مقالات

خطاب الارهابي نتنياهو في الكونغرس افلاس سياسي…محمد محفوظ جابر

لم يأخذ خطاب أي رئيس وزراء في العالم هذا الاهتمام الكبير الذي أخذه خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، لقد تم تجيير الاعلام الأمريكي والصهيوني والعربي الرجعي لخدمة هذا الخطاب ، الذي كان في المحصلة خطاباً مكرراً ومملاً ولا جديد فيه كما علق عليه عدد من زعماء العالم والقادة السياسيين .
رئيس الولايات المتحدة أوباما قال :” لا جديد في الخطاب ” لأن ما طرحه من تحريض على إيران سبق وأن طرحه وكان قد أوصل العالم كله على حافة الحرب من شدة تحريضه لولا حكمة السياسة الإيرانية وتراجع الولايات المتحدة التي أصبحت تخشى الحرب بعد حروب أفغانستان والعراق .
إذن فشل نتنياهو في تغيير الموقف الأمريكي من الاستمرار في طريق التوصل إلى اتفاق مع إيران مع نهاية آذار الحالي ، ودعماً لموقف أوباما نرى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرين تحذر من نشر مخاوف من إبرام اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي ، وهذا رفض للخطاب الذي ألقاه نتنياهو وتأييد من الاتحاد الأوروبي للاستمرار في طريق الاتفاقية مع ايران.
إن الرابح الوحيد في هذه المعركة السياسية هو إيران إذن ، بينما انقلب ” السحر على الساحر ” كما يقال وخرج نتنياهو من الكونغرس الخاسر بل المفلس السياسي الوحيد .
إن الغرور لدى نتنياهو وصل إلى حد اعتبار نفسه قادراً على إفهام نواب الشعب الأمريكي مخاطر الاتفاقية مع إيران ، مفترضاً أن النواب لا يعرفون إذا كانت الاتفاقية لمصلحة بلدهم أم إنها تشكل خطراً عليهم .
إن هذه الوقاحة السياسية هي تدخل فاضح في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة من رئيس وزراء بلد طفيلي يعيش على ما يقدمه له الشعب الأمريكي من مساعدات عبر هبات رسمية.
لقد مرت سنوات على محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى اتفاق مع إيران وليس سهلاً أن تكسر هذه الجهود بخطاب صهيوني رنان أمام الكونغرس وتصفيق حار ،وقد واجه اصرار نتنياهو على إلقاء الخطاب ردات فعل محلية وأمريكية وعالمية ، أكد فيها القادة السياسيون عدم تأييدهم لتصرفه ومن بينهم قادة في “إيباك ” ، بينما قاطع الخطاب 50 نائباً من الديمقراطيين .
وكانت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس قالت ” خطاب نتنياهو حول إيران أمام الكونغرس مدمر لنسيج العلاقات بين الولايات المتحدة و”اسرائيل ” بينما رفض أوباما استقباله ،وهذا تحقير لنتنياهو ، وكانت الطريقة التي تمت بها دعوته لالقاء الخطاب طريقة ملتوية حيث تم ترتيب الزيارة والخطاب من خلف البيت الأبيض بين السفير الاسرائيلي رون ديرمر ورئيس مجلس النواب جون باينر الجمهوري ،وقد أثار نتنياهو الضجيج الاعلامي ليكون للزيارة والخطاب تأثيراً على الانتخابات الاسرائيلية للكنيست وهذا هو الهدف الحقيقي والأول للزيارة والخطاب ، وهذا يدل أن نتنياهو ثعلب سياسي على غرار القائد الألماني النازي رومل ثعلب عسكري أثار غبار الصحراء فأثار نتنياهو غبار الإعلام .
وذلك لأنه يريد أيضاً أن يخرج من عزلته السياسية بكسب تأييد الحزب الجمهوري الأمريكي وكلاهما ضد أوباما وقد حصل على ذلك من خلال التعاون معه واستقباله والاستماع إليه ، بينما يسعى الحزب الجمهوري من كسب الأصوات اليهودية في أمريكا بالانتخابات القادمة ، أي أن مصالح مشتركة بين الطرفين أدت إلى ظهور هذه المسرحية السياسية التي ستكون وبالاً على مستقبله السياسي .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى