جسر الملك حسين.. جهود بحاجة لتعزيز
يمكن بسهولة لمن يرتاد جسر الملك حسين، ومركزه الحدودي التابع للأمن العام، والذي يربط الأردن بالضفة الغربية المحتلة، تلمّس حجم التطوير والتقدم بالمرافق والخدمات التي شهدها المعبر من الجانب الاردني، مقارنة بوضعه قبل سنوات، لخدمة الاخوة الفلسطينيين والتسهيل عليهم في التواصل مع العالم، باعتباره المنفذ الوحيد امامهم للخروج خارج فلسطين.لكن مع ذلك، فان مراجعة الجسر لاستقبال او وداع القادمين والمغادرين، وما يقوله هؤلاء المسافرون، يكشف عن ان هناك ما يمكن عمله وتطويره في المركز الحدودي، تحديدا فيما يتعلق بالمرافق والبنية التحتية له، للتسهيل اكثر على المسافرين.
المعبر يشهد ضغطا كبيرا في حركة المسافرين يوميا، حيث تعامل العام الماضي 2016 مع نحو مليون و200 الف مسافر، بين قادم ومغادر، بنسبة زيادة وصلت الى 32 % عن السنوات الماضية، بحسب تصريحات ادارة الجسور في الامن العام، الامر الذي يفاقم من معاناة المسافرين انفسهم، ومن معاناة طاقم الجسر ايضا من كوادر وضباط.
واذا كان سير المعاملات والتفتيش وختم الجوازات والمرور عبر المركز الحدودي الاردني لجسر الملك حسين محل اشادة وتثمين من قبل المسافرين بصورة واضحة، فان مشكلة رئيسية ومعاناة كبيرة للناس يتسبب بهما ضيق الساحات الخدمية في المركز، وتعقيد بعض الاجراءات التنظيمية لدخول وخروج المسافرين والمستقبلين لحرم الجسر، وحتى في الساحات حوله وأمام مدخله.
فالمدخل الرئيسي للمركز لم يعد مناسبا نهائيا كمدخل لمعبر حدودي يستقبل ويتعامل يوميا مع مئات او حتى الاف المسافرين ناهيك عن المستقبلين والمودعين، اضافة الى مئات سيارات الأجرة التي تتكدس امام المدخل وداخل الساحات الداخلية والخارجية.
فيما يشكو مرتادو المركز من حصر المدخل والمخرج للمغادرين والقادمين ومستقبليهم وسيارات الاجرة كل بشارع ضيق يكاد لا يتسع لسيارتين متقابلتين في المسير. كما يشكون ايضا من اعتماد ادارة المركز، في الاشهر القليلة الماضية، لقرار يمنع خروج عربات الأمتعة من الساحة الداخلية للقادمين الى مواقف السيارات، فيضطر المسافر او مستقبلوه لحمل الامتعة والسير بها لعشرات ومئات الامتار احيانا، للوصول الى السيارة!
ورغم اعتراضات المسافرين يوميا على هذا الاجراء فثمة اصرار عليه، ما يخلق معاناة غير مبررة للقادمين.
طبعا المعاناة التي يعيشها يوميا المسافرون عبر جسر الملك حسين اساسها ومسببها الرئيسي الاحتلال الاسرائيلي ومركزه الحدودي على الجهة المقابلة من الجسر، حيث التشديد في التفتيش والمعاملة المهينة والقاسية للفلسطينيين. لذلك، فان الاشقاء الفلسطينيين يتوقعون تسهيلا في الاجراءات في المعبر الاردني، وفي المعبر الفلسطيني ايضا بعد الخروج من المركز الاسرائيلي.
اول من أمس زارت لجنة فلسطين في مجلس الاعيان جسر الملك حسين، والتقى اعضاؤها مسؤوليه، وسبق ان زارت لجنة فلسطين في مجلس النواب الجسر اكثر من مرة، وكان لزياراتها ومطالباتها الاثر الكبير حقيقة في تطوير المركز الحدودي وتسهيل الاجراءات، والتخفيف من المعاناة على المسافرين.
وقد طالب الاعيان الذين زاروا الجسر وزارة الاشغال والاجهزة الرسمية بتقديم الدعم لتطوير البنية التحتية للجسر، لمواكبة حجم العمل وتسهيلا على الاشقاء الفلسطينيين. ومطلوب من الحكومة الاستجابة لهذه المطالب ودعم ادارة الجسور والامن العام لتطوير البنية التحتية للجسر والتوسع بمرافقه ليتمكن من تقديم خدماته على اكمل وجه.
ومطلوب، أيضا، من ادارة الجسور تطوير بعض الاليات والتعليمات الداخلية والترتيبات الادارية، كما في موضوع مواقف السيارات ومداخل المركز والتسهيل على المسافرين في عملية نقل الامتعة عبر العربات وغيرها، بما يسهم في تطوير العمل والتخفيف من المعاناة عن المسافرين.