في ظل حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية، واستفراد العدو الصهيوني بالشعب العربي الفلسطيني من خلال محاولاته اليومية لتهويد القدس وبناء المزيد من المستوطنات، وتماديه في قمع الاسرى البواسل، وفي ظل واقع عربي متردي ومنقسم ومنشغل بذاته، تقوم بعض الجهات بالدعوة لعقد مؤتمر إنقسامي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول يهدف على – حد زعم المنظمين للمؤتمر – إلى اطلاق حراك شعبي فلسطيني.
كان الاولى بالجهة الداعية للمؤتمر أن تسعى للتنسيق وتوحيد الجهود مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني لاعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني ووقف حالة المحاصصة، والشروع في حوار فلسطيني – فلسطيني، تكون مقدماته وقف حالة الانقسام واحترام دماء الشهداء ومعاناة الاف الاسرى، والعمل على تجاوز استحقاقات اوسلو، والتمسك بالثوابت الوطنية، وليس الدعوة لعقد مؤتمر يزيد من حالة الانقسام، ويسعى لاقصاء فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ويعطي فرصة للعدو الصهيوني للإمعان في قمع الشعب العربي الفلسطيني.
والسؤال المطروح لماذا في اسطنبول في الوقت الذي نرى فيه قيام الحكومة التركية بتعزيز علاقاتها السياسية والاقليمية مع الكيان الصهيوني، وتقوم الدولة التركية بإحتلال أجزاء من أراضي عربية، كيف يمكن لدولة في حلف الناتو أن تحتضن مؤتمراً يهدف إلى تفعيل دور الشعب العربي الفلسطيني لولا أن للمؤتمر اهدافاً، هي في الحد الأدنى، مشبوهة وتكرس الاقصاء والانقسام.
إننا نعلن رفضنا للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يسعى لتكريس صورة الانقسام وضرب المشروع الوطني الفلسطيني، مؤتمر يرفض القائمون عليه رفع شعار مقاطعة العدو الصهيوني. وندعو الشخصيات الوطنية التي تلقت دعوة بعدم المشاركة حتى لا يسجل عليها أنها ساهمت في تكريس الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.
إن المطلوب في هذه اللحظة السياسية الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية هو إعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني برنامج الثوابت الوطنية الفلسطينية، وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية، وإشاعة الحريات العامة التي يقوم طرفا الانقسام بضربها، ورفع شعار أن مواجهة المشروع الصهيوني تتطلب من الجميع الارتقاء الى مستوى تضحيات الشعب العربي الفلسطيني.
عمان في 15/2/2017
الجهات والشخصيات الموقعة على البيان
الحزب الشيوعي الأردني
حزب الوحدة الشعبية
حزب البعث العربي التقدمي
حزب الحركة القومية
