تيسير النجار الصحافي والكاتب الذي لا بواكي له
رغم مضي ما يقارب العام على اعتقال الصحفي تيسير النجار في سجون الإمارات العربية المتحدة دون محاكمة، إلا أن التحركات الشعبية والنقابية للمطالبة بالإفراج عنه بقيت خجولة ومتواضعة، في حين بقي الأردن الرسمي –كالعادة- غائباً تماماً عن المشهد ويكتفي بتصريحات ضبابية ومعومة تعكس استخفاف هذه الحكومة بمواطنيها في الخارج ومعاناتهم.
النجار الذي تم اعتقاله من قبل شرطة أبو ظبي بعد أن منعته جهات أمنية من السفر الى عمّان وذلك في الثالث من كانون الأول من العام الماضي، لم يكن يتوقع أن منشوراً كان قد كتبه على الفيسبوك قبل أعوام ينتقد به أداء البعثة الإماراتية في غزة أثناء العدوان الصهيوني عليها، سيودي به إلى غياهب السجون الإماراتية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
التحقيقات مع النجار امتدت لعشرة أشهر، ورغم انتهاء التحقيق وعدم ثبوت أي تهمة عليه إلا أن الزميل تيسير النجار لم يتم تحويله الى المحكمة حتى اللحظة وفق ما صرحت الإعلامية أحكام الداجني لـ نداء الوطن.
تحركات خجولة
تيسير النجار عضو رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين، لم يجد من هاتين المؤسستين أي تضامن جدي على الأرض، حيث اكتفت كلتاهما ببيانات خجولة تطالب السلطات الإماراتية سرعة الإفراج عنه.
ويعتبر الكاتب والصحفي راكان السعايدة أن نقابة الصحفيين، مع الأسف الشديد، فاقدة لكل أدوات الضغط اللازمة للتحرك في مثل هذه القضايا، ولذلك لم تستطع أن تساعد في تأمين الإفراج عن الزميل تيسير أو أقله الضغط لمباشرة محاكمته وعدم توقيفه كل هذه المدة التي قاربت العام دون محاكمة.. والأكثر ازعاجا أنها لا تملك معلومات عن طبيعة القضية التي لا نعرف على وجه الدقة ماهيتها.
ويرى السعايدة في حديث لـ نداء الوطن أن الدور المطلوب من النقابة ليس فقط الوقفات التضامنية والاحتجاجية، وإنما العمل النشط في الكواليس مع السفارة الإماراتية ومع الخارجية والحكومة والديوان الملكي، وفي الإمارات عبر جمعية الصحافة هناك.. فالمسألة –وفق السعايدة- ليس أن تطلب على استحياء بل ان تطلب وبقوة حسم هذه القضية وان يكون لديك برنامج عمل تصاعدي يؤكد جديتك وإصرارك على إنهاء القضية.
وتتفق الإعلامية أحكام الدجاني وصديقة عائلة تيسير النجار، فيما ذهب إليه الأستاذ السعايدة، حيث ترى أن تحركات نقابة الصحافيين ورابطة الكتاب تتم دون ضغط حقيقي أو تصعيد جدي. فهناك “برود” بالتعامل مع قضية الصحافي والكاتب، فمثلا تم منع زيارة وفد من رابطة الكتاب وهكذا ينتهي الموضوع “حاولنا وتم منعنا”.
وتضيف الدجاني أن وقفتين احتجاجيتين من قبل نقابة الصحافيين ليستا كافيتين، كما أن المتابعة الإعلامية تنتج من خلال نشاط زوجته وأسرته واتصالاتهم لتبقى قضية تيسير موجودة، وليس من قبل النقابة أو زملائه الصحفيين والكتاب!!
وتشير الصحافية الدجاني إلى أن وزارة الخارجية –الجهة الرسمية المسؤولة عن متابعة قضية تيسير النجار- تكتفي من جهتها بإرسال تطمينات لعائلة النجار بأنها “تتابع” القضية مع المسؤولين في الإمارات. ولكن هذه “المتابعة” لم تحقق أي تقدم في قضية النجار: تتابع .. تسأل، ولكن دون أي ضغط أو إلحاح بحق هذا المواطن الاردني الذي هو من مسؤولية الخارجية.
فالقنصل الأردني في الإمارات بإمكانه –وفق الصحافية أحكام الدجاني- الزيارة والاطمئنان على حال المواطن كما نصت عليه المواثيق الدولية.
غياب التفاعل الشعبي
التحركات الرسمية والنقابية الخجولة في قضية تيسير النجار، قابلها غياب رد الفعل الشعبي، ولم تتحول قضية النجار إلى قضية شعبية على الرغم من مضي ما يقارب العام عليها، وعلى الرغم من مناشدات زوجته وأطفاله.
ويلفت الكاتب راكان السعايدة إلى أن عدم وضوح طبيعة القضية لعب دوراً كبيراً في عدم خلق رأي عام شعبي حول قضية تيسير النجار، كما أن الحكومة الأردنية ليست معنية بخلق أزمة مع الإمارات لحسابات سياسية واقتصادية، بما في ذلك مسألة العمالة الأردنية هناك والتي ربما ساهمت في تراخي الرأي العام هنا.
فيما تشير الدجاني وهي الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي (كل ليلة من التاسعة حتى العاشرة مساء) على هاشتاق #الحرية_لتيسير_سلمان كما اسمه بالهوية، و #الحرية_لتيسير_النجار كما هو معروف بالوسط الصحافي. وهو تغريد انساني يتم من خلاله المطالبة بالإفراج عن تيسير وعودته لعائلته خصوصا لوالدته والتي تجاوز عمرها ال 82 عاماً وتعاني من المرض، وأبنائه وخصوصاً ابنه يوسف ابن الستة أعوام ولا يعرف ما معنى الاعتقال ولكنه أدرك تماما معنى غياب أبيه، وفق الدجاني.
ومن الجدير بالذكر أن تيسير النجار عمل في الصفحات الثقافية لعدة صحف أردنية، وله عدة ابحاث ودراسات وكتب كان اخرها( انثى عذراء كل يوم ) خصصه لمدينة عمان.
وقبل اعتقاله كان الزميل النجار يعمل في الإمارات في مؤسسة تدعى الجواء للثقافة والاعلام.