هل تنجح حوارات بكين حيث فشلت سابقاتها؟
وسط الدمار الذي تتعرض له غزة، وارادة القتال الفولاذية للمقاومين، ووسط الجوع الذي يعاني منة اطفال غزة، والاصرار على الحياة ورفض الموت الذي يكرسة اهل غزة.
في ظل تلك الاجواء حطت قيادات الفصائل الفلسطينية رحالها في بكين للحوار!!! لانهاء انقسامهم، واعتقد ان هذه هى الجولة العاشرة التي يلتقون فيها ويتفقون على انهاء الانقسام دون ان يتحقق شيء، بل تماهوا في لقاءاتهم مثل مؤتمرات القمة العربية يتفقون على ان يظلوا مختلفين.
هذا الحال يقودنا الى سؤال بعد كل هذا الفشل في الاتفاق، ما هو المطلوب فلسطينيا؟ وهل مسموح لهذه الفصائل الاستمرار بهذا العبث الوطني؟
جربوا كل عواصم الدول المؤثرة في قراراتهم ومارست كل عاصمة تأثيرها للاتفاق بما يناسب سياستها، ولكن كان التشبث بالفرقة هو العلامة المميزة للفصائل هذا التشتت وهذه المخاطر الجدية التى تهدد فلسطين وصمود شعبها الاسطوري بالتبديد والالتفاف علية، يجعل من التوافق على مرجعية فلسطينية تسعى لوقف حرب الابادة والتمسك بالمشروع الوطني، مهمة ملحة وراهنة.
قد يقول قائل ما هو مشروعنا الوطني؟
الجواب هو المشروع الذي انطلقت المقاومة على أساسه مشروع تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، والعودة.
هذا هو المشروع قبل ان تدخل علية الفذلكات التسووية والادعاء بالواقعية كغطاء لنهج التفريط والاستسلام.
اخفاق الفصائل بالاستجابة الملحة للضرورة القصوى لمواجهة الفراغ في المرجعية يعني ترك الامور نهبا للمتطفلين والانتهازيين، يطرح سؤال حول جدوى وجود الفصائل.
التاريخ الفلسطيني عبر قرن من النضال كانت ولا تزال مشكلته في قيادات مترددة وعاجزة، ولديها القابلية الكبيرة للمساومة، مقابل صورة شعبية مذهلة من الصمود، الدماء التي تسيل في غزة والضفة، وهذا العدو الفاشي الذي كشف عن اهدافة ومراميه باوضح ما تكون بانة يخوض معركة وجودية لا يوجد فيها حلول او انصاف حلول، يضع المجتمعين في بكين امام خيار اما، الاستجابة لمتطلبات الشعب الفلسطيني او التنحي جانبا فالشعب الذي يخوض معركته الان قادر على فرز قيادته ومرجعياته.