ثقافة وأدب

غربة

عارٍ
باردٌ كالنسيانْ، وحدكَ..
هذا الهواءُ يدخلُ رئتيكَ كانتقالِ الذاكرة بين الصور، تُثقِلكَ بهذا الكم الموجعِ من الألوان..
وحدكَ
عارٍ
كما تجلّي الأشياءِ سراباً أو لا شىء، تفقدُ كينونتها في زمنٍ هلاميّ لا تدركُهُ، ويعيشكَ..
هذا الجزءُ الفاصلُ بين ما أنتَ عليه الآن وما تدركهُ عن نفسكَ هو خارجُ هذا الزمنِ المحسوسِ لدى غيركَ، لا تستطيع أن تعدّه او حتى التحكّم بما تفعله حواسكَ تجاه ما يستفزّها..
ولا تُستفزّ كونكَ خارجَه..
تعيه كما أنتَ.. عارٍ عن كل ما لديكَ وما يعنيكَ، عارٍ عن وجودكَ ..كصدفةٍ هربت لتوها من البحر لا تدرك ماهية الحياة بعد ذاك العالم الكامل..
في منتصفِ التكوينِ الزمني لما سيأتي.. فراغٌ فاصلٌ بين حياتينِ، وجدتَ..
وتقاومُ ملءَ وعيكَ ولن تخرج الى وقتكَ كما اعتدتَ حين القيلولة في زمن الأرصفة السابقة..
قليلاً ..قليلاً
ستتماهى الذّرات الفاصلةُ بين تكوينينِ، وتتشكّل النّواة الأولى للخلق الحكيم الباهتِ
لا تجلس على كرسيّ خشبيّ وتشربُ قهوتكَ؛ لتروي ليديك ما ارتكبتْ من حماقاتٍ خلال شهرين !
كل ما عليكَ فعلهُ، هو أن لا تتذكّر عن قصد..
لا تفتعل ذاكرة تنفعل لوحدها كلّما مرّ الوقت، واقتربتَ من وقتكَ..
فقط امضِ
واقترب..
ودع الطريق تروي ليديكَ ما شاءت سماعهُ..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى