الرأي العام في الأردن.. كيف يتشكل؟
حمل العام 2016 العديد من القضايا المهمة والمؤثرة على الساحة الأردنية والتي كان لها أثر واضح في إثارة الرأي العام، إلا أن شهر أيلول كان أكثرها إثارة وتحريكاً للآراء ووجهات النظر وحتى كان له أثره الواضح في الكشف عن عقليات بعض الأفراد في المجتمع الذين يملكون نزعات متطرفة فكرية نحو العديد من القضايا.
الرأي العام في الأردن يمكنك معرفته أو قياسه بشكل بسيط جداً من خلال عمل جولة قصيرة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أكثر المواضيع التي تشغل الرأي العام وثير أشجانه تلك القضايا التي لا تملك محتوى مهم أو جاد أو مؤثر على الصعيد العام، فتوقيع الأردن اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني لم يلقى الصدى الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك كان له تأثيره القوي جداً على الأرض وفي الحراك الشعبي، أيضاً الانتخابات، كانت النظرة العامة وهي عدم المشاركة واضحة جداً من خلال العديد من الفيديوهات التي انتشرت على منصات الإعلام المجتمعي مؤكدة عن وجود للمال السياسي وتحديداً لبعض المرشحين الذين أصبحوا نواباً في المجلس الثامن عشر مما أعطى صبغة عامة للرأي العام في الأردن وهي الصورة السلبية من المشاركة في الانتخابات.
ومن أشكال الرأي العام التي لوحظت مؤخراً في الأردن وهي “الرأي العام التحصيلي” والذي كان واضحاً في تحرك الأفكار والأصوات لتحسين وتطوير المناهج التعليمية، ولكن كان هناك فجوة وانقسام واضح بين مؤيد ومعارض للمناهج الجديدة التي صبغت بصبغة مدنية مبالغ بها داخل دولة مثل الأردن يحكمها دين إسلامي واضح، فالقائمون على تحديث المناهج بالغوا جداً في التحديث والتطوير ووصل الأمر إلى حتى تبديل الأسماء من عربية إلى أسماء ليس لها صبغة واضحة، هذا الجدل كان واضحاً جداً على مواقع التواصل وهذا ما جعل قضية المناهج التعليمية موجودة في الشارع الأردني من شماله إلى جنوبه، فتنظيم الوقفات والمظاهرات كان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال التجمهر على صفحة معينة لإنشاء وقفة حقيقة على الشارع بعيداً عن العالم الافتراضي.
الرأي العام في الأردن يتشكل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هذه حقيقة لا تحتاج للكثير من الدراسات ولا لفلاسفة القرن الجديد، فالتكنولوجيا الحديثة أصبحت الوسيلة الوحيدة التي تشارك المجتمع بأدق تفاصيله، مجهر لتكبير كل صغير.. ومنظار كبير لتحجيم كل ما هو كبير، وذلك كله أيديولوجيا يحركها البعض وينقاد خلفها البعض الآخر.