قراءة في مبادرة رمضان شلح والنقاط العشر
طرح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مبادرة من أجل المساهمة في الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن تتكون من عشر نقاط. وتطالب هذه المبادرة أولاً الرئيس محمود عباس إلغاء اتفاق أوسلو من الجانب الفلسطيني وكأن هذا الرئيس الذي لا يملك حرية خروجه من رام الله إلى قرية مجاورة لها، يمتلك حرية إلغاء اتفاق أوسلو.
من ناحية نظرية مطلب صحيح، ولكن ليس من الرجل الصحيح. إن المقاومة المسلحة هي الوحيدة القادرة على إلغاء اتفاق أوسلو.
وأما ثانياً، فتطالب أن تعلن منظمة التحرير سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، وهذا أيضاً مطلب عادل، ولكن يعود في ثالثاً ليطالب بإعادة بناء منظمة التحرير لتصبج هي الإطار الوطني الجامع لأن المنظمة الحالية لا تمثل الشعب الفلسطيني، نعم المنظمة التي تعترف بشرعية الكيان الصهيوني على أرض فلسطين لا يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تكون الإطار الجامع الذي يضم ويمثل كل قوى وأبناء الشعب الفلسطيني، وإن منظمة التحرير الحالية تم تفريغها من مضمونها الحقيقي وتغيير ميثاقها الوطني، وبالتالي أصبحت تتلائم مع ما تتطلبه مرحلة تصفية القضية الفلسطينية والرئيس الذي يقود هذا الإطار الفاسد لم يعد يجدي الحوار معه لأنه رأس الفساد في المنظمة والسلطة، ونحن فعلاً بحاجة إلى منظمة التحرير الفلسطينية الخالية من الفاسدين والمنحرفين عن خطها التحرري، مما يتطلب إعادة بنائها من جديد.
وتتضمن المبادرة رابعاً اعتبار المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني من الاحتلال وأن المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة لها الأولوية، نعم ومن يقول غير ذلك هو واهم بأن الوعد بإقامة دولة فلسطينية مستقلة يتم عبر نفق الصهيونية التي اغتصبت فلسطين، وأن الذين أصبح خيارهم الاستراتيجي هو “الاستسلام” للعدو الصهيوني لا يمكن أن يتحولوا إلى المقاومة، بعد أن أصبحت مصالحهم مرتبطة بالاعتراف بالكيان الصهيوني، ولذلك فهم لا يمكن أن ينهوا الانقسام.
خامساً لأن الوحدة الوطنية لا تقوم على الاستسلام بل على برنامج المقاومة، ومن هنا فإن المطلوب هو إسقاط السلطة المستسلمة وليس ضمها إلى الوحدة الوطنية لأنها لم تعد سلطة وطنية بل لم تكن أصلاً سلطة وطنية لأنها لم تقم على مبدأ التحرير، وبالتالي كيف سادساً تصيغ برنامج وطني مشترك وسابعاً كيف الخروج من حالة اختزال فلسطين في الضفة والقطاع بينما تنازلت المنظمة عن أرض فلسطين المحتلة عام (1948) وعن شعبنا فيها وثامناً أي أطراف عربية وإسلامية تلك التي ستتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية وهي التي لا تستطيع تحمل مسؤولية شعوبها التي تتصارع فيما بينهما صراعاً طائفياً هداماً؟
ويطالب تاسعاً أن تقوم قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمي بملاحقة دولة الكيان وقادتها أمام المحكمة الجنائية ولا أدري عن أي منظمة تحرير يتحدث، هل هي المنظمة التي تعترف بالكيان الصهيوني والتي تنسق أمنياً لإلقاء القبض على رجال المقاومة وتعتبرهم مجرمي حرب وليس قادة الاحتلال هم المجرمون، أم المنظمة الجديدة بعد إعادة البناء.
أما عاشراً فيدعو إلى إطلاق حوار وطني شامل وهنا أسجل أن كل فصيل يعتبر نفسه هو الأفضل وهو الذي يحق له أن يكون القائد وبهذا النفس الفصائلي لا يمكن أن ينجح حوار للوصول إلى الوحدة الوطنية الخالية من عناصر الاستسلام وإن كنت غير متفائل بنجاح المبادرة فإني مؤمن ومتفائل بنجاح المقاومة بكل أشكالها ضد العدو الصهيوني وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي هي الطريق لتحرير فلسطين كامل فلسطين من النهر إلى البحر.