الطّريق
في ضجّة الأيّامِ والآلامِ والفرحِ أحياناً، وفي فوضى الأحلامِ والأوهامِ وهذا التأرجح الدّائمُ بين الزيّف والحقيقة والمشوّه والمخرّب والمكسّر وما بينهما، سيأخذكَ كلّ هذا إن كنتَ تعرفْ، إلى مفترقِ طرقْ، يميناً.. يساراً.. وإلى الأمام حيثُ أنتَ.
وستكون قادراً على أن تزرع أقدامكَ، حواسّكَ..أن تزرعكَ، وتمضي في أيّ طريقٍ تختاره.
ستمضي في أيّ خيارٍ اخترته أنتَ، ووحدكَ أنتَ..ذاكرةً، سلوكاً يعكسك وتعكسه كمرآة.
أيّ طريقٍ ستمشيهِ ستخسرُ حتماً طريقينِ تركتَهما للفراغِ، فراغكَ..
ستخسرُ الأرصفةَ والتجاربَ ونكهةَ الأرضِ وما فيها ومن فيها من كائناتٍ، أحبّاءٍ.. أعداءٍ.. وأشياءْ.
إن الطريقَ، طريقكَ.. جزءٌ منكَ أنتَ، وبلون جلدكَ.. وبقسوةِ قدمكَ.. وخطوطِ عقلكَ.. وبأرصفة احساسك.
إنّ اجتراركَ لطريقٍ، تجربةٍ.. يفتح أمامك أبواباً للتيهِ والتردّد بدلاً من تراكم التجربة، الطريق.. وتكوينها لذاكرةِ وعي حقيقي تعرف نفسها، وتعرّفها وفق رؤية تفهمها ونفهمها..تنخرط معـ”نا” ثقافةً عملاً يراكمُ نفسه ويمشي في طريق الدّائرة الأولى والأساسية نحو التكوين، تكوين الذاكرة، تكوين الذات
طريقكَ اذاً طريقٌ واحد، ارتكازٌ لانطلاقكَ..
الآن..
أنتَ هنا، وهناكَ من هناكَ.. كلّ كائنٍ اختار طريقَه سهلاً ناجحاً مع سقوطِ لونِ الجلد أو صعباً ناجحاً مع الاحتفاظ بالكينونةِ أو بعضِها.
وبكلّ ما أوتيتَ من قدرةٍ على التحليلِ يا ابنَ المنطق، ستعرف: لن تلتقي أجسادٌ، حوّاسٌ.. فرّقتها طُــرُقْ!