القضية الاردنية
قد يكون السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك قضية اردنية؟
واذا كان الجواب بالايجاب، ما طبيعة هذة القضية، ومتى تبلورت بشكل واضح؟
تظهر القضية بعد حدث معين، او تغييرات طارئه بفعل عوامل خارجية او عوامل داخلية.اما طبيعة هذه القضية فانها ترتبط بهوية الاردن، وجغرافية وكيان الاردن، واذا كانت هذه القضية ليست وليدة هذه الايام فاني ارى ان مفاعيل السابع من اكتوبر ساهمت بتطهير هذه القضية وكشفت الاهداف التوسعة الصهيونية بوضوح شديد.
لقد كشفت حرب الابادة التي يقوم بها العدو الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة عن الاهداف الفعلية لهذه الحرب والمتمثلة بالتهجير وانعكاس هذا التوجه على اهل الضفة الغربية وما يخطط الكيان من مشاريع.
ولعل تصريحات العديد من المسؤولين الصهاينة حول اطماعهم في الاردن تكشف مسألتين الطابع التوسعي الصهيوني من ناحية وعدم التزامه بمعاهدات او سلام، هذه الرؤية تقودنا الى طرح السؤال المشروع هل يمكن فصل القضية الفلسطينية عن القضية الاردنية في ظل عدو مشترك وتهدي مشترك؟
ان سؤالي هو رد على الذين يحاولون افتعال وجود قضية اردنية بمعزل عن القضية الفلسطينية كغطاء للتحلل من الالتزامات الوطنية والقومية بدعم المقاومة وتعزيز الصمود الفلسطيني باعتباره خط الدفاع الاول عن القضية الاردنية.
ثمة مفاهيم يحاول البعض ترويجها والتدثر بها لاخفاء عوراتهم في مواجهة ما يفرضه الواقع، اذا كان العدو نفسه يعلن انه بصدد اعادة بناء شرق اوسط جديد وان هذا يمس كل اقطار المنطقة، هل يعقل الانكفاء على الذات تحت حجة الحفاظ على الذات وتجاهل ما يخطط له العدو؟
المسالة ليست مزاودة لفظية بادعاء بعض الكتاب حرصهم على الهوية الوطنية الاردنية، فهذه الهوية لا يمكن حمايتها الا بوحدتها وانخراطها مع القضية الفلسطينية.
ولعل ضعف المشهد العربي هو الاكثر تعبيرا عن الواقع العربي عندما تخلى عن مفهوم الصراع بان الكيان الصهيوني ليس الا كيانا عنصريا واستعماريا وتوسعيا واحلاليا، وراح يتعامل معه ككيان طبيعي يسعى للسلام متناسيا دوره.
الحرب الدائرة الان في فلسطين ولبنان سيكون لها تداعيات كبيرة، ستعكس موازين القوي فكما افرزت الحرب العالمية تقاسم بريطانى فرنسي للمنطقة، هذه الحرب سيكون لها ما بعدها.
هذا يعني ان على الجميع ان يعيد ترتيب تحالفاته، فالمقاومة تشكل بؤرة الصمود والمواجهة، حمايتها ودعمها والتخلي عن دعم الكيان هو في الواقع دعم للذات وحماية لها.