بيانات وتصريحات عامة

كلمة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن / مسيرة الملتقى يوم الجمعة 20 ديسمبر 2024

الاخوات والأخوة

شابات وشباب الأردن

أبناء شعبنا الأردني العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التحية والاجلال لأرواح الشهداء ، شهداء المقاومة الفلسطينة والمقاومة اللبنانية ، وشهداء كل محور المقاومة .

التحية لصناع الصمود الأسطوري في غزة ، من شمالها إلى جنوبها ، من بيت حانون وبيت لاهيا حتى رفح .

التحية لأبطال الكمائن المركبة في مخيمات قطاع غزة الذين عاهدوا قائدهم ، الشهيد المشتبك يحيى السنوار أبو ابراهيم ، بأنهم لن يخذلو نهجه وما أسس له ، هو ورفاقه في قوى المقاومة الفلسطينة كافة على ارض فلسطين .

التحية لأبطال الاشتباك من مسافة صفر مع قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جباليا المقاومة والصمود والتضحية بأبسط الأدوات والأسلحة ، لا يُقدم عليها إلا من يؤمن بقضية وحقوق شعبه  ..  ولا يُقدم عليها إلا الأوفياء لكل الدم الطاهر الذي روى أرض فلسطين في مواجهة المشروع والاحتلال الصهيوني منذ أكثر من قرنٍ من الزمان.

التحية لصناع المقاومة وانجازاتها اليومية على أرض فلسطين في غزة والضفة  … التحية لمن يكتبون بدمائهم صفحات العزة والكرامة والتمسك بالثوابت رُغم شدة الألم وعِظم التضحيات ، ورُغم تصعيد الاحتلال من جرائم حربه وعدوانه وتطهيره العرقي ، وكل ما يخطر ولا يخطر على بال البشر من أشكال الإبادة والتدمير التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني المقاوم والحاضن للمقاومة.

في الشهر الخامس عشر من طوفان الأقصى ، المقاومة مستمرة ، المقاومة متجذرة ، المقاومة صامدة ، المقاومة متجددة بعقول وسواعد وأيدي مقاتليها ، المقاومة جدوى مستمرة ، المقاومة هي هي ، مقاومة واحدة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق ..

إن شعبنا الفلسطيني ، وأمتنا ، وبالرغم مما يبدو من غطرسة وعنجهية لهذا العدو الصهيوني ومن يقف خلفه ، الولايات المتحدة الأمريكية بدولتها العميقة ، أكانت واجهتها بايدن أو ترامب ، ومعهم قليلو الحيلة والمتخاذلون من النظام الرسمي العربي .. نقول بالرغم مما يبدو له انه قادر ضرب المقاومة ومحورها في أكثر من مكان ، وادعائه المضلل بتحقيق انتصاراته ، فهو لم يحقق أياً من أهدافه الرئيسية ، ودليلنا على ذلك ، أنه اضطر لطلب وقف اطلاق النار في لبنان بسبب فشله في احتلال جنوب الليطاني بعد شهرين من محاولاته ، وبعد شهرين من استخدامه لأقوى قوات نخبته ، وتكبده خسائر بشرية كبيرة و تدمير لعتاده ودباباته ، وقصور كل خططه لهزيمة جسارة وصود المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله … هذه المقاومة التي قدمت تضحيات عظام لاسناد غزة ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته …

وةها نحن نرى  إرادة القتال والمقاومة مستمرة ولم تتوقف ، من غزة إلى الضفة إلى اليمن العظيم الذي يتحدى ليس فقط الكيان الصهيوني ويستمر باستهداف مراكزه وبنيته ، بل أنه مستمر في ضرب بواخر وسفن داعمي كيان الاحتلال ، الذين يسعون بشتى السبل لمنع تدحرج تفككه وانهياره ..

وحتى لا تضيع بوصلة وعينا بما تروجه وسائل الاعلام الصهيوني والاعلام المتصهين والمضلل ، فنحن وبرغم صعوبة ودقة المرحلة التي نمر بها ، إلا أن قوى المقاومة ، وروح المقاومة ، وثقافة المقاومة ، ووعي المقاومة  أصبحت كلها عناصر متجذرة لا يمكن هزيمتها ، ولا يمكن القضاء عليها ، وهو أمر يقين .

الشعوب الحرة ، وعلى مر التاريخ لم تحسم معاركها لتتحرر من قبضة المستعمر ومن هيمنته بالضربة القاضي ، بل بتراكم النقاط ، وتراكم النضال والتضحيات ، وحالنا ليس استثناءً ، بل استمراراً ، ونقول أكثر ، لقد تحولت قضية الشعب العربي الفلسطيني إلى رمزٍ استثنائي في التاريخ للحق والعدالة لكل شعوب الأرض ..

نحن لسنا في ظرف أصعب من ظروف النكبة عام 1948 ، ولسنا في ظروف أصعب من ظروف نكسة حزيران عام 1967 ، ولسنا في ظروف أصعب من ظروف اجتياح 1982 وخروج قوات المقاومة الفلسطينية من بيروت الى دول الشتات العربي ، وونخن لسنا في ظروف أصعب من مذبحة صبرا وشاتيلا ، حين كان جيش الاحتلال الصهيوني يسيطر على كل المساحة الجغرافية من بيروت وحتى حدود فلسطين الشمالية ..

نعم ، نمر في ظروفٍ صعبة وقاسية ، لكنها ليست الأصعب في تاريخنا .. ونقول ذلك لسبب واحد أساس :  أننا نمتلك مقاومة مقتدرة ومجربة اشتد عودها ، وتمتد بفعلها المؤثر من بيت حانون ، وغزة ، وخان يونس ، ورفح ، مروراً ببنت جبيل ، والخيام ، وكفار كلا ، ومارون الراس ، وشمع ، والبياضة ، وبيروت ، والضاحية ، وصولاً وليس انتهاءً بصنعاء وصعدة والحديدة.

هذه المقاومة العربية بكل مكوناتها الاسلامية والقومية واليسارية ، أصبحت حالة غير قابلة للكسر والاحتواء ، وغير قابلة للتطويع والمساومة على ثوابتها .. إنها الأمل الواقعي الممكن الذي سيحقق هزيمة المشروع الصهيوني الامبريالي الامريكي البريطاني ، وستكون أداة تحرير ، ليس فلسطين وحسب ، بل وستكون أداة تحرير كل الأرض اللبنانية والسورية التي اغتصبها الكيان الاسرائيلي على مر السنوات والعقود السابقة وحتى أيامنا القليلة الماضية.

فشل العدوان الصهيوني في غزة أمام الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية ، وانكسر في جبهة الجنوب اللبناني أمام المقاومة الاسلامية ، التي بقيت وفية لنهج قائدها وشهيدها ، شهيد فلسطين على طريق القدس.

كل ما ذكرناه لا يعني عدم ادراكنا للتحديات والمخاطر التي تواجهنا كأمة وكمقاومة ، وفي مقدمتها:

أولاً: القرار الصهيوني بإلغاء الأونروا الذي يأتي في سياق السعي الصهيوني الأمريكي للقضاء على حق العودة ، جوهر القضية الفلسطينية ، لأنها تمثل الإعتراف الدولي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم وقراهم وأرضهم والشاهد الموثق على النكبة ، إن إلغاء الأنروا ليس مجرد إلغاء لمنظمة أممية ، بل هو استهادف للمخيمات الفلسطينية الشاهد والمولد الأساسي لاستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني أينما كان.

ثانياً: خطر الشرق الأوسط الجديد (الصهيوني الأمريكي) الذي انحسر لبرهة بسبب صمود غزة وتعثر قوات الاحتلال على الحافة الحدودية لجنوب لبنان بفعل صمود المقاومة اللبنانية الاسطوري … لكن هذا الخطر عاد مجدداً بعد تطورات الوضع السوري واحتلال الكيان الصهيوني لأجزاء واسعة من الجنوب الغربي لسوريا عبر ما اطلق عليه عملية “سهم باشان” ، وسعيه لاحتلال مزيدٍ من الأراضي السورية لأنشاء “ممر داوود” وصولاً إلى حافة نهر الفرات ، والإعلان الصريح للأطماع الصهيونية بالاستيلاء على “جلعاد” الممتدة من نهر اليرموك شمالاً ونهر الزرقاء جنوباً ونهر الأردن غرباً ، بكلمات أخرى التهديد بالاستيلاء على شمال – شرق الأردن.

لقد أصبح واجبا علينا شعباً وحكومة وجيشاً الاستعداد لمواجهة الخطر الداهم من العدو الصهيوني الذي لن تحمينا من أهدافه التوسعية الاحتلالية معاهدة وادي عربة والعلاقات الديبلوماسية واتفاقات التطبيع معه ، فهو ناقض لكل عهد ، وكما تحلل من اتفاقية فض الاشتباك في سورية واستباح احتلالاً مساحات واسعة من الجنوب الغربي لسوريا فلن يتوانى عن التمدد واحتلال شمال شرق الأردن من حوض نهر اليرموك شمالاً إلى عمق الأرض الأردنية.

ثالثاً: حقبة ترامب الرئاسية التي تشكل تحدياً كبيراً للأمة العربية وللأنظمة قبل الشعوب ، بسبب توجهاتها الداعمة لخيارات التمدد الصهيوني وضم الضفة الغربية وتوسيع رقعة السيطرة الصهيونية على مزيد من الأرض العربية ، وفرض الهيمنة الصهيونية الأمريكية على مقدراتنا وسلب سيادتنا ومحو هويتنا.

نتوجه مجدداً للحكومة الأردنية لمطالبتها بالاستجابة للمطالب الشعبية الأردنية بوقف التطبيع واغلاق سفارة الكيان الصهيوني في عمان ، التي ما فتئ شعبنا الأردني وقواه الحية يتمسك بها منذ أكثر من ثلاثة عقود ..

نؤكد مجدداً على إلغاء معاهدة التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية وإزالة قواعدها من على الأرض الأردنية ..

نتوجه إلى مجلس النواب الأردني لأن يتحمل مسؤوليته التشريعية والرقابية أمام هذه التحديات الكبرى ، وسنرى ان كان سيعكس ارادة الشعب الأردني أم لا ، بالعمل إلغاء معاهدة وادي عربة ، وإلغاء اتفاقية الغاز ، وإلغاء اتفاقية الماء مقابل الكهرباء ، وإلغاء معاهدة التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

إن درس المقاومة الأهم ، هو درس الاعتماد على النفس في بناء القدرات الذاتية

لن يفلح هذا الاحتلال المجرم من محو ذاكرتنا .. 

لن يفلح هذا الاحتلال المجرم في كي وعينا.. 

لن يفلح هذا الاحتلال المجرم في تبديل قناعاتنا …

الحرية للرفيقة الصحفية هبة أبو طه  ..

الحرية للصحفي احمد حسن الزعبي ..

الحرية للاستاذ ايمن صندوقة 

الحرية لكافة معتقلي الرأي … 

المجد للشهداء … الشفاء للجرحى .. النصر للمقاومة ..

الحرية لأسرانا في سجون الاحتلال .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى