آستانا.. آستانا !! / د. موسى العزب
هل من دلالات إيجابية لمؤتمر لم يُعقد في جنيف!؟
كيف أمكن للذكاء الروسي “الحضاري” أن يستحضر “الآستانة ” من عمق التاريخ الثقافي المشرقي، ليضع ملامح الحل لأزمة سورية والإقليم المستعصية!؟
روسيا وإيران بالتنسيق مع سورية، إختاروا العاصمة الجديدة الساحرة لكازاخستان لتكون أولى خطواتهم ” الخاصة” برسم الحل.. يعقد المؤتمر بأكبر الدول الإسلامية مساحةً، ليقولوا بأنه يمكننا البحث عن حل في وسط المسلمين وبدون أمريكا!!
على حدود الصين.. بدون الغرب الكولنيالي وأتباعة من مشايخ النفط الملوث بالدم!!
مؤتمر لتثبيت وترسيم وقف إطلاق النار.. هذا صحيح!!
لكن لماذا تجلس الدولة السورية مع مسلحين إرهابيين . وسورية أرسلت وفدا سياسيا!؟
رئيس الوفد السوري أوضح؛ بأن هؤلاء إرهابيين وتركيا تدعم الإرهاب، ولكننا نجلس معهم على أساس ترسيم وقف العمليات العسكرية وتثبيته دوليا بضمانة الأطراف المعنية، ليس هذا فقط.. يأتي قادة هذه المجموعات التي تطلق النيران على الدولة السورية، ليقولوا أمام العالم بأنهم توقفوا عن تخاريف الثورة التي ستسقط “النزام” بالسلاح، ولم يعد لهم شرعية سياسية أو أخلاقية بحمل السلاح في وجه الدولة!!
الوفد السياسي السوري في آستانا، لم يكن معنيا بوضع خرائط حربية أو تحديد خطوط إشتباك فهذه مهمة العسكر في الميدان، ولكن خبرة الوفد وظفت بالتحديد لصيانة الموقف السوري من الإنزلاق لأي مساومات أو مزاودات سياسية، وليقول لن نقبل بعد اليوم التدخل باشأن السوري الداخلي، ولا التهرب من فرز الإرهاب من غيره.. وبالضبط هذا ما قاموا به ونجحوا في تثبيته!!
هل سيلتزم المسلحون بما تعهدوا به؟ وهل سيرفع المشغلون أيديهم عن الوضع السوري؟
بالتأكيد لا، ولكن سورية بإدارتها الحاذقة بمساعة الذكاء الروسي والخبرة الإيرانية، ألغت كل ما وقع من إتفاقيات سابقة إحتكمت لميزان قوى لم يعد موجودا، وجبّت هلوسات جنيف بمختلف أرقامة، وتخاريف المراحل ” الإنتقالية“!!
إتفاق ثبّت حقيقة الحفاظ على الدولة السورية السيادية الموحدة، وإحترام مؤسساتها وضرورة توجه الجميع حاليا لمحاربة الإرهاب المتمثل بداعش والنصرة ومن يرفض الإتفاق أو يخرقه.. والأهم أن تركيا وقعت على ذلك !!