أردوغان .. “يا كايدهم” / د.فاخر دعاس
حجم حالة الاستقطاب التي تشهدها شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، كردة فعل على الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا هي حالة غير مسبوقة. فيكفي أن يكتب أحدهم كلمة أردوغان أو تركيا على أي منشور له ليجد عشرات وأحياناً مئات التعليقات من شتائم ومديح. وتناثرث “البلوكات” على الفيسبوك يميناً ويساراً، حيث ضاق الجميع عن تحمّل وجهات نظر الآخرين، على اعتبار أن “هذه ليس وجهة نظر، بل خيانة للمبادىء ووو .. إلخ”.
نسي الفرحون بالانقلاب أو تناسوا أن الانقلابيين لم يقوموا بتحركهم هذا دعماً لسورية أو رفضاً لعودة العلاقات الأردوغانية – الصهيونية، أو استنكاراً لاستمرار تركيا في حلف الناتو والخضوع للإرادة الأمريكية في المنطقة. فالعسكر التركي هم الأقرب للأمريكان، وهم أبعد ما يكونون عن تطلعات العرب وآمالهم.
كما نسي المهلّلون للعودة “الميمونة” لـ “أسد السنة” و”خليفة الإسلام”، كما يحلو لبعض العرب تسمية أردوغان، أن الانقلابيين لم يقدموا على خطوة الانقلاب منعاً لإقامة دولة الإسلام التي كان ينوي أردوغان إعلانها، فالدعارة –على سبيل المثال-، ارتفعت في عهد أردوغان لأرقام فلكية، وأصبح هنالك 300 ألف فتاة تعمل في الدعارة، وفق موقع “رصيف 22” الإلكتروني القريب من جماعة الإخوان المسلمين. كما تم في عهد “الطيب أردوغان” افتتاح أول شاطىء للعراة.
لقد وصل الأمر بأحد طلبة الجامعات الأردنية أن كتب منشوراً على الفيسبوك يتعهد فيه بعدم التنسيق في أي عمل طلابي مع أي طالب يؤيد الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا. أي أن هذا الطالب سيقوم بتصوير الدوسيات فقط للطلبة المؤيدين لأردوغان، وقد يقوم بالدعوة للاعتصام احتجاجاً على رفع الرسوم ومنع مشاركة المؤيدين للانقلاب في تركيا من المشاركة فيه، بحكم أن رفع الرسوم الجامعية سيقتصر على “مريدي” أردوغان دون غيرهم.
بعيداً عن كل هذه الأحداث والضوضاء الفيسبوكية، تواصل الحكومة الأردنية اجتماعاتها للمزيد من رفع الأسعار تنفيذاً لاتفاقيتها مع صندوق النقد الدولي، فيما لا يزال الرفيق بلال الكايد مضرباً عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني رفضاً للاعتقال الإداري. ودمتم للوطن.