“الأونروا” ودورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين
منذ تأسيس وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 1950م، وهي تتعامل مع قضية اللاجئين من منظور سياسي وليس إنساني، وبالتالي مع مرور السنين على القضية الفلسطينية يلاحظ المتابعين أن دور الأونروا في تراجع وتقليص للخدمات، بدل أن يكون نحو تحسين الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، مما يؤشر على أن هنالك توجه لدى الأونروا لتصفية القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المتواجدين فيها، وذلك ضمن سياسة ممنهجة مع الدول التي من مصلحتها تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء مصطلح لاجئ فلسطيني من القاموس السياسي.
فمن هم اللاجئون الفلسطينيون؟
وفقاً تعريف الأونروا فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران 1946 وحتى أيار 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948.
وتعد الخدمات التي تقدمها الأونروا متاحة لكافة أولئك اللاجئين الذين يقيمون في مناطق عملياتها والذين ينطبق عليهم هذا التعريف والذين هم مسجلون لدى الوكالة وبحاجة إلى المساعدة. كما أن ذرية أولئك اللاجئين الفلسطينيين الأصليين يستحقون أن يتم تسجيلهم في سجلات الوكالة. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن ما يقارب من 5 مليون لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الأونروا.
وأين يعيش اللاجئون الفلسطينيون؟
يعيش ثلث اللاجئون الفلسطينيون المسجلون لدى الأونروا، أو ما يزيد عن 1,4 مليون لاجئ، في 58 مخيم معترف به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ويعيش الثلثان الآخران من اللاجئين الفلسطينيين داخل المدن والقرى وحولها في البلدان المضيفة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وغالباً ما يكون ذلك في المناطق المحيطة بالمخيمات الرسمية.
ما مسؤولية الأونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين؟
تقتصر مسؤولية الأونروا في المخيمات على توفير الخدمات وعلى إدارة منشآتها. والوكالة لا تمتلك أو تدير أو تعمل على حفظ الأمن في المخيمات حيث أن هذه الأمور تقع على عاتق السلطات المضيفة.
وتقوم الأونروا بإدارة مكتب للخدمات في كل مخيم يقوم سكان المخيم بالرجوع إليه لغايات تحديث بياناتهم أو لغايات طرح القضايا التي تخص خدمات الوكالة مع مدير ذلك المكتب الذي يقوم بدوره بإحالة القضايا التي تهم اللاجئين وإحالة التماساتهم إلى إدارة الوكالة في المنطقة التي يقع ذلك المخيم فيها.
وفي الوقت الذي توجد فيه منشآت الوكالة كالمدارس والعيادات الصحية داخل مخيمات اللاجئين، إلا أن هناك عدداً من تلك المنشآت خارج المخيمات، وتعد كافة الخدمات التي تقدمها الوكالة متاحة للاجئين سواء أكانوا من سكان المخيمات أم خارجها.
والسؤال الذين سيبقى دائماً مفتوحاً على مصراعيه: إلى متى ستبقى وكالة الغوث تقلص في خدماتها وهل من الممكن أن نصل اليوم الذي ترفع فيه وكالة الغوث يدها عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ؟؟؟؟