الوحدة الشعبية يحي ذكرى التأسيس 32 بمهرجان جماهيري حاشد
أقام حزب الوحدة الشعبيّة الديمقراطي الأردني، مساء يوم الجمعة الموافق 30/12/2022 ، مهرجان جماهيري حاشد في ذكرى تأسيسه الثانية والثلاثين، وذلك تحت شعار “نحو جبهة وطنية عريضة دفاعًا عن حقوق المواطن .. وسيادة الأردن وتطوره الوطني الديمقراطي”.
وتخلّل المهرجان الذي نُظّم في مسرح الشمس، الكائن في الشميساني، العديد من الكلمات السياسيّة، والفقرات التراثيّة والفنية الملتزمة والتي قدمتها فرقة أجيال الوحدة والفنان الملتزم كمال خليل.
وتحدّثت العديد من الشخصيات خلال المهرجان، إذ كانت الكلمة الأولى لنقابة المهندسين ألقاها المهندس أحمد سمارة الزعبي نقيب المهندسين ورئيس اتحاد المهندسين ورئيس اتحاد المهندسين العرب والذيب قال فيها ما يلي:
“الرفيقات الرفاق … الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والتحية لكل القابضين على جمر إيمانهم بالأمة … وبالراية العربية الواحدة والإكبار والإجلال لحملة البنادق ” جندا ومقاومة ” لمن يحفظون للأمة ما تبقى من انتقادها.. وينادون فيها أن القوة ولا غير القوة تسترد ما أخد بها.. وأن السيف رهاننا الوحيد لعل غفلة تنتهي ويولد فجر الأمة من جديد
والمجد للشهداء أنبل بني البشر … والشهادة موعد مع الحياة … يتفتح على امتداد الوطن الموجوع من حافة الماء الى حافة الماء … والحرية لأسرانا البواسل الدين يسطرون كل يوم درسا في الصمود والتضحية والفداء
الحضور الكريم
اسمحوا لي في البداية ان أتوجه بتحية إكبار وفخر واعتزاز الى الرفيقات والرفاق في حزب الوحدة الشعبية بهده المناسبة … الى الأمين العام الدكتور سعيد دياب والى أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكافة أعضاء الحزب … حاملين إرث وتاريخ وفكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. المدرسة النضالية التي تربينا فيها ومعها مند السبعينيات من القرن الماضي.. مند أيام اللقاءات في الغوطة الشرقية والاتحاد العام لطلبة الأردن ومن ثم ساحات العمل الوطني والنقابي …. رفيقات ورفاق لم تبدلهم الأيام ولم تغير منهم التقلبات
وحزب ينشد العودة والحرية والاستقلال لفلسطين الحبيبة، يناضل من أجل أردن حر مستقل دولة للحق دولة للقانون يصون الحريات ويدافع عن العمال والفقراء والفلاحين والكادحين
حزب عرف طريقه في أقسى الظروف وأشد الصعوبات.. صلب موقفه وتجاربه في ساحات النضال وفي السجون.. لم يخدلوا الوطن.. ولم يخدلوا الأمة … فلم يخذلهم الناس.
رفاق شهداء مضوا في طريق العزة والكرامة.. ورفاق مناضلون لا زالوا يسيرون على الدرب.. بوصلتهم لا تتوه.. عنوانهم حرية الناس وتحرر الأوطان وتحرير الأرض، فالمجد لكم كل المجد ايتها الرفيقات أيها الرفاق في ذكرى التأسيس الثاني والثلاثين
الرفيقات الرفاق.. الحضور الكريم
نلتقي اليوم في ذكرى تأسيس الحزب ونحن نصبو طوال الفترة الماضية الى جبهة وطنية عريضة متلاحمة متينة.. تقف سدا منيعا أمام أطماع الاحتلال والاستعمار وصهينة المنطقة.
جبهة وطنية تدافع عن الناس وتطلعاتهم نحو أردن وطني عروبي ديموقراطي، جبهة تؤمن بأمتها وامكانياتها وقدراتها وحقها في أن تكون بين الأمم.
جبهة تعمل على بناء مشروع وطني يحافظ على هذا البلد ويحميه من أعداء الداخل ومؤامرات الخارج التي تستهدف وجوده وشطبه لصالح المشروع الصهيوني الغادر
الحضور الكريم
حزب الوحدة الشعبية رصيد للأردن والأردنيين وهم يمضون في مئويتهم الجديدة ومسارات التحديث للدولة الأردنية سياسيا واقتصاديا واداريا … معادلة ينقصها الانسجام والاتساق … فمنظومة التحديث السياسي وان كانت خطوة للأمام.. فعلامات التعجب تختك كل التفاصيل.. حيث نرى أحزابا خدج تولد في حاضنات الرعاية.. تعزز الانتهازية السياسية.. وتبنى بهرمية مقلوبة وإنزال براشوتي على المجتمع والناس …. وفي الواقع السياسي يفرض تناقض القول والفعل الذي تمارسه الحكومات المتعاقبة بما يخدم الفجوة بين الناس والمؤسسات ويراكم في منسوب الاحتقان لدى جماهير شعبنا.. سواء في القرى والبوادي والمخيمات.. او في مراكز المدن التي تطحنها تداعيات الازمات المتتالية محليا وإقليميا ودوليا
ان ما مرت به البلاد خلال الأيام الماضية ما هو الا اندار مبكر لحجم السخط والقهر والغضب الشعبي من السياسات الحكومية وزيادة نسب البطالة والفقر والجوع وغياب الحريات العامة والتنمية العادلة وتكافؤ الفرص.. وضعف الدور السياسي في ظل جغرافيا قلقة وعدم القدرة على توظيف الجغرافيا السياسية بما يخدم الدور السياسي ويحافظ على المصالح العليا للبلاد
الرفيقات الرفاق … الحضور الكريم
يواجه شعبنا العربي الفلسطيني أعتى وأشرس هجمة صهيونية بربرية حيث يستهدف الاحتلال الانسان والحجر كما يستهدف التاريخ والرواية والثقافة والتراث الفلسطيني.. وستزداد الأمور شراسة بعد تشكيل الحكومة الأكثر تطرفا وأكثر شراسة والأكثر عدوانية.. الامر الدي يستعي وحدة البنادق على كافة الجبهات والاستعداد لمواجهة كل ما يفكر به هذا الكيان الغاصب وفي الوقت الدي تتجه فيه بعض الحكومات العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني وتنكروا للاءاتنا الثلاث.. ففاوضوا واعترفوا وصالحوا
لكنا كشعوب عربية لا زلنا على العهد مع فلسطين كل فلسطين من نهرها وحتى بحرها ومن شمالها حتى جنوبها دولة فلسطينية عربية حرة مستقلة وعاصمتها القدس كل القدس … نرفض كل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع هذا العدو ونرفض التطبيع معه بكافة الوسائل والسبل.. ونعتب الأرض الفلسطينية وقف عربي لا يحق لكائن من كان أن يتنازل عن شبر منها.. وان الحقوق لا تسقط بالتقادم.. وان شعبنا العربي الفلسطيني وشعوبنا العربية ومقاومتنا ستنتزع الحرية مهما طال الزمن”.
تلى ذلك كلمة المرأة ألقتها الرفيقة د. نهاية البرقاوي مسؤولة رابطة المرأة الأردنية (رما) فيما يلي نص الكلمة:
“الحضور الكريم، الرفيقات والرفاق الأعزاء..
اسمحوا لي أن أحييكم أجمل تحية وأهنئكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن رفيقاتي في رابطة المرأة الأردنية/ رما بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس حزبنا، حزب الوحدة الشعبية الديموقراطي الأردني.
الحفل الكريم، أيتها الرفيقات وأيها الرفاق
إننا كحزب ديمقراطي ثوري ندرك بما لا يدعوا للشك أن معيار تقدم الأمم، يقاس بمكانة المرأة في المجتمع ، وإيمانا منا بأهمية دور المرأة الأردنية في النضال الوطني الديموقراطي والمجتمعي ، ولأن حزبنا ينطلق من مبادئ المساواة الكاملة بين أفراد الشعب، ذكوراً وإناثاً، ويرفض كل أشكال التمييز، سواءً كان جنسياً أم عرقياً أم دينياً أو فكرياً، ويرى أن ما علق من تمييز في تراثنا مرتبطاً أشد الارتباط بالنظم الاقتصادية والاجتماعية التي تعاقبت على مجتمعنا، تلك النظم الطبقية القائمة على إخضاع أغلبية الشعب لطبقة تسيطر على مقدراته وتهيمن عليه ثقافياً وأيدولوجياً، ومن نتاجات ذلك، بكل أسف، إخضاع المرأة لاضطهاد مزدوج: أولا، ما تتعرض له هي كامرأة كما الرجل من اضطهاد الطبقة السائدة ونظامها الرأسمالي، إلى جانب مخلفات الاستعمار بأشكاله القديمة والجديدة. وثانياً، اضطهاد المجتمع الذكوري للمرأة.
كل هذا جعل حزبنا وعبر برنامجه السياسي يولي للمرأة وقضاياها والدفاع عن حقوقها في المساواة حيزاً رئيسياً، فتناول معالجة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأكد على التصدي الجاد للمعيقات، والحد من مظاهرها السلبية، وإزالة العقبات التي تعترض مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإبداعية عبر النضال الدائم (لمختلف هيئات الحزب وخاصة لمنظمة المرأة في حزبنا، رابطة المرأة الأردنية/رما)، وفي شتى الميادين، من اجل حصول المرأة على كامل حقوقها غير منقوصة بدءاً من قوانين الأحوال الشخصية وصولاً الى حقها بالعمل المتكافئ والأجور المتساوية وصيانة كافة حقوقها .
الحضور الكريم/ الرفاق والرفيقات
بناءً على ما ذكر، والتزاماً منا بهذه المبادئ والقيم المنصوص عليها في البرنامج السياسي لحزبنا، سعى الحزب لتهيئة كل الظروف والوسائل للمرأة الحزبية لتسهم بتسريع محرك التغيير خاصة في هذه القضايا، عبر الدفع بالرفيقات للوصول للهيئات الكادرية والقيادية في الحزب، واتيح لنا المجال كرفيقات بالمشاركة الحقيقية في شتى مجالات الحياة السياسية كالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، والمشاركة في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية وإقامة الندوات والحوارات الثقافية والاجتماعية والسياسية.
الحفل الكريم
إن حزبنا حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني يعتبر قضية تطوير الوعي، وعي النساء لواقعهن وحقوقهن، إحدى اهم ركائز تحرر المرأة وحصولها على حقوقها، إذ أن العمل والإنتاج لا يكفي لنقل المرأة من (موجود في ذاته) إلى (موجود لذاته) ومن ثم (موجود لذاته وللمجتمع).
ولا بد للإشارة هنا مرة أخرى أن حزبنا يربط بين النضال الوطني التحرري والنضال الاجتماعي، ويؤكد دائما وقوفه الدائم مع جميع القضايا القومية وفي مقدمتها قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية ونؤكد من هذا المنبر دعمنا المطلق لنضال المرأة الفلسطينية التحرري والاجتماعي من الاضطهاد المركب الطبقي، والقومي والمجتمعي.
اسمحوا لي هنا أن انحني وأحيي باسمي ونيابة عنكم بطولاتهن الأسطورية وتضحياتهن العظيمة شهيدات وجريحات وأسيرات، وأمهات، وزوجات، وبنات للشهداء، والأسرى!
الحفل الكريم
لا يفوتني هنا ما يوليه حزبنا من تقدير واحترام للمرأة عامة وللرفيقات بشكل خاص عبر تكريمه للمرأة والرفيقات على جهودهن ونضالاتهن في كل المناسبات الوطنية والاجتماعية والحزبية وفي يوم المرأة العالمي.
يدا بيد رفيقاتي ورفاقي، سعينا وسنسعى مخلصين لمبادئ حزبنا بخطى ثابتة نحو أردن وطني ديمقراطي وفلسطين محررة من النهر الى البحر
مرة أخرى أهنئكم جميعا بذكرى تأسيس حزبنا وبمناسبة الأعياد المجيدة ورأس السنة الميلادية”
فيما كانت كلمة الشخصيات الوطنية للأستاذ حسني الصعوب وتالياً نصها:
“نقف اليوم في هذه المناسبة النضالية الفارقة للذكرى الثانية والثلاثين للانطلاقة التي سطر فيها مناضلي حزبكم من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لأشارككم هذه المناسبة والتقدم بكل معاني الفخر والاعتزاز من المحبة والاحترام والتضامن على الدور الطليعي الذي قدمه حزبكم فكرا وممارسة والتزاما من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الفضلى، هذا الدور الذي استشعرتموه مبكرا كضرورة تاريخية محلية مسترشدين بالنظرية العلمية كقاعدة فكرية تقرأ التاريخ وتوظفه وفقا لخاصية مرحلة التحرر الوطني التي يعيشها مجتمعنا لتغليب مصالح الفئات الشعبية الواسعة لتكون هذه الفئات هي الجوهر وأدوات العملية الديمقراطية وغاياتها.
أيها الرفاق في حزب الوحدة الشعبية
الأخوة والأخوات الحضور
لقد أصبح ويحكم الواقع المعاش وكمتطلب شعبي وقواعدي وكضرورة وطنية ملحة ومتطلب موضوعي تاريخي أن نعمل معا من اجل قيام جبهة وطنية عريضة على قاعدة مشتركات الحد الأدنى يحكمها لتعددية في اطار وحدة البرنامج للقيام بمتطلبات ومهام مرحلة التحرر الوطني وتوسيع إئتلاف القوى القومية واليسارية وأن الاستمرار بهذا النهج الحكومي التبعي سيؤدي حتما إلى واقع أكثر سوءا وتراجعا وتفكيكا.
فإليكم رفاقنا في حزب الوحدة الشعبية كوادرا وقواعدا كل معاني الفخر والاعتزاز والفخار على اضطلاعكم بدوركم التاريخي الجامع لكل الطيف الاجتماعي وبكم ومعكم سنقف جنبا إلى جنب جميعا من أجل أردن وطني ديقمراطي بإطاره القومي العربي التقدمي.
والمجد والرحمة لكل شهدائنا وشهداء الامة العربية
عاش الاردن وطنا حرا سيدا خال من القواعد الامريكية
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر للبحر وعاشت مقاومتنا الباسلة
للحرية للمعتقلين في سجون الاحتلال
والحرية لكافة المعتقلين معتقلي الرأي والتعبير والموقف في الاردن
عشتم وعاش نضالكم
وشكرا لكم على حسن الاستماع”
وختامًا كانت كلمة الحزب للرفيق د.سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبيّة تالياً نصها:
“الرفيقات والرفاق ..
الأخوات.. الأخوة ..
الحضور الكريم ..
نحتفل وإياكم في هذا المهرجان في الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاقة حزبنا حزب الوحدة الشعبية، هذا الحزب الذي جسد عبر مسيرته صورة حزب اليسار الجذري، الحزب المبادر، الحزب المعبر عن مصالح الكادحين من عمال وفلاحين والمثقفين الثوريين، الحزب المؤمن تماما بحق أمتنا العربية بأن تتوحد وأن تنهض وأن تحرر أرضها بدءً من فلسطين إلى آخر شبر من الأرض العربية.
الحضور الكريم..
عندما صاغ الحزب برنامجه انطلق من قاعدة أن نجاحنا في تحقيق أردن وطني وديمقراطي مرهون بنجاحنا في التصدي للتطبيع، وإسقاط اتفاقية وادي عربة، وكل توابعها، وتوفير كل عناصر الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
فنجاح المقاومة في التصدي للعدو الصهيوني يعني محاصرة أطماعه التوسعية وبالتالي حماية الأردن من شروره.
لم يكن إعلان التأسيس مجرد حدث عادي، بل كان تعبيرا عن إحساس الرفاق بالدور المناط بهم والبرنامج الذي حملوه.
أيها الحضور الكريم..
لأن الحزب كان دوماً مع كل صوت مقاوم، فإننا نوجه التحية للانتفاضة الشعبية انتفاضة الحجارة في الذكرى الخامسة والثلاثين التي مثلت وبحق محطة هامة ومميزة في النضال الوطني الفلسطيني.
ونوجه التحية لرفاقنا في الجبهة الشعبية في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الجبهة كَمُعَبِرعن صوت اليسار الفلسطيني.
بهذه المناسبة نستذكر الشهداء: خالد أبو عيشة، شادية أبو غزالة، الشهيد غسان كنفاني ، جيفارا غزة، أبو أمل الخطيب.
نستذكر أبو عمار وأبو جهاد، فتحي الشقاقي وأحمد ياسين
نستذكر كايد عبيدات، ومحمد الحنيطي، وموفق السلطي، وفراس العجلوني.
نستذكر الطفل فارس عودة قاهر الميركافا ومحمد الدرة
المؤسس القائد جورج حبش.
والشهيد أبو علي مصطفي
ووديع حداد وأبو ماهر اليماني، والقائمة تطول.
أيها الحضور الكريم.
ونحن نحي هذه المناسبات ثمة أحداث كبرى وهامة عاشها الأردن ولا تزال تلقي بظلالها.. كان الإضراب الذي أقدم عليه سائقو الشاحنات في مدينة معان، وصولا إلى الإضراب الشامل في أكثر من مدينة، كان ذلك احتجاجا على الرفع المتكرر لأسعار المحروقات، وصرخة حارة لما يواجهه غالبية الناس من عوز وفقر وحرمان.
لقد كشف التعامل الحكومي مع المضربين وبشكل مكثف عن طبيعة وعمق الأزمات التي نعيشها وعن الفشل المذهل في إدارة الأزمة.
كان الترهل الإداري سيد الموقف وروحية التحدي وكسر المضربين وإدارة الظهر لمطالبهم هي السمة السائدة للموقف الرسمي، لم يَدُر في خاطرها أن هؤلاء المضربون هم شعبها وحقهم عليها التعامل بمسؤولية شديدة مع مطالبه.
لقد تعامت عن الحقيقة الفاقعة بأن الضريبة الخاصة المرتفعة جدا على المحروقات وما تسببه من غلاء وتآكل في الأجور والعجز عن توفير الحاجات الأساسية للناس الأمر الذي أوصلهم إلى دائرة الفقر.
والمظهر الأخر تجلت في أزمة الحريات العامة والحكم السلطوي المستبد المستتر، الذي وجد ضالته في جائحة كورونا، وفي قانون الدفاع، فأمعن في سياسة الاعتقال وتكميم الأفواه، الأمر الذي بدى جلياً في طريقة فض الإضراب السلمي لأهل معان وما رافقها من تهديد ووعيد لمن دخل على خط التشارك مع المضربين.
أيها الحضور الكريم.
إن أكثر ما يؤرقنا كشعب أردني هو قلقنا علي المستقبل، بالإضافة لمعاناة الحاضر، المديونية أكبر من طاقتنا، والموازنة عجزها دائم وفي ازدياد، ويتم وضعها دون مراعاة لحاجات المجتمع.
