نداؤنا

أيام على السابع من أكتوبر

أيام ونكون أمام عامين من الحرب الإجرامية، حرب الإبادة التي يقوم بها كيان الصهاينة العنصري ضد أهل غزة. قتل وتدمير كل أشكال العمران والتجويع، لكن لم يتحرك العالم لوقف هذه الإبادة.

ما هو معروف ومألوف أن العالم والدول الكبرى والأمم المتحدة تتحرك أمام الأزمات والحروب لوقف ونزع فتيل الحرب تحت حجة وذريعة منع تطور هذه الأزمة إلى حرب إقليمية، يكون تداعياتها على السلم العالمي كبيرًا.

لكن أمام حالة التخاذل الرسمي العربي والإسلامي فإن الأمريكي والإسرائيلي وجدا نفسيهما طليقَي اليدين دون أدنى قلق من إمكانية توسع الحرب.

هذا التخاذل بقدر ما يعكس عدم قيام هذه الأنظمة بمسؤوليتها وواجبها بالدفاع عن الأشقاء، فإن هذا التخاذل يتحمل مسؤولية إطالة الحرب الإجرامية وإطالة الفرصة لماكنة الحرب بالاستمرار في الإبادة والمضي قدمًا في الأحلام الاستعمارية بتهجير الغزيين وإقامة المشاريع السياحية والاستيطان الصهيوني فيها.

الجريمة العربية مزدوجة، فالصمت شجع العدو.

لم يرفض وعد بلفور إلا المناهضون للاستعمار والذين يدعمون حق تقرير المصير، ولم يقف مع فلسطين ويرفض التقسيم إلا من تمسكوا بالعدالة.

واليوم غزة، بلحم أبنائها ودماء أطفالها، تقسم العالم: إما أن تكون إنسانًا وتنتصر للإنسانية، أو أن تكون متوحشًا ومجرمًا وتصطف مع الصهيونية وكيانها المجرم.

لقد تحولت الاعتبارات الجيوسياسية فوق الإنسانية والعدالة والقانون الدولي، وبات قانون الغاب سيد الموقف، وأصبحت قيم الحق والعدالة والأخلاق والمبادئ شيئًا من الماضي.

ما يعتمل داخل العالم هو الذي سيشق طريقه نحو عالم جديد، وإلا كيف نفسر موقف العرب والمسلمين في قمتهم التي لم تجرؤ على أخذ موقف عملي، وها هي إسبانيا تعمل على فتح تحقيق في الجرائم الصهيونية.

عندما تخلّينا عن قيمنا وأخلاقنا وغرقنا في تفاهة الثقافة الاستهلاكية ضاعت إنسانيتنا، وأصبحنا أسرى غرائزنا.

هناك أحداث كاشفة للأقنعة والصور الزائفة، وها هي غزة تكشف الأقنعة وتظهر المواقف كما هي بدون أي قناع.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى