قراءة أولية في ثورة يوليو / د. سعيد ذياب
تحل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو.التى لم تكن حدثأ عابر فى التاريخ المصرى بل كانت فعلاً احدث تحولا شاملا فى مسيرة شعوب المنطقة برمتها .
وعلى الرغم من مرور عقود من الزمن على انطلاقتها فهى ككل الثورات تبقى مجال بحث ودراسه واستلهام كما الثورة الفرنسيه التى بالرغم من مرور قرون على تفجرها الا انها لاتزال حاضره امام كل الباحثين ودارسى التاريخ.
ثورة 23 يوليو اسست لنهج قوامه الثوره لاحداث التغيير بعد عقود طويله من الزمن عاشتها الامه تحت وهم الانتقال المتدرج من حالة التخلف الى النهوض والتقدم بدون عنف او ثورة بل بالهدوء والحكمه والثقافة والتعليم مثل هذا النهج رموز من التنويريين الكواكبى وشبلى شميل واحمد لطفى السيد الذين لم يقفوا عند حدود التغيير المتدرج بل هاجموا التغيير عن طريق الثوره ودعوا الى عدم الاستعجال وتعاملوا بسلبيه مع الزمن .
الا ان تطورات الاحداث فى المنطقه وبشكل رئيسى النكبه الفلسطينيه لم تترك فرصه لهذا الترف بالانتقال المتدرج بل فتحت الباب على مصراعيه للثوره .ها هو ميشيل عفلق ينتقد فى مقالة له عام 35 من يقدمون لنا نصيحه التطور البطىء بعد ان ملأوا جيوبهم، كما رفعت حركة القوميين العرب شعار الثار .
فالثورة المصريه كانت بنت ظروفها كانت عناصر الثورة مكتملة الاركان: نظام مأزوم وعاجز عن ادارة البلاد وجماهير غير قادرة على تحمل واقعها البائس.
بل ان عجز النظام عن تحقيق الاستقلال والعداله الاجتماعيه شكل الاساس المطلبى لحركة القوى السياسيه .
ثورة يوليو لم تكن معزوله عن ثورة احمد عرابى ولا التطورات الدوليه التى وفرت قوة دفع لانبثاق القوى السياسية .ثورة اكتوبرعام 1917 كان لها قوه دفع قويه والهام لانطلاق الحركه الاشتراكيه، ومصر الفتاه تاثرت بانطلاق الحركه الفاشيه فى ايطاليا فى العشرينات من القرن الماضى .والاخوان كان لهم نصيبهم من الغاء الخلافه على يد مصطفى كمال عام 1924
كانت كل المقدمات جاهزه لتأخذ حركة 23 يوليو مكانها فى التاريخ المصرى والعربى والعالمى .
انجزت الشىء الكثير واخفقت .لكن علينا ان نتذكر انه كما تآمر الغرب الاستعمارى على حركة محمد على واجبروه على الانكفاء الى مصر، تآمر الغرب والقوى الرجعيه العربيه من أجل هزيمه عبد الناصر عام 67 وبالتالى وضعوا حدأ لمشوعه النهضوى .
فى ذكرى الثوره لروح عبد الناصر سلام