رحيل الابنودي.. بلبل مصر المغرد بالشعر الشعبي
رحل بلبل الشعر الشعبي المصري المغرد عبدالرحمن الابنودي, وفقدت القصيدة العامية العربية ابرز نجومها واعلامها الكبار من خلفاء صلاح جاهين وفؤاد حداد واحمد فؤاد نجم.
ففي القاهرة لفظ شاعر العامية المصرية المبدع عبد الرحمن الأبنودي اخر انفاسه امس الاول, بعد صراع طويل مع المرض.
عُرف الراحل الأبنودي بشعره الحميم الذي واكب الثورات المصرية الثلاث في 23 يوليو و25 يناير و30 يونيو، كما عرف بموقفه الداعم للشعب الفلسطيني وايمانه العميق بالقومية العربية وبزعيهما الخالد جمال عبد الناصر.
ولد الأبنودي عام 1939 في قرية أبنود بمحافظة قنا في الصعيد المصري، وتزوج للمرة الثانية من المذيعة المصرية المعروفة نهال كمال وانجب منها ابنتين هما آية ونور.
اشتهر بعمله الأهم، وهو السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد، ومن ابرز كتبه كتاب “أيامي الحلوة” في حين ان ابرز ما كتب عنه كتاب “الخال” بقلم الصحفي محمد توفيق الذي تناول فيه سيرة الأبنودي الذاتية.
كتب الأبنودي العديد من الأغاني العذبة والمؤثرة أشهرها :عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوى، يمّا يا هوايا يمّا، مال علي مال، عيون القلب، قصص الحب الجميلة، آه يا اسمراني اللون، قالى الوداع، أغانى فيلم شيء من الخوف، ساعات ساعات، طبعًا أحباب، قبل النهاردة، شباكين على النيل عنيكي،: جايي من بيروت، بهواكي يا مصر، شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني، من حبك مش بريء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، يا رمان.
وقد حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية (المصرية) عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014.
موال لجمال
ورغم دخوله السجن في اوائل عهد ثورة 23 يوليو بتهمة الانتماء للشيوعية, الا انه احب الرئيس جمال عبدالناصر وايده وتغنى به وبانجازاته الوطنية والقومية الكبرى, وفيما يلي احدى قصائده الجميلة في عشق عبدالناصر بعد رحيله بعنوان “موال لجمال”..
وألْف رحمة على اللى لِسَّه «قُلْنا وقال».
اللى مَضَى وذمِّته.. مَثَل جميل.. يتقال.
“ما هى نادْرة فى مصر حاكم.. يطلع ابن حلال”
حاكم.. يِدادى الجميع.. ويبوسْ رقيق الحال.
وده عِشْقِتُه: فلاحين.. طلَبة.. جنود.. عُمّال.
وخاض معارك جِسام.. مين طلّع الاحتلال..؟
مين اللى صحَّى الشعوب.. تكسَّر الأغلال؟
ويْبُخُّوا أكاذيب فى سيرتُه يسمِّموا الأجيال.
من بعد ما شفنا غيرُه.. فهمنا عهد جمال.
ياما انتصر.. ياما حَرَنِ المُهْر بالخيَّال.
هل كان وجوُده العظيم.. حقيقة والاّ خَيَال؟
أسطورَة حيَّة.. ما زالت عاصْية ع الموّال!!
أبو النضال.. بانى سَدّ العزّه فى أسوان.
اللى استردّ الكنال فى خُطبه.. م البريطان.
لكلّ خطوة تمَنْ.. ولكلّ فجر أدان
ولِسَّه صُوتُه الجميل… بِيدوّى فى الميْدان.
حارب.. وصنّع بلاده.. بَقى لْها صُوت.. وكيان.
وزّع على الفلاحين.. دوَّقْهُم الفَدَّان.
وقالْ لُهم: «حقُّكُم.. لا مِنَّه ولا إحسان».
وزرعْها منارات ثقافة.. تضوِّى للإنسان.
مِش تِطْفِى عقْلُه.. وتملاه عَنْكَبَة ودُخَّان.
قال: «الوطن للجميع.. والدين للدَّيان».
مش قام عَرَضْ أمِّتُه ع الدنيا فى الدكّان.
لأ.. مات فداها وْما زالت تذكره للآن..
للآن.. وبكره.. وبعدُه.. (وردة الأوطان).
ياه.. ع الزمن.. كنّا فين وبقينا فين قوللّى:
صوت مصر ليه انطفى.. وطفانا جنبُه.. يا خال!