في مهرجان هبّة نيسان ويوم الأسير: د.سعيد ذياب التحولات الكبرى في حياة الشعوب لا تتم من خلال المناشدات بل من خلال التحرك الشعبي إن الواجب يقتضي جعل قضية الأسرى قضية مركزية وإبقائها حاضرة وفي كافة المحافل ..
بدعوة من حزب الوحدة الشعبية احتشدت في قاعة الرشيد بمجمع النقابات المهنية يوم أمس نخبة من الفعاليات الحزبية والوطنية والثقافية وذلك في مهرجان جماهيري إحياءً لمناسبة ذكرى هبّة نيسان ويوم الأسير الفلسطيني.
الرفاق نيفين الشيخ وقتادة الصعوب أعلنا بدء المهرجان بالطلب من الحضور الكريم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأردن وفلسطين والأمة العربية وكل الشهداء في العالم والذين قضوا في سبيل الحرية والتقدم وتلا ذلك إنشاد موطني وقوفاً.
كلمة الفعاليات الوطنية ألقاها الدكتور رياض النوايسة والذي حيّا فيها أسرى وشهداء الأمة العربية وللمقاومة وروحها، وأضاف:” من المؤكد أن من قاموا على هبّة نيسان كانت تحركهم روح الشهادة”. واستعرض النوايسة أهم مطالب هبّة نيسان حيث قال: “عندما استفحل الفساد وتوغلت القوى الأمنية في المجتمع وتردّى الوضع الاقتصادي وتخلي الدولة عن تحمل مسؤولياتها كان لا بد من صرخة كهبّة نيسان حيث قدّمت مشروعاً تصحيحياً ومن أهم مطالبها: المطالبة بإلغاء الأحكام العرفية وقانون الدفاع ورفع الحصانة عن القرارات المدنية للحكومة ومراجعة الدستور على أن الشعب مصدر السلطات والتصدي لتصاعد المديونية تشكيل حكومة إنقاذ وطني وإلغاء قرار فك الارتباط، التشريع لقانون انتخاب وطني، وغيرها..”
الأستاذ أحمد مرعي نائب رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة تحدث باسم اتحاد النقابات حيث أكد على أن العدو الصهيوني يقوم على سياسة الإحلال، وتابع مرعي:” انه كيان سرطاني يقوم ببلع الأرض والإنسان، ولكن الأسرى يسطرون الانتصار بصمود أمعائهم الخاوية. وتساءل “ألا نحتاج إلى هبة ونحن في حضرة نيسان”؟
وقال مرعي:” في حضرة نيسان نطالب بإطلاق سراح الأسير البطل احمد الدقامسة ، ونطالب بوقف التطبيع وإلغاء اتفاقية الغاز ووادي عربة ونطالب برفع سقف الحريات الذي يكاد يصل الأرض، ونطالب بهبّة تعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، والقطار إلى السكة، هبّةً تعيدنا عرباً..
كلمة حزب الوحدة الشعبية ألقاها الدكتور سعيد ذياب الأمين العام ، أشار إلى أننا نحتفل بذكرى هبّة نيسان.. لأن تلك الهبّة لم تكن حدثاً عادياً بل كانت إيذاناً ببدء مرحلة تم فيها تقويض المرحلة العرفية كسلوك وولوج المرحلة الديمقراطية:
تلك الهبّة كانت الرد الشعبي الأقوى على السياسات الاقتصادية التي احترفت تحميل الفقراء عبء وترف وفساد الفئات البرجوازية.
نحتفل بها لأنها كانت اكبر دليل لكل من لا يريد أن يفهم أن التحولات الكبرى في حياة الشعوب لا تتم من خلال المناشدات بل من خلال التحرك الشعبي الواسع الذي من شأنه فرض أجندته على صناع القرار.
نحتفل بتلك الذكرى لنقول ما أشبه الليلة بالبارحة، في حينها كان هناك عجز كبير في الموازنة _ واليوم كذلك، كانت المديونية تتصاعد كل يوم والآن أكثر،وكان الفساد ينخر عصب الدولة ولا يزال ، كان تحرير الأسعار (والمحروقات بالذات) الحل للازمة في نظر الحكومة واليوم كذلك:
- المشاكل نفسها والحلول ذاتها، سياسات اقتصادية تقود كل يوم إلى مزيد من البطالة والفقر.
- سياسات اقتصادية يتطلب تمريرها مزيدا من التهميش والتضييق على الحريات العامة.
- مزيد من سياسات الاحتواء لمؤسسات المجتمع أي باختصار: (ديمقراطية مفيدة) بقيود العقلية التي خرجت جماهير نيسان ضدها، العقلية الأمنية.
هذه الأيام نحيي الذكرى والأردن عدا عن أزماته الداخلية والاقتصادية والاجتماعية.
فإن النيران تحيط بالأردن من كل الجوانب، نيران الإرهاب نيران التدخل الخارجي في أقطارنا العربية ونيران حروب الإنابة عن الامبريالية الأمريكية.
الأردن بدلاً من النأي بنفسه عن هذه النيران وإقامة السدود الواقية من خلال تعزيز بنيانه الذاتي ووحدته وتماسك مجتمعه فان الحكم آثر السير في درب الأحلاف الدولية _ الإقليمية ذات الهدف غير الواضح.
فماذا يستفيد الأردن من العدوان على الشعب اليمني الشقيق ولماذا يساهم الأردن في جعل جرح اليمن عميقاً؟؟؟؟؟
أعتقد أن الأردن يحسن صنعاً إن أعاد النظر بسياسته الخارجية.
وان يعلن أن الإرهاب هو التحدي الأبرز للأردن.
وأن يقوم الأردن بدور ايجابي لحل سلمي لما تواجهه الأقطار العربية وعدم المشاركة بأي استهداف للدولة الوطنية.
وإن قدرة الأردن على القيام بتلك المهام مرهون بوجود حكومة ذات أفق إصلاحي مقبولة شعبياً ، حكومة بعيدة عن شبهات الفساد وحازمة في محاربته وبرلمان يمثل الشعب.
ويجب أن يستند الإصلاح إلى فلسفة:
- توزيع الصلاحيات.
- فصل السلطات.
- أن لا تجتمع الثروة بالسلطة.
نحيي كذلك يوم الأسير فهو يوم الدماء للصامدين في زنازين العدو، للقابضين على جمر المبادئ نقول لهم: أنتم في وجدان وعقول شعبكم.
يوم نحكي فيه عن صور البطولة والصمود في وجه السجان.
نعلم الأجيال حكاية إرادة الحياة والحرية، حكاية من حوّلوا بصمودهم الأسر إلى مدارس ترفد ساحات الفعل الوطني بالمناضلين.
تمر الذكرى وقوافل الأسرى مستمرة لا يمكن تناسيهم ، والصمود شعارها: نستذكر الشهداء: محمد الخواجا _ إبراهيم الراعي _ ومصطفى عكاوي _ قاسم أبو عكر
وشهداء معركة الأمعاء الخاوية مع السجان على الجعفري _ عبد القادر أبو الفحم واسحق مراغة وعمر القاسم وأبو حمدية.
ذكرى الأسير تمر والاحتلال ماض في ممارساته العنصرية ضد الأسرى والأسيرات لكسر إرادة الصامدين.
إن الواجب يقتضي :
- جعل قضية الأسرى قضية مركزية وإبقائها حاضرة وفي كافة المحافل.
- مراجعة شاملة للمسيرة السابقة.
وإعادة الاعتبار لخيار المقاومة كبديل لنهج المفاوضات العقيمة.
- في يوم الأسير نوجه تحيتنا للرفيقة خالدة جرار القيادية الفلسطينية التي تم توقيفها في الثاني من هذا الشهر ونقول ستبقى خالدة صامدة كزيتون فلسطين المعطاء مهما كان صلف العدو وجبروته.
وقدّم الشاعر صلاح أبو لاوي فقرة شعرية وقرأ مجموعة من قصائده مثل: أسرى، زيت وزعتر، وقصيدة خلقنا لنبقى، حيث قال من قصيدته زيت وزعتر:
تعودتُ
منذ رمتني المصائدُ عن شرفة القمح ِ
خارج قلبيَ
أنْ أستعينَ بهِ
وأقاومَ بالحبِّ هذا الشَرَكْ
وأنْ
– كلَّ شوق ٍ –
أطيلَ الوقوف على حارساتِ فلسطينَ غرب (الكَرَكْ)
فأجْمَعُ ما يتيسّرُ من زعترٍ جبليٍّ
وعينايَ تجمعُ ما ظلَّ في أفْقها
أو هَلَكْ
وفي ختام المهرجان، صدح كمال خليل بباقة من الأغاني الوطنية الملتزمة، ومن الأغاني التي قدمها خليل ومعه عوده:” يطلع النهار، يا راية شعبي المرفوعة، تلوّى يا شعر الحية، دولا دولا”.
حزب الوحدة الشعبية
عمان – الأردن 20/4/2015