عمان بين مشهدين

مشهد عمان الليلة والألاف الذين خرجوا يهتفون لغزة (سامحينا يا غزة)، انطلقوا من حي الطفايلة، هذا الحي الذي طالما كان طليعة المنتصرين لغزة والداعمين لها، وفي طليعة المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي.
هذا الحراك الذي انطلق رغم المنع المتكرر لكل أشكال التظاهر منذ أكثر من شهرين من قبل محافظ العاصمة!!.
المشهد الأخر في المدرج الروماني مع نجوى كرم، وجمهورها الذي تمايل طربًا مستجيبًا لطلباتها (خلو الحزن وراكم).
ترى هل بإمكاننا صم الأذان عن أنين الجياع في غزة؟ هل ممكن غض البصر عن رؤية الأطفال الباحثين عن ملجأ آمن؟ حيث تلاحقهم الغربان الصهيونية.
لنعترف صراحة ما كان لهذه الإبادة أن تستمر وهذا الصلف الصهيوني لولا التخاذل والصمت العربي.
ما كان لنتنياهو أن يتباهى بغطرسته لولا أننا أضعنا بوصلتنا ولم نعرف عدونا ومن أين تأتينا الأخطار والعواصف.
وإلا كيف تفسرون الفزعات العشائرية والطائفية على بعضنا البعض، ولم نشهد مثل هذا لمواجهة الصهيوني الذي يمارس هوايته ويضرب في غزة وفي لبنان وفي اليمن وإيران، ويهدد في كل الاتجاهات، هذا الكيان الفاشي وعبر رئيس حكومته يريد تغيير وجه الشرق.
متى ينهض الشرق ليحافظ على وجهه وماء وجهه في مواجهة نازيي العصر الجدد؟!