لقاء مع الهيئة المستقلة !! | د. سعيد ذياب
رغم معرفتي بأن مارك بات يمارس دورا مباشرا في تقنين من يشاهدون البوستات، رغم كل تلك القيود لن نكف عن استمرار الكتابة التي من خلالها نعرض وجهة نظرنا.
عدت للتو من اجتماع دعت إليه الهيئة المستقلة للانتخابات، للاستماع لآراء الأحزاب حول إجراءات وسير العملية الانتخابية.
بدأ الزملاء بالحديث كان انشداد المتحدثين حول قضايا إجرائية ثم تحدثت سادس المتحدثين وسجلت الملاحظات التالية:
- على ضوء الحديث المتكرر والثناء على أداء الهيئة المستقلة ومعرفتي التامة بعكس ذلك، طالبت الأحزاب بالكف عن الثناء الممل للسلطة التنفيذية، فدور الأحزاب ليس هكذا، وعليها أن تكف عن الدور الطفولي الذي تلعبه سعياً للرضاعة من ثدي الحكومة.
- أنا أعتقد أن علينا أن نميز بين ما هو جوهري وما هو شكلي، بين رئيسي وثانوي، لذا فإنني أرى أن التحدي الأبرز للانتخابات هو البحث بعمق لأسباب عزوف الناس عن المشاركة، ولعل تدني نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة والمقاطعة لمجمل العملية الانتخابية هو الذي يؤكد هذة الحقيقة.
- وأرى أن مَردَ هذا العزوف بوضوح شديد هو عدم ثقة الناس بنزاهة الانتخابات، وأن الناخب لم يعد قانع بأن لصوته تأثير، لإن كل شيء معد مسبقا، لذا المطلوب هو ضمانات جدية وإرادة جدية وصادقة بإجراء انتخابات نزيهة، هذا الوضوح لم يرق للسيد موسى المعايطة اعتبر ما قيل مجرد خطبة سياسية.
- وقلت إني مقتنع بأن الجميع يشك في نزاهة الانتخابات ولكن الصامتون عن الاعتراف والمجاهرة بقول وجهات النظر هو في حقيقته طمعا في الكرم الحكومي بأن ينالهم من الحب جانب كما يقول المثل.
بت مقتنعاً أن هناك أطرافاَ في السلطة التنفيذية إن لم تكن كلها لا تريد أن تسمع إلا ما يروق لها وبما يناسب أهواءها.
علينا أن نتسائل هل نريد ديمقراطية حقيقية أم حكما سلطوياً مستتر؟
ذلك هو السؤال الأساس وإلا فكل هذا السلوك ليس إلا تكريساً للفكر السلطوي المستتر، لن نمل ولن نكل من الاستمرار بالمطالبة بحرية التعبير حتى وإن كنا أقلية، وليس بالضرورة أن الأغلبية الشكلية تعكس رأيا صائبا.
وفي الختام لا أخفيكم أني شعرت بغربة حقيقية في هذا الجو الحزبي، تعودنا في الماضي أن يجري أكثر من رأي في ذات السياق المطالب بالديمقراطية، بل إن حضور الأحزاب المطالبة بالتغيير هي الأكثر حضورا.
بهذه المناسبة فإني أهنىء من هندس قانون الأحزاب ومن شكلها، فقد نجح في التشكيل لكن إلى حين، للتاريخ والحياة قول أخر.