا المشروع والذي سيزيد من العزلة الدولية ويفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية للكيان الصهيوني ، حيث غلب مبادئه على مصالح الكيان رغم كل النصائح المقدمة له من مجموعة من المسؤولين السياسيين والعلماء والأمنيين والواضح أن اصراره هو لانجاز شيء يخلده زعيماً تاريخياً ويكتسب لقب” الملك “مما أدى إلى فرط الائتلاف .
– ثالثا لعبت الموازنة دوراً في عدم استمرار الائتلاف الحكومي لأنها يجب أن ترضي مجموعة أصحاب المال السياسي الذين ساهموا بتبرعاتهم في انجاح الأحزاب لتصل إلى السلطة ، مما يتعارض مع المصالح الخاصة بالكيان علماً بأن خزينة الدولة تصرف 40 مليون دولار على الأحزاب في حملاتها الانتخابية.
ويذكر انه بعد انتهاء الحرب على غزة، توتّرت العلاقات كثيرًا بين نتنياهو وكلٍّ من وزير المالية ورئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد، ووزيرة القضاء ورئيسة حزب “الحركة” تسيبي ليفني؛ وذلك على خلفية مجموعة من القضايا المتعلقة بإقرار موازنة الدولة في الكنيست وزيادة ميزانية الجيش، وبمقترح وزير المالية لبيد إلغاء ضريبة القيمة المضافة على شراء الشقق السكنية، وتذبذب موقف نتنياهو من هذا المقترح.
– رابعا آثار العدوان العسكري الهمجي الأخير على قطاع غزة ،والذي استمر واحد وخمسون يوماً، من الصمود والقتال دفاعاً عن الوجود وعن المقاومة. ، وبقيت الصواريخ حتى اليوم الاخير تدكّ المدن والمستوطنات. وكان المقاتلون يصلون عبر الانفاق الى مواقع عسكرية للعدو، وهرب مئات الآلاف من المستعمرات المحيطة بغزة، واختبىء السكان داخل الملاجئ في المدن ، وقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال، ووقع بالأسر منهم عدد لم يتضح بعد . وانهارت بنى اقتصادية ومالية داخل الكيان ،فازدادت الازمة التي حاول نقلها خارج البلاد بالعدوان على غزة تماما كما يحاول هذه الايام استخدام الطائرات لتقصف في سوريا ، ومثلما صرح عضو الكنيست فريج عيساوي عن حزب «ميرتس» قائلاً: «نتنياهو يسعى دائماً إلى تعليق فشله على شماعات خارجية ليعلق عليها فشله، وفي حال السؤال عن أدائه في الحكومة والتسبب في غلاء المعيشة يقول إيران السبب، وفي حال سؤاله عن النظام الصحي يتهم حزب الله». الخلاصة هي سواء نجح ناتنياهو مرة رابعة او نجح غيره لن تحل الازمة لانها ازمة وجود الكيان نفسه.