الوحدة الشعبية: وحدة قوى الطبقة العاملة الطريق الوحيد لتعزيز نضالها وتعظيم مكتسباتها وتحقيق العدالة الاجتماعية
بيان بمناسبة الأول من أيار
في الأول من أيار تحتفي الطبقة العاملة بيومها تكريساً للتضامن والنضال العمالي في مواجهة عسف واستغلال قوى رأس المال. فمنذ بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر دُشِنَت مرحلة جديدة من نضوج الحركة العمالية، وتنظيم صفوفها ونقاباتها، وتحديد أهدافٍ لنضالاتها المطلبية، وفي مقدمتها تحديد ساعات العمل بثماني ساعات يومياً، وما تبعها من حقوق ومنجزات مطلبية أخرى.
إن إحيائنا لهذه المناسبة يأتي من منطلق انتماء حزبنا لفكر ومصالح وأخلاقيات الطبقة العاملة، وفرصة للتأكيد على أهمية وحدتها ووحدة أحزابها ونقاباتها، طريقاً وحيدا لتعزيز نضالها، وتأمين مكتسباتها الاقتصادية والمطلبية، وسعياً لتحقيق العدالة الاجتماعية، ليس لها فقط لها، بل ولكافة القطاعات الشعبية.
إن إحياء هذه المناسبة هذا العام يأتي والطبقة العاملة الأردنية تعيش أصعب ظروفها، لما تعانيه من وقع الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، وآثارها الاجتماعية، بفعل النهج والسياسات الاقتصادية الحكومية الفاشلة والعاجزة، والتي لا تنبع من قراءة معمقة لواقعنا، ولا ترتكز لقرار مستقل يتبنى الاعتماد على الذات، وبناء الاقتصاد المنتج، والاستفادة من مصادر الطاقة والثروات الطبيعية المتنوعة التي تعج بها جغرافيا أردننا الحبيب.
إن أبرز الآثار الكارثية التي أفرزتها السياسات الاقتصادية التابعة لوصفات صندوق النقد والبنك الدوليين على طبقتنا العاملة تتمثل بارتفاع معدلات البطالة إلى حدود 24% حسب الأرقام الرسمية، ولتصل نسبتها بين الشباب إلى 47%، وبين الشابات اقتربت من 62%، ما يستدعي التحذير من حساسية وخطر هذه النسب المرتفعة في صفوف القوى العاملة الشابة، وما يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة من غياب مقومات استقرار الأمن المجتمعي، وتوفير بيئة حاضنة لجملة من آفات العنف والتطرف والجريمة وفقدان الأمل بالحاضر والمستقبل.
إن أحد أبرز التحديات على صعيد الطبقة العاملة العربية واتحاداتها ونقاباتها هو ضعف بناها الهيكلية، ومحدودية قدرتها على تشكيل قاطرة توحد صفوف الطبقة العاملة العربية كقوة تغيير اجتماعي تقدمي، بسبب تشوه بنية الاقتصادات العربية التابعة، التي تعززت فيها القطاعات الخدمية على حساب القطاعات الصناعية والزراعية الانتاجية، ما حرم بلداننا من نمو ونضوج الطبقة العاملة الصناعية والنقابات التي تمثلها. يأتي الأول من أيار هذا العام والعالم يشهد تحولات جيوسياسية ومواجهات كبرى متشعبة الأبعاد، تؤكد انطلاق مسار تفكك نظام هيمنة القطب الواحد، والسير الواثق نحو عالم متعدد الأقطاب. وفي ظل هذه المواجهة المحتدمة في أكثر من جغرافيا كونية، يشكل تصاعد نضال الطبقة العاملة ومثابرة نقاباتها العمالية المنظمة عنصراً أساسياً على طريق بناء عالم متعدد القطبية، أكثر عدالة وتضامناً وإنسانية.
عاش الأول من أيار، يوماً للتضامن والوحدة والنضال العمالي
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة الأردنية والعربية والعالمية
المكتب السياسي – حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
1/5/2023