إربد بين مطرقة الانتخابات وسندان النواب/ بقلم: محمود عساف
بعد إقرار قانون الانتخابات الجديد لهذا العام 2016م ، وبالرغم أن هذا القانون لم يتجاوز قانون الصوت الواحد في المضمون وغابت عنه العدالة في توزيع المقاعد الانتخابية بين دوائر المملكة، إضافة إلى إقرار القائمة المفتوحة وإلغاء قائمة الوطن، إلا أن التحرك في محافظة إربد من بعض النواب الحاليين ومن ترشح سابقاً في دورات سابقة ومن البعض الذين يظهرون نيّة الترشح، قد بدأ في الظهور على الساحة الانتخابية في إربد. ولا سيما بعد تقسيم إربد إلى أربعة دوائر انتخابية بعد الدمج للألوية في إربد كالتالي:
أولاً: دمج لواء الوسطية بلواء قصبة اربد في دائرة واحدة ولها6 مقاعد نيابية.
ثانياً: دمج لواء بني كنانة مع لواء الرمثا بدائرة واحدة ولها ثانياً: دمج لواء بني كنانة مع لواء الرمثا بدائرة واحدة ولها 5 مقاعد نيابية.
ثالثاً: دمج لواء بني عبيد بلواء المزار الشمالي بدائرة واحدة ولها 4 مقاعد نيابية.
رابعاً: دمج لواء الكورة بلواء الأغوار الشمالية بدائرة واحدة ولها 4 مقاعد.
وبهذا يكون لمحافظة إربد19 مقعد نيابي.
والخارطة الانتخابية في إربد لا تتجاوز ثلاثة محاور رئيسية في عملية الانتخابات:
أولاً: العشائرية تلعب دوراً كبيراً في الترشيح والثقل الانتخابي خاصة إذا ما حاز المرشح إجماع العشيرة، على الرغم أن الأمر لا يخلو من تفتيت للأصوات في العشيرة حال ترشح أكثر من مرشح في العشيرة الواحدة.
ثانياً: المال السياسي وينتشر في المناطق الأكثر فقراً، حيث ينشط المرشحون ذوو رأس المال في التغلغل في هذه المناطق.
ثالثاً: التحالفات بين بعض المرشحين ومن يدعمهم.
ومن الملاحظ غياب المرشحين الحزبيين عن الساحة الانتخابية حتى الآن وإن تواجدوا لا يكون لهم نصيب كبير في الفوز بناء على البرامج التي يقدمونها والتي تقوم على رؤية واضحة لخدمة المجتمع، إلا أن غياب الثقافة الحزبية والتخوف من الأحزاب لدى المواطنين العاديين يضعف من حضور قوي للأحزاب، إضافة إلى عدم وجود تحالف قوي بين معظم الأحزاب في العملية الانتخابية.
أما بخصوص المرأة وخوضها الانتخابات في محافظة إربد، فللأسف الشديد، المرأة غير حاضرة بقوة في العملية الانتخابية في إربد وهذا ينطلق من مفاهيم اجتماعية مغلوطة يمارس الرجل سلطته حتى بالتحكم لمن تدلي بصوتها، إضافة إلى ابتعاد المرأة عن واقع المجتمع المحلي كناشطة مما ينعكس على من تترشح في قلة الأصوات التي يمكن أن تحصل عليها وضعف فرصتها بالفوز حتى من قبل نفس جنسها.
ثم أن الشباب وخاصة الجامعي ومن يحق لهم الانتخاب ليس له دور فاعل في عملية التغيير المراد لها لكي تفرز نائباً حقيقياً يتعاطى مع مجتمعه المدني والسياسي ضمن المصلحة العامة، وهذا مرده إلى ضعف إقبال الشباب عن الحياة الحزبية، وكذلك غياب الدور الثقافي عنهم في كيفية التعاطي في إدلاء الصوت ومن يستحقه.
الانتخابات النيابية القادمة على الأبواب، وبدأت في محافظة إربد التحركات وما يسمى بعملية جس النبض في الترشح من القدامى أو من ينوي الترشح وبدأ الشارع الإربدي ينظر إلى الانتخابات نظرة سلبية نحو الانتخابات القادمة نتيجة سياسات مجلس النواب الحالي وإقراره لعدة قوانين وتشريعات ليست في مصلحة المواطن عداك عن موافقته على رفع الأسعار، وكذلك مطالبة الكثير من النواب الحاليين بزيادة رواتبهم، فالمواطن الإربدي يرى أن المجلس الحالي قد تحالف مع الحكومة ضد المواطن ولم يعمل شيئا للمواطن.
ويبقى التساؤل هل الانتخابات القادمة ستفرز نواباً على قدر المسؤولية تجاه قضايا الوطن والمواطن؟ وهل الناخبون سيعون الدرس جيداً في عملية الإدلاء بالصوت لمن يستحقه؟