بيانات وتصريحات عامة

القومية واليسارية: إن إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة وفقًا للاتفاقات متعددة المحاور يعني الاستسلام العربي الرسمي للمشروع الإحلالي الصهيوني

بيان صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية

تمخضت زيارة الوفد الرئاسي الأمريكي للكيان الصهيوني ولقاء القمة في جدة عن نتائج خطيرة تمثلت في محاولة احكام هيمنته على كامل مقدرات وطننا. العربي الكبير واستكمال فصول المشروع الاستعماري المسمّى بالشرق الأوسط الجديد.

العناوين الرئيسية لنتائج الزيارة تمحورت حول: دمج “الكيان الصهيوني في المنطقة، وفقاً للاتفاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والثقافية التي باتت تشمل معظم الدول العربية مع الكيان الصهيوني والسعي لإنشاء هيكل إقليمي، كإطار سياسي وعسكري من المتوقع أن يحلّ تدريجيا محل الأطر السياسية العربية القائمة وعلى راسها جامعة الدول العربية وربما مؤسسة القمة العربية أيضًا.

إن إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة وفقا للاتفاقات متعددة المحاور يعني الاستسلام العربي الرسمي للمشروع الإحلالي الصهيوني على ارض فلسطين وفي الوطن العربي الكبير، ويعني العمل على تصفية الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني وعلى راسها حق العودة الى الوطن وتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وكنس الاحتلال، بعد 74 عاماً من الكفاح الوطني الفلسطيني المتواصل ضد الاحتلال الاستيطاني العنصري على ارض فلسطين.

إن ما ورد فيما سمّي بإعلان القدس بتاريخ (14 / 7 / 2022)، يرقى إلى مستوى ارتكاب جريمة في وضح النهار ضد الشعب الفلسطيني، بدءاً بإنكار حقوقه الوطنية وإدانة مقاومته المشروعة ضد الاحتلال، ولم يبقى سوى إجراءات سحقه وانهاء وجوده كشعب حيّ، وما الفقرات الواردة التي تدين الإرهاب سوى دليل على صفاقة هذا التحالف الصهيوني الأمريكي الذي تجاهل الجرائم الممتدة والحروب والاحتلالات العسكرية والاغتيالات وكل اشكال الانتهاكات التي يرتكبها العدوّ الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال القائم عام 1948.

لم يكن الأردن يوماً في مأمن من أطماع الاحتلال الصهيوني ومشروعه الاستيطاني الكبير على كافة ارجاء الوطن العربي “، فهو مستهدف لدور سياسي رئيسي في المرحلة القادمة ليشكل صلة وصل أساسية تربط بين الكيان الصهيوني والمنطقة العربية من خلال المشاريع الاستراتيجية المطروحة حول الطاقة والمياه والنقل، ومشاريع اقتصادية كبرى، النتائج المتوقعة ستكون وخيمة على استقلال وسيادة البلاد ومقدراتها الوطنية، حيث تختزن الذاكرة الوطنية حجم الكوارث التي مني بها الأردن بعد معاهدة وادي عربة 1994م.

في هذا السياق لا يتوانى التحالف الصهيوني الأمريكي عن محاولات تغير وحرف بوصلة الصراع العربي الصهيوني في أن قضية العرب المركزية الأولى هي قضية فلسطين    وفتح أبواب جديدة من الصراعات العربية والإقليمية وابقاء منطقتنا في حال اقتتال داخلي متواصل لتوفر بذلك الشرط الرئيسي من اجل تنفيذ مشاريع واطماع العدو الصهيوني وتأمين دور قيادي للكيان الصهيوني في المنطقة.

إن جميع القوى والأحزاب والمؤسسات الوطنية في البلدان العربية تقع عليها مسؤوليات تاريخية كبرى في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة وليس قدراً محسوماً أن ينجح التحالف الصهيوني الأمريكي في تنفيذ مشروعة العدواني في منطقتنا، في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو التغيير والتحول نحو التعددية القطبية، إذ يمتلك الوطن العربي من الثروات والمقدرات ما يؤهله لأن يشكل أحد الأقطاب الرئيسية في العالم، دون تبعية ولا التحاق بأيّ من الأقطاب الدولية القائمة أو الناشئة ولكن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى قرار وطني مستقل وحرّ، بعيداً عن ضغوط الدول الاستعمارية الطامعة دوماً في الثروات العربية والموقع الاستراتيجي لمنطقتنا. إن مقاومة مشروع الشرق الأوسط الجديد، تحتاج إلى النهوض الوطني والقومي الشامل المؤسس على خطة كفاحية بعيدة المدى، ووحدة جميع قوى المقاومة في التصدي للإمبريالية الجديدة والزحف الصهيوني الاستيطاني.

وان أي رهان على تغيير في موقف الإدارة الامريكية هو خاسر لا محالة ولن يجد من الامة العربية سوى الرفض والإصرار على المقاومة بكل أشكالها.

لقد انتصرت الامة العربية فيما مضى من الحقب التاريخية على امبراطوريات كبرى وتحررت من الاستعمار الحديث بفضل مقاومتها التي لم تتوقف، وها هي الآن تعدّ العدّة للخروج عن السطوة الامريكية بعد إدراكها العميق لمخاطر ٠الهيمنة الاستعمارية الصهيونية.

19/7/2022

الرفيق أكرم الحمصي امين سر القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الأردني

الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية

عمان ١٩ تموز ٢٠٢٢

اظهر المزيد

نداء الوطن

محرر موقع حزب الوحدة الشعبية… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى