مفارقات عربية عديدة

بعكس كل شعوب الارض في هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء يتم محاسبة من يضع الكوفية الفلسطينية أو العلم الفلسطيني أو يكتب شيء عن معاناة أهل غزة، بينما مئات الألاف تخرج في العواصم العالمية تضامنا مع فلسطين ويصرون على إظهار وتظهير هويتها.
في معظم أرجاء المعمورة يتحدثون عن مظلومية الشعب الفلسطيني والصورة الإجرامية الاسرائيلية إلا في وطننا العربي يحرص الحكام والأنظمة على تحميل الضحية والمقاومة مسؤولية المعاناة الفلسطينية متماهين مع الموقف الاسرائيلي.
في الوقت الذي بدأت شعوب العالم ونخبة السياسية والعلمية وطلاب الجامعات، تقر بحق الفلسطينيين بحمل السلاح والمقاومة والوقوف في وجه الجبروت والصلف الاسرائيلي، فإن الأنظمة وبعض النخب الفاسدة تتشارك والاسرائيلي بمطالبة المقاومة في غزة وفي لبنان تسليم سلاحها وبالتالي استسلامها للعدو وهيمنته على الوطن العربي.
لم أسمع يوما أن شعبا أرضه محتلة سلم سلاحه لعدوه ولم تكن النتيجة سوى الاستكانة والذل.
في غير دولنا وغير أوطاننا بدأت النخب والمثقفين تتحدث عن الجريمة التي ارتكبتها بريطانيا ضد الفلسطينيين، عندما أعطت وعدها ورعت المشروع الصهيوني، بينما النخب العربية تحجم عن القيام بدورها إما صمتا أو أن تقول الباطل، إلا القلة التي لا تزال تمسك بجمر الواجب وتعمل على توعية الجماهير واستنهاضها.
مرحلة قاسية وصعبة كشرت فيها كل القوى المعادية عن أنيابها لأنها ترى فيها فرصتها لتمزيق شمل الأمة وليس لنا من خيار سوى قلع أنياب الأعداء، لأنها معركة وجود ولا شيء غير ذلك.