بيان صادر عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية
عقدت الجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين اجتماعاً قيادياً، توقفت فيه أمام الأوضاع الفلسطينية، وعبرت عن قلقها البالغ للأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة ومخاطر تفاقم الأزمات وعلى جميع الصعد، كما ناقشت تطورات القضية الوطنية الفلسطينية.
وخلص الاجتماع إلى النتائج والاستخلاصات التي تهدف إلى تطوير دورهما في النضال في كافة الميادين وحشد أوسع الطاقات الشعبية والوطنية في مواجهة الاحتلال والعدوان والحصار وإنهاء الانقسام المدمر وفي الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا. وأكد الاجتماع على التالي:
أولاً: أوضاع غزة:
عبرت الجبهتان عن الحزن والأسى للمأساة المروعة التي ذهب ضحيتها الطفلان عمر وخالد الهبيل في مخيم الشاطئ، ضحيتي ظلام غزة وأزمة انقطاع التيار الكهربائي، والتي تتحمل مسؤوليتها الحكومة وشركة الكهرباء وسلطة الطاقة.
وأظهرت هذه الفاجعة وصول الأزمات المتراكمة والمتفاقمة في قطاع غزة إلى ذروتها. فالحصار الخانق يشتد وإعاقة الاعمار تتواصل، بينما تزداد مخاطر ملوحة المياه وتقف الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والبنية التحتية على حافة الانهيار، وترتفع المعدلات الفلكية للفقر والبطالة، وتدفع الشباب لهجرة الموت غرقاً في البحر وتعرضهم للاعتقال والموت في محاولتهم للتسلل عبر الحدود الإسرائيلية والمصرية طلباً للقمة الخبز، والتي آخرها الحادث المؤسف للغاية والذي أدى إلى مأساة استشهاد الفتى زكي الهوبي على الحدود المصرية برصاص الإخوة. وهو ما يجعلنا نجدد الدعوة للمحافظة على تواصل الأخوة الفلسطينية المصرية في التعاطي مع مثل هذه الحالات.
إن المسؤولية عن كل هذا تقع على الاحتلال والانقسام معاً، وعلى حكومة التوافق التي لا تضطلع بمسؤولياتها، وعلى العقبات التي تعرقل عملها. وهو ما يعطي الدليل على فشل الحل الثنائي لفتح وحماس لاستعادة الوحدة الوطنية لافتقادهما للإرادة السياسية وتغليب جهات لدى الطرفين للمصالح الفئوية على حساب المصلحة الوطنية العليا.
نتيجةً لهذا الواقع المزري، فإن شعبنا في قطاع غزة الذي قدم التضحيات الهائلة في سبيل المشروع الوطني وصنع ملاحم المقاومة يقف على مفترق طرق تدفعه نحو الانفجار وفي وجه الجميع إذا استمرت الأوضاع الكارثية.
وبناءً على ذلك تدعو الجبهتان إلى:
1- معالجة أزمة انقطاع الكهرباء لتأثيراتها البالغة الضرر على المواطنين خاصةً أن هذه الأزمة ناجمة عن التجاذبات والمناكفات الثنائية علماً أن هناك جباية لفواتير الكهرباء من المواطنين وخصم مبلغ شهري من جميع الموظفين للمساهمة في تكلفة الكهرباء. كما تدعوان الحكومة وسلطة الطاقة وشركة الكهرباء وسوى ذلك، إلى معالجة هذه الأزمة.
2- تشكيل لجنة وطنية عليا من الوزارات والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني تتولى الإشراف على مشروع إعادة الإعمار، وإبعاده عن تداعيات الانقسام والتجاذبات الثنائية.
3- الدعوة لحوار فلسطيني مصري لوضع الأسس الضرورية لضمان مصالح الطرفين معاً، وإعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، وتطوير وظيفته.
4- أمام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تطالب الجبهتان بالشروع ببناء جبهة مقاومة وطنية متحدة بغرفة عمليات مشتركة ومرجعية سياسية موحدة بيدها قرار الحرب وقرار السلم.
5- لمواجهة العوائق التي تعطل عمل الحكومة الفلسطينية وإعادة تنظيم المعابر بما فيها معبر رفح، وحل قضايا الموظفين، إعادة تشكيل حكومة توافق وطني جديدة، وبما يمكّنها من أداء وظائفها وإعادة الحياة الطبيعية لشعبنا في قطاع غزة.
6- تفعيل عمل الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي لاستكمال بحث الملفات العالقة.
ثانياً: على الصعيد السياسي:
1- ترحب الجبهتان بالتوقيع على نظام محكمة الجنايات الدولية والذي تأخر سنتان باعتباره تجسيداً للإرادة الوطنية ولمواقف الإجماع الوطني. وتؤكدان أن قيمة هذه الخطوة تتوقف على تفعيلها، بمحاكمة دولة الاحتلال وقادة العدو على ما ارتكبوه من جرائم حرب ضد الإنسانية بحق شعبنا. ودعت الجبهتان إلى الرد على القرصنة الإسرائيلية بمنع تحويل أموال المقاصة، بوقف التنسيق الأمني والعمل باتفاق باريس الاقتصادي وبالمقاطعة الشاملة للمنتجات الإسرائيلية.
2- تدعو الجبهتان إلى تشكيل لجنة وطنية مختصة وكفؤة لإدارة ملف الانضمام للمنظمات الدولية وتفعيلها بعيداً عن الفئوية والاستفراد.
3- تحذر الجبهتان من مخاطر إعادة المشروع إلى مجلس الأمن والهابط عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، وتدعو لإعادته إلى اللجنة التنفيذية لـ م. ت. ف. لصياغة مشروع جديد لإنهاء الاحتلال مبني على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران 67 بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194. وترفضان العودة للمفاوضات العبثية ووفق الصيغة القديمة.
4- تدعو الجبهتان لوقف تهميش المؤسسات الشرعية الفلسطينية وسياسة التفرد والاستفراد الضارة. وإعادة الاعتبار للشرعية القانونية الفلسطينية بتفعيل وانتظام أعمال اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والإطار القيادي المؤقت (هيئة تفعيل وتطوير م. ت. ف.).
5- أمام حالة النهوض الشعبية، وأمام الخيارات السياسية، وفشل فتح وحماس في الوصول إلى حل ثنائي لقضية الانقسام، تدعو الجبهتان إلى حوار وطني جاد ومسؤول عبر القيادة الوطنية العليا لمنظمة التحرير لإزالة العقبات من طريق إنهاء الانقسام المدمر وتطبيق اتفاق الحوار الوطني الشامل 4/5/2011 وللاتفاق على إستراتيجية وطنية بديلة، إستراتيجية تجمع بين العمل السياسي والمقاومة.
6- تعميم ظاهرة لجان الدفاع عن الأرض والتصدي للاستيطان في الضفة والقدس والشريط العازل في القطاع.
ثالثاً: في إطار المراجعة للتجربة الماضية تؤكد الجبهتان دعوتهما لـتحشيد أوسع الطاقات، واعتماد الضغط الشعبي الديمقراطي السلمي والوطني سبيلاً للخروج من هذه الأزمات. وتدعو الفئات المتضررة من العدوان والحصار لتنظيم نفسها وتحركاتها الشعبية للدفاع عن مصالحها وقضاياها.
إن غزة لن تنكسر وستنتصر، وتأخذ دورها كاملاً في سبيل انتصار المشروع الوطني الفلسطيني.
المجد للشهداء – الحرية للأسرى
الشفاء للجرحى – النصر لشعبنا
الجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين
قطاع غزة
5/1/2015