بات الإنسان الأردني مقموع ومقهور وجائع، مهدد في قدراته بسبب انتشار المخدرات والجريمة، وبعد كل ذلك مطلوب منه أن يردد مقولة الحمد لله على نعمة الأمن والأمان.
أيها الحفل الكريم…
يفرك بعض صناع القرار وأركان الدولة العميقة أيديهم فرحين بأنهم نجحوا في سحق مؤسسات المجتمع المدني وترويض العمل الحزبي، إلا من رحم ربي، وترهيب النشطاء وخلق حالة من الركود السياسي، وتمزيق كل الوحدات المجتمعية من العشيرة انتهاءً بالأحزاب، وتأليب الأخ على أخيه، كل ذلك لقطع الطريق على أي نهوض شعبي يطالب بحقوقه..
برغم كل ذلك برزت مبادرات فردية وحزبية لاستنهاض الحالة الشعبية، وخلق إطار وطني يضم كافة القوي، للنهوض بالواقع الوطني.
الأمر الذي يجعل من شعار الجبهة الوطنية ضرورة لا غنى عنها، وصولا إلى حكومة إنقاذ وطني قادرة على:
١_تجاوز التعديلات الدستورية التي أفرغته من مضمونه بأن الشعب مصدر السلطات.
٢_حكومة تلتزم بقانون ناظم لها ولعلاقتها مع الشعب.
٣_حكومة تؤسس لاقتصاد منتج، اقتصاد يعتمد على الذات متحرر من كل أشكال التبعية.
٤_حكومة تنطلق في عقيدتها بانتمائها القومي وعمقها العربي.
٥_حكومة تعيد النظر بالسياسة الخارجية وإلغاء كل أشكال العلاقة مع العدو الصهيوني، وفي المقدمة اتفاقية وادي عربة.
أيها الحضور الكريم…
من المفارقات التي نعيش أنه في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة على الأحزاب، والنقابات وعلي قوت الفقراء، فإن الأحزاب والنقابات تشهد فرقة غير مسبوقة، وتعثرت كل المحاولات التي بذلت للإرتقاء بمستوى العلاقة بين تلك المؤسسات، الأمر الذي أضعفها ووفر الفرصة لاحتوائها.
لذا فإننا وفي هذه المناسبة نعيد إطلاق مبادرتنا (نحو بلورة تيار يساري) يعيد لليسار حضوره ويشكل رافعة لإنجاز الجبهة الوطنية.
أيها الحضور الكريم …
هناك في الضفة الأخرى للنهر، يعيش الشعب الفلسطيني ومع مجيء حكومة نتنياهو وبن غفير تحدي أكثر من أي مرحلة سابقة.
تحدي يستهدف الأقصى والقدس وتهويد الأرض، وتكريس الاحتلال، وتهديد الأردن ككيان وشعب وهوية، هذا الأمر يتطلب الخروج كاملا من أوهام أوسلو وما خلفته من التزامات وأوهام سلام، إن حماية الأوطان وتحريرها يتطلب توحيد كل الطاقات لمواجهة هذا العدو.
إن الصمود الذي يبديه الشعب الفلسطيني والاستعداد الكفاحي الذي يبديه الشباب الفلسطيني يقطع الطريق على اللاهثين وراء السلام إبراهيميا كان أم أوسلووياً.
إن الوعي الشعبي العربي الذي يتبلور في رفض التطبيع وما ترجمته الجماهير العربية وفي أكثر من مكان أمر يدعو للتفاؤل فهذه الجماهير كانت دوما صانعة التغيير والانتصار.
مرة أخرى نهتف المجد للشهداء.. التحية للأسرى.
عاش حزب الوحدة الشعبية.
عاش الأردن حراً عربياً.. عاش الشعب الفلسطيني الصامد
التحية لكم ولكل المناضلين من أجل الحرية ورفع الظلم في كل مكان.”