التطبيع .. ومخاطر الإختراق الصهيوني…عبد المجيد دنديس
ما نقلته إذاعة الكيان الصهيوني عن وصول مدرب الكاراتيه عماد خليل الى دولة الكيان تلبية لدعوة من الخارجية الإسرائيلية، يؤشر بشكل واضح على خطورة الإختراق الصهيوني، ومدى السقوط الذي يقع به البعض في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، مستفيدين من حالة التطبيع الرسمي التي جرت بتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات معه، والتي تجري الآن وآخرها التوجه لعقد صفقة الغاز مع الكيان الصهيوني.
توجيه الدعوة من خلال وزارة خارجية الكيان الصهيوني لمدرب كاراتيه ونفخه بالمسميات “رئيس اتحاد فنون القتال بالأردن” هي محاولة مكشوفة لتلميعه واستغلاله أبشع استغلال، والاستفادة من ما قاله للإذاعة الصهيونية أنه يتوق إلى بناء جسور الصداقة من خلال الرياضة بين الكيان الصهيوني والأردن وسيزور مبنى الكنيست.
بيت القصيد في هذه القضية هي بناء “جسور الصداقة” لأنها العنوان الذي يعمل باستمرار الكيان الصهيوني لتحقيقه، وإحداث اختراقات في الواقع العربي، مستهدفاً مصادرة التاريخ والعقل والإرادة العربية، وإعادة تشكيل الوعي العربي للقبول بالوجود الصهيوني على حساب الوجود والحق العربي، وتبني الرواية الصهيونية لطبيعة الصراع، والتخلي عن مقاومة الاحتلال.
شعبنا العربي الأردني رفض وقاوم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من اللحظة الأولى لتوقيع معاهدة وادي عربة ولا زال، رغم الموقف الرسمي الذي يلتزم باستحقاقات المعاهدة وأخطرها التطبيع، وحماية المطبعين، والتضييق على الهيئات واللجان التي تعمل على مقاومة التطبيع، ورغم الجهد الذي يبذل في مقاومة التطبيع الا أننا نشهد اختراقات تطبيعية سياسية واقتصادية وزراعية وثقافية وآخرها رياضية، تتطلب تشديد النضال لوقف التطبيع وفضح المطبعين.
ولتبيان مخاطر التطبيع والاختراق الصهيوني أشار الكاتب الصحفي راسم عبيدات الى أن التطبيع كمفهوم ثقافي سياسي هو نتاج لثقافة الهزيمة والاستسلام، وأن الخطر الأكبر يتأتى من قيام العديد من النخب الفكرية والثقافية والسياسية والأكاديمية والرياضية بمحاولات جادة لنقل التطبيع من المستوى الرسمي الى المستوى الشعبي، وتحديدا الى الجامعات والمدارس تحت يافطات ومسميات زائفة وخبيثة كأنشطة مشتركة لاختراق جدار الوعي الفسطيني، وتشويه ثقافته ونسف أسس روايته وإعادة قراءة تاريخه.
وفي عرضه لمضمون موسوعة (التطبيع والمطبعون فى مصر) أشار الكاتب والمفكر المصري الدكتور رفعت سيد أحمد، بأنه وفريقه البحثي (عشرة خبراء وباحثين) سعوا فى أثناء عملهم إلى الحفاظ على ذاكرة الصراع مع العدو الصهيونى حية من خلال إبراز الأضرار والمخاطر التى تعرضت لها مصر بسبب هذا التطبيع فى كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية، وأنهم كشفوا بالوثائق والمعلومات الدقيقة جرائم التطبيع وأسماء المطبعين.
خلاصة القول أننا أمام هجمة صهيونية متواصلة تستهدف تاريخنا ومستقبلنا وأجيالنا القادمة، علينا مواجهتها وصدها لإبقاء الصراع معه مفتوح حتى زوال الاحتلال.