هل ما زلنا بحاجة إلى درس في التخريب؟

لم أجد مقولة تلائم هذا الواقع الذي نعيشه إلا ما قاله مظفر النواب (هذه الأمة لا بد لها أن تأخذ درسًا في التخريب).
أمة يتم استهدافها من قبل “اسرائيل” ففي هذا اليوم يتم قصف سوريا ولبنان وتونس وغزة والضفة وأخيرًا وليس آخراً قطر بقصد اغتيال قادة حماس، كل هذه الدول يتم قصفها من قبل “اسرائيل” دون رد فعل.
الأنظمة العربية وما تعانيه من فقدان للإحساس وفقدان للحس بالمسؤولية تثير الحيرة، كيف لنا أن نفهم خروج مئات الألاف في معظم العواصم العالمية انتصارا لفلسطين ورفضًا لحرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بينما مدننا وعواصمنا يسودها صمت مذهل، بل وصل الأمر أن يفتخر حكامها أنهم نجحوا في لجم شعوبهم، وبالتالي تم تحويلهم إلى كيانات صماء لا تدرك ما يجري حولها.
ما الذي سيحرك هذه الأمة؟، هل سيحركها المزيد من الكوارث والنكبات؟ أليس ما حصل لها أكثر من كاف ليحرك فيها المسؤولية الوطنية والقومية؟
نتنياهو يتنمر على الجميع ويسعى لخلق وتحقيق انتصارات على حساب بلادتنا وخنوعنا، رغم امتلاكنا كل عناصر القوة للمواجهة، ما ينقصنا هو إرادة القتال!! ووعينا لواقعنا.
هل بالإمكان التخلص من جهلنا ولغونا ونحن نتهرب من الاعتراف بواقعنا المزري الذي يلفنا ونعيش فيه ؟!!
هذا الغرب الذي يفرض هيمنته علينا لم يدخل عصر التنوير والنهضة وامتلاك القوة إلا بعد اعترافه بجهله، بحيث شكل هذا الاعتراف مدخلاً لطرح الأسئلة الصحيحة، وتجاوز الجهل والأجوبة الجاهزة وفتح أبواب المعرفة على مصاريعها.
أسلوب الاستعراض والعنجهية “الاسرائيلية” كفيلة بتحريك دكة غسل الموتي، إلا أنظمتنا!!!!
هل يأتي زمن يدرك فيه المطبعون بأن التطبيع ولهاثهم وراء “اسرائيل” لن ينفعهم ولن يفيدهم في حمايتهم من أهداف “اسرائيل” ومشاريعها؟، كيف لنا أن نصدق كل هذا الغدر والخداع وهذا الكذب باسم السلام؟
هل من صحوة بعد هذه الكبوات؟