الاردن يحضر أستانا كمراقب!! موقف تكتيكي.. أم تموضع جديد!؟
حركة سياسية واسعة قام بها الأردن خلال الأسابيع الماضية، مباحثات قمة في موسكو، ورحلة إستكشاف إلى واشنطن، تلتها ضربات جوية لمواقع لداعش في الجنوب السوري، ثم نشاهد حضورا مراقبا للأردن في أستانا بدعوة من روسيا، هذا يعني إلتحاق الأردن بالهدنة، ومدخل الحل السياسي بمقاربته الروسية!!
من الواضح أن هذه الخطوات المتتابعة تحتكم لمقاربة جديدة بعد تعرض الأردن لإرتدادات الإرهاب بشكل مباشر على جبهته الداخلية، وصمود العراق وسورية، الأمر الذي دفعه للتفكير بالبحث عن عناصر مواجهة تتجاوز ضرورة تحصين الجبهة الداخلية فقط.
الإرهاب في العراق وسورية يتراجع الآن وينحسر بإتجاه الحدود الأردنية، ومواجهته العسكرية إقليميا ودوليا في الوقت الحالي لا تخرج عن أدوار الموقف العراقي السوري الروسي، كما أن المعادلة الوحيدة المفتوحة للحل السياسي محصورة ببوابة موسكو وترويكتها مع طهران وأنقرة!!
الأردن الذي سيترأس قمة عمان القادمة، يدرك هذه المعادلات، وإثناء رحلة الملك إلى واشنطن شعر بتعويل ترامب على موسكو في الحالة السورية، كما سمع كلاما “مطمئنا” عن تأكيد الولايات المتحدة على “أهمية ومحورية دور الأردن وضرورة دعمة خلال الأعوام المقبلة”، وهذا الموقف يحرر الأردن قليلا من ثقل الضغوطات السعودية وغلوائها، وربما سيدفع السعودية للتقارب مع التموضعات الأردنية المستحدثة!!
أعتقد بأن الوقت الآن لتشجيع هذا التموضع الجديد للأردن، وأن ترافقه خطوات عملية بالدخول بشراكة واضحة لضرب الإرهاب، وتعزيز العلاقة مع العراق ومغادرة مفاهيم الرؤية المذهبية مع بغداد وطهران، وإستغلال ترأس القمة القادمة لفتح الخطوط السياسية مع دمشق تمهيدا لفتح الحدود تجاريا وإنسانيا معها، والتهيئة لعودة سورية لمؤسسات الرسمية العربية على علاتها.. وأن يخرج بيان القمة ليؤكد على ذلك، ويؤسس لفتح الباب أمام الحل السياسي.
ولم يعد هناك مجالا للمناورات في كل هذه العناوين.