اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون مع إيران لهزيمة الشرق الأوسط المتصهين

بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية
متضامنون مع إيران لهزيمة الشرق الأوسط المتصهين
تعرب اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية عن إدانتها للعدوان الصهيوني – الأمريكي على إيران، وتحيي صمودها والتأسيس لانتصار استراتيجي لصالح كل شعوب المنطقة، في معركة كان الأحرى بالعرب أن يكونوا على رأسها، لدحر مشروع الشرق الأوسط الإبراهيمي المتصهين، الذي يستهدف القضايا العربية قبل غيرها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
تحيي اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية اليقظة الشعبية العربية التي لا تعير أدنى انتباه لثقافة الهزيمة والتشكيك وخلط الأوراق والتناقضات ودعوات الفتنة الطائفية وحملات التضليل الإعلامي وقنواته ومنابره ومصادره المعروفة، من قبيل (ضرب الظالمين بالظالمين) والإزاحة عن التناقض التناحري مع العدو الصهيوني، أو تصوير العدوان الصهيوني – الأمريكي والرد الردعي الإيراني القوي كنزاع بين دولتين، وتأصيل ذلك عبر الخطاب المتهافت المعروف الذي يخلط بين أمم الشرق التاريخية وبين الكيان الصهيوني الاستعماري بما يخدم الأخير.
تؤكد الجبهة، أنه بالرغم من الحيثيات الخاصة بالملف النووي إلا أن الاستهدافات الحقيقية للعدوان الأمريكي – الصهيوني على إيران، أبعد من ذلك بما هي امتداد للاستهدافات السابقة التي كان نظام الشاه عنصرا أساسيا فيها، وتتعلق بالصراع على المنطقة كلها بكل أبعاده، الإقليمية والدولية وتداعيات ذلك على كل دول وشعوب المنطقة، محذرين في الوقت نفسه من البلبلة المشبوهة للرأي العام ولا سيما فيما يخص قوى العدوان ودوافعه، فالإمبريالية الأمريكية لم تنجر إلى هذا الصراع تحت ضغط العدو وتأثيره بل هي الشريك الأساسي فيه.
بالتوازي مع حملات الإبادة الإجرامية الصهيونية المستمرة بحق أهلنا ومقاومتهم في غزّة والضفة الغربية ومنع حزب الله من إعادة تشكيل نفسه وتهديد اليمن بإسناده للمقاومة الفلسطينية، وتهديم كل جدران الإسناد للقضية الفلسطينية وتجريفها سياسيا وتحويلها إلى قضية لاجئين.
ترى الجبهة أن أبرز استهدافات وأجندة العدوان الصهيوني – الأمريكي على إيران ما يلي:
في إطار الصراعات الدولية الجارية ومحاولة واشنطن الاستفراد بزعامة الحقبة الرأسمالية، السيطرة على قلب العالم أو ما يعرف بـ “الهارت لاند”، الجنوبي الشرق أوسطي، الموازي لـ “الهارت لاند الشمالي” الروسي الاوراسي ومشروع طريق الحرير الصيني، لصالح طريق بديل هندي – إسرائيلي ينتهي بميناء حيفا.
السيطرة على غاز ساحل المتوسط العربي، بما في ذلك الغاز السوري (بعد إسقاط الدولة السورية)، وغاز جنوب لبنان (بعد العدوان على حزب الله)، وغاز قطاع غزّة باستهداف المقاومة الفلسطينية هناك، وكسب حرب الموانئ الاستراتيجية، وكذلك تفكيك المجالات الحيوية الاستراتيجية للقوس الآسيوي الغربي – الشمالي للتحكم بالمفاتيح الاستراتيجية ذات الصلة.
التداعيات الناجمة والدروس المستفادة من العدوان على ايران وهزيمته
انطلاقا من التأكيد على البعد الامبريالي القديم – الجديد وموقع واشنطن ولندن فيه والدور الموكول للكيان الصهيوني ومحاولاته تجديد نفسه ووظيفته في الإطار المذكور، فإن العدوان الصهيوني – الأمريكي على إيران مدعوما من كل قوى الأطلسي، لو قدّر له أن ينجح لكانت المنطقة برمتها قد سقطت تحت سيطرة الامبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية.
وليس بلا معنى انطلاق الجماعات الإرهابية من أوكارها بالتزامن مع هذا العدوان، سواء في إيران نفسها، أو في سوريا من خلال التفجير الهمجي بحق الكنسية العربية السورية في ضواحي دمشق، وبما يذكّر مجددا باستراتيجية تفريغ الشرق من مكوّن أساسي من مكوّناته التاريخية.
إلا أن صمود إيران ومقاومتها الباسلة للعدوان، بقدر ما تصدى لاستراتيجية الاستحواذ والغطرسة الأمريكية – الصهيونية، بقدر ما فتح الآفاق مجددا لصحوة عربية وطنية ولاستنهاض القوى الحية المقاومة والمناهضة للامبريالية والصهيونية، والتأسيس لشرق متضامن، ملك لشعوبه وأممه التاريخية، كما أوقف هذا الصمود الخطوات المتسارعة للمسار الابراهيمي واستكمل بذلك الدور التاريخي للمقاومة الفلسطينية وطوفان الأقصى، بالرغم من الخسائر الكبيرة الناجمة عن حملات الإبادة الجماعية الصهيونية الإجرامية بحق عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين.
ان أبرز الدروس المستفادة من العدوان فهي:
الضرورة الراهنة والملحة لاستعادة العرب لمكانتهم ودورهم التاريخي عبر استعادة خطاب التحرر العربي، مقابل المشهد الحالي المؤسف والمراوحة بين التبعية والصمت والتنافس على الوساطة السياسية كأن ما يجري لا يعنهم أساسا.
درس إيران كما كل الأمم الحية في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، وذلك بتحدي العربدة الامبريالية في أسوأ الظروف، والتمكن منفردة وبدون أي ظهير دولي أو إقليمي، من صد عدوان أعتى تحالف شيطاني في العالم ممثلا بالامبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني.
فبعد وقت قصير من استباحة سماء إيران من قبل الطائرات المعادية، كانت الصواريخ الإيرانية تسيطر على سماء العدو وتلحق خسائر كبيرة ذات بعد استراتيجي في عقله السياسي والعلمي ممثلا بعشرات المراكز اللوجستية العلمية والأمنية والسياسية والعسكرية، إضافة لما بدأ يتسرب من تقارير أمريكية عن فشل الاستهداف الأمريكي لعصب المشروع النووي الإيراني.
المطلوب أردنيا
رغم أنه لا يختلف اثنان على العلاقة الوثيقة التي تربط الأردن مع واشنطن التي وصلت الى حد إقامة قواعد عسكرية أمريكية وأطلسية أيضا، إلا أن تطويق ذلك بالحدود الدنيا أمر ممكن وضروري، في ضوء التناقض الذي يتسع كل يوم بين العلاقة المذكورة وبين التهديدات الصهيونية بتغيير شكل الأردن وإعادة هيكلته على مقياس المصالح الأمريكية ضمن الشرق الأوسط الإبراهيمي.
انطلاقا من ذلك وفي ضوء هذه الحيثيات يمكن اشتقاق مهام محددة تنسجم مع طبيعة المرحلة من خلال:
أولا، فيما يخص السياسيات الحكومية:
طي خطاب التعبئة السائدة والإزاحة عن التناقض الأساسي مع العدو الصهيوني وخلط الأوراق بين الخطر الصهيوني وبين الخصومة السياسية مع إيران وتغليفها بخطاب مذهبي.
فإذا كان هذا الخطاب جزءا من تحضيرات لإنعاش الاتفاقيات الإبراهيمية مع العدو فهو مرفوض بالتأكيد، وإذا كان تعبيرا عن قلق وتقديرات موثقة حول أخطار داهمة فهذه الأخطار تتطلب مزيدا من الحريات والانفتاح على الشعب والقوى الوطنية وليس العودة إلى أشكال غير مباشرة من زمن الأحكام العرفية، ويشار هنا إلى المشروع الصهيوني الإجرامي حول الضفة الغربية المحتلة وسعيه إلى تفريغها بالقوة، مما يستدعي توفير المناخات الشعبية التضامنية مع غزة والضفة وليس تطويقها وملاحقة نشطائها.
ثانيا، فيما يخص القوى الوطنية والشعبية:
إيلاء أهمية كبرى للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية وتوسيعها وإضفاء بعد ديناميكي عليها، يلحظ العلاقة دائما وفي كل وقت بين المهام الوطنية ومصالح أوسع الطبقات الشعبية.
العمل من أجل أردن خال من القواعد العسكرية الأجنبية وأي شكل من التبعات الخطيرة لهذه القواعد، لا سيما وأن جيشنا العربي الأردني قادر ومؤهل لدرء الأخطار الخارجية.
عمان في 26/6/2025
اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية