الحرب على غزة والذكرى ٢٩ لمعاهدة وادي عربة
قد يتساءل البعض عن العلاقة بين الحرب التتارية التي تشنها (اسرائيل )على غزة وذكرى توقيع معاهدة وادي عربة بين الكيان الصهيوني والاردن.
اعتقد ان ثمة علاقة كبيرة بين المعاهدة والحرب، تلك المعاهدة كان ترتيبها الثالثة بعد كامب ديفيد واوسلو في معاهدات ما يسمى بالسلام، وتبعها السلام الابراهيمي وتدحرج عجلة التطبيع.
في ظل هذة الاجواء وصور السلام المزيف وما حاولوا تسويقه من ان المنطقة على اعتاب مرحلة من الاستقرار والازدهار، وسط كل تلك الاجواء جاءت الحرب على غزة لتمزق تلك الصورة الخادعة من خلال حجم الجرائم البشعة بحق الاطفال والنساء وما تقوم به اسرائيل من قتل وتدمير للبيوت على رؤوس ساكنيها، وحصار ٢،٢ مليون انسان ومنع مرور الغذاء والدواء والماء إليهم.
ووسط دعم وتأييد الدول الاستعمارية الغربية وعلى رأسها امريكيا، مما يثبت لمن وقعوا ان هذا الكيان ليس الا كيانا استعماريا استيطانيا وظيفته حماية مصالح الغرب وتمدد الكيان نفسه.
الأهم ان هذه الحرب وما يخطط جنرالات العدو لها من اهداف تتمثل بالتهجير، اثارت المخاوف لدى الشعب الاردني والدولة الاردنية من تمدد الحرب او انتقالها لاحقا الى الضفة الغربية وتهجير أهلها.
خاصة وان هذا العدو لا يحترم عهدا بل سرعان ما ينقضه في اقرب فرصة وأول مناسبة، ولنا في ما يقوم به من عدم احترام الوصاية الهاشمية الان وما صرح بة اركان الحكومة الحالية من ان الاردن جزء من ما يسمى(اسرائيل التااريخية) في اكثر من مناسبة واكثر من مرة، ما يعكس الاطماع الصهيونية وما يعنيه نقضا كاملا لما قاله رئيس الحكومة التي وقعت المعاهدة الدكتور عبد السلام المجالي من ان معاهدة وادي عربة حفظت حدود الدولة الاردنية.
في هذه الذكرى فإن أي متابع لكل هذه الاتفاقيات دللت على ان الغرب رغم كل حديثه عن السلام واحترام القانون فإن هذا الحديث ليس الا مجرد لغو هدفه الخداع وفرض الاستلام ولعل تهرب الغرب من ادانة الحرب والمطالبة بوقف الحرب الا دليلا لمن يريد ان يرى الحقائق كما هي بدون تزييف.
انها الفرصة بل واللحظة التاريخية للوقوف مع الشقيق والتخلص من هيمنة واطماع العدو، هل نفعلها؟
انها ضرورة لنا صيانة للحاضر ودرءا لأخطار المستقبل.