ثقافة وأدب
أعطهِ النّايَ/ بقلم: رامي ياسين
يبعثُكَ حيّاً..
تشتاقُها ولا تدري لمَ كلّ هذا الحزنِ الشجيّ الصّامتِ في صراخِ روحكَ..
يبعثُكَ حيّاً كما تشتهي: ولادةً أُخرى تدهِشُكَ دهشَتكَ من الاشياءِ التي تعرفها..
ويبقى حزنٌ غريبٌ لا تعرفُه..
وتشتاقُها..
كلّما مرّت دقيقةُ ضجرٍ بقربكَ تتحرّشُ بأعصابِكَ الباردةِ ولا تنتهزُها لتضجرَ كما ينبغي؛ تبقى ميّتاً كما أنتَ أو كما تصفُ نفسكَ للآخرين، تفكّرُ بهذا الصوتِ الذي يبعثُكَ حيّاً.
وتشتاقُها..
حينَ تتنفس، تأكل، تنهمك بالعمل، تنام بدون رغبة، تستهلك كلّ ما أوتي من وقتٍ أمامكَ ترفضهُ؛ يتسلل إليكَ هذا الصوتُ الشجيّ: يبعثكَ حيّاً..
وتشتاقُها..
يعيش كلّ هذا في لحظتين اثنتين قبلَ أن يغفو على أنغامِ موسيقاه المفضّلة..
أعطهِ النّاي يا من تملكهُ..
ودَعْهُ .. يغنّي